الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

البطاطس يا ريس !!


لا تتعجب من العنوان ...هو كما قرأت .. لوعة الفقراء وقوتهم الموصوف لهم والموصوفون به ..اليوم تضربه موجه الفساد فيختفي لترتفع أسعاره بما يتجاوز قدرة الفقراء على التدبير .. وإذا إستمرت منظومة الفساد في إدارة المشهد كما هو حادث اليوم بعمق الدولة العميقه وجهازها الإداري الموروث من عهد ما قبل الثورة .. فلا تستغرب مزيدا من العناوين التى تبدا بالطماطم يا ريس .. والفول يا ريس وربما يعسكر بنا العنوان الأخير حول الملح يا ريس.

المشهد برمته يحتاج عنوانا أشمل من الحكاوي المرصوده حول إرتفاع سلعة الفقراء وغذائهم شبه الرئيسي ... لينحاز إلى العنوان الأشمل وهو الفساد ياريس.

لم نعد بحاجه إلى توجيه رسالة لوزير أو محافظ أو مسئول إداري ما خلف مكتبه المغلق دائما إلا من أدراجه المفتوحه عادة وقد ثبتت عيونها على جيوب المواطنين ليجتازوا اختبار مراجعة أي دائرة حكوميه في ظل غياب أجهزة الرقابه المنوط بها ضبط الأداء الحكومي بما يخدم المواطن والوطن.

الفساد الذى ينتشر في كل شوارعنا تقريبا لغياب المسئول الذى يمتلك مشاعر حماية مسئوليته وإستشعارها كجزء من مستقبله ومستقبل أبنائه.

لنصل بالنهايه إلى كيانات فاقدة مشاعر الإنتماء ... ومن تتلبسه حالة كتلك يتحول إلى آله هدم لا بناء ...
نراها اليوم حالة ماثله تربك أداء الدولة وتضر بتطلع سياساتها إلى الأمام .. وعندما ينتشر الفساد فبنفس مساحة انتشاره يتقلص تواجد القانون.

وبغياب الأخير يتباهي البغي في سلوكيات التجار عندما لا يخشون التعقب معتمدين على ظهور تحميهم وعيون تغفل عن مخالفتهم التى كان منها توريد تقاوي فاسده أدت إلى خروج ألاف الأفدنه من نطاق الإنتاج الطبيعي للبطاطس وهي السلعة التى لا تستطيع الدولة أن توجد منها مخزون إستراتيجي لطبيعتها المقاومه للتخزين الشعبي مثلا  .. فوقعت كارثه سيبقى المصريون يتندرون حولها بطبيعتهم في تحويل كوارثهم إلى إبتسامات مريبة وهم ينادون بصوت مسموع .. البطاطس ياريس.

تستمر بنا الأزمات .. عندما تستبد بنا غايات الإهمال الآمن من العقاب والبعيد عن المحاسبه .. وهي نذر مباغته تدعونا إلى تصويب البوصله ناحيه تفعيل القانون والعمل على تفريغ جوف الدولة الإداري من الموظف الموروث بنظامة الروتيني الفاسد والقادم إلينا محمولا على عجلات الملك أحمس.

حولنا دول لا يزال البعض يتندر من تاريخها ويسمح لنفسه بنزهة فكريه حول ملامح تخلفها وهي اليوم تكاد تزاحم الدول الأولى بتحولها التقني إلى دول رقميه يختفي فيها الموظف الكسول الملول ليتعامل المواطن من آله شفافه لا تحابي لأحد ومن خلفها تقنيات محكومه بالقانون والشفافيه.

فيما نحن نغرق بين أطنان الأوراق ومخازنها الحديديه ليغوص معنا ضمير كتلة شعبيه هائلة وقد غطاها رماد الأقبيه فتعلمت الإحتكار لنفسها والإنتصار لمصالحها وتعطيش السوق بمواهب الإكتناز التى تسيطر عليها ليصبح عامة الشعب بين موظف فاسد وتاجر جشع ومنتج محتكر ودولة غائب قانونها حاضر حولها المتمتعون بإنتهازيتهم الموزعة باتقان في كل موقع ورغم قلتهم فإنك دائما حيثما توجهت تواجههم.

وليس لنا والحال هكذا إلا أن نردد مع المحشورين في حوارينا الضيقه .. البطاطس ياريس.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط