الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أولياء الأمور وتطوير التعليم


عندما أتكلم عن الاصلاح اعتدت أن أسمى الأشياء بمسمياتها الصحيحة دون مواربة او تجميل , فالإصلاح لا يحتاج سوى المصارحة، وما غير ذلك يكون نوعًا من المشاركة المُقنعة فى بقاء الحال على ما هو عليه، خاصة فى مجال التعليم فى مصر , حيث مع كل وزير جديد تأتى رؤية جديدة وشعارات جديدة، مع اختلاف جديد هذه المرة، هو أن الرؤية الحالية جاءت مترافقة مع رئيس جديد .

والكل يتحدث عن جهود الدولة ودور الوزير ودور المعلم , ولم اسمع كثيرًا عن دور أولياء الامور فى تطوير التعليم , وهو دور أراه من أهم مكونات العملية التعليمية فى أى مكان فى العالم , ولذا كانت مجالس الاباء والمعلمين موجودة فى كل الانظمة التعليمية داخل مصر وخارجها , وهى مجالس تتكون فى المدارس عن طريق أنتخاب غالبية اعضاؤها بواسطة أولياء الامور فيما يتم تعيين ثلاثة من الشخصيات العامة المهتمة بالتعليم ممن ليس لهم أبناء بنفس المدرسة .

ثم مجالس الآباء بالادارة التعليمية تتكون بأنتخاب عشرة أعضاء من بين رؤساء مجالس الاباء بالمدارس التابعة لها , فيما يقوم المحافظ بتعيين ثلاثة من الشخصيات العامة المهتمة بالتعليم كأعضاء معينين , ومجالس الاباء على مستوى المديرية تتكون من رؤساء مجالس الاباء بالادارات التعليمية , فيما يعين المحافظ ثلاثة من الشخصيات العامة أعضاء بها , ثم يتكون مجلس الاباء بالمديرية من رؤساء مجالس الادارات التعليمية , ورؤساء مجالس المديريات يكونوا مجلس الاباء على مستوى الجمهورية .

ونهاية الاسبوع الماضى كانت هناك انتخابات جديدة لمجالس الاباء , وهى فى الوضع الحالى مجالس بدون صلاحيات تنفيذية أو قرارات ملزمة , بأستثناء ان رئيس مجلس الاباء بالادارة التعليمية أو المديرية يكون عضوًا فى لجنة الترقيات الخاصة بالمدرسين , وهو ما أدى الى وضع صعب فى بعض مجالس الاباء نتيجة اصرار بعض أصحاب المصالح الخاصة على ان يكون رئيس المجلس موظف تابع لوكيل الوزارة أو لمدير الادارة , ليضمن الصوت الوحيد القادم من خارج الدائرة المغلقة على الاصدقاء المقربين .

ولذا يتم تجاهل القرارات الوزارية التى منحت هذا الحق للمحافظ عن عمد فى بعض الادارات والمديريات , فيتم تعيين احد مرؤسيهم عضوًا بالمجلس , ثم الضغط على باقى الاعضاء المنتخبين لانتخابه رئيسًا للمجلس , وقد عايشت ذلك بنفسى فى أحد محافظات صعيد مصر البعيدة عن مقر وزير التربية والتعليم , وأتمنى الا يكون بُعد المسافات بين القاهرة والصعيد سببًا فى بُعد المتابعة .

والمُحزن ان يكون المحافظ هو آخر من يعلم بالاعتداء الصارخ على حقوقه داخل الادارات التعليمية فى محافظته , مما يشير أيضًا الى محدودية دور بعض المحافظين فى الاهتمام بكل جوانب العملية التعليمية , واكتفاء البعض بدورهم فى أعتماد النتائج النهائية لأمتحانات الشهادات العامة أو المرور على بعض المدارس للمتابعة, وهو دور قد يكون هناك تبرير لمحدوديته نظرًا لأنشغال السادة المحافظين بكل ملفات الخدمات العامة فى المحافظة .

لكن ما لا أجد له أى مبرر كاف هو ان يصل هذا الموضوع الى وزارة التربية والتعليم نفسها وعلى أعلى المستويات الوزارية ما دون الوزير , ولا نجد رد فعل مناسب للتحقيق فى أى تجاوز فى هذا الشأن , واستثنى من ذلك الوزير لأننى سبق وان تواصلت معه تليفونيًا ووجدته شخصية مستمعة جيدة للمتحدث وعلى أرقى مستوى , ومن خلال تحدثى الى الوزير ونائبه فى موضوعين مختلفين عبر التليفون , أستطيع أن أقول وبكل ثقة ان هناك فرق شاسع بين التحدث الى الوزير أو الى نائبه فى الامور الخاصة بالعملية التعليمية أوالمعلمين .

وفى النهاية أتمنى ان يتم مراجعة أسماء ووظائف كل أعضاء مجالس الامناء المعينين فى أى مجلس أباء مدرسة أو أدارة أو مديرية فى مصر , لمعرفة كيف تدار الامور فى هذه المجالس ولماذا هى غير فاعلة بالقدر الكافى , ومن ناحية أخرى مراجعة أختصاصات مجالس الاباء لكى يكون لها دور أكثر فاعلية فى تطوير العملية التعليمية فى مصر , فالامهات والاباء هم عصب أى تطوير تعليمى فى مصر , وبدون مجالس قوية تمثل أولياء الامور تمثيل حقيقى , لن يسمع لا الوزير ولا غيره الصوت الحقيقى لأولياء الامور اذا ما احتاج الى الاستماع اليهم , ولن نصل الى تطوير صحيح مبنى على الحقائق على أرض الواقع .
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط