الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

طارق شوقي: التعليم في مصر ليس مجانيا الآن.. الناس استخسروا فينا 10 جنيه ودفعوا الملايين في الدروس والكتب الخارجية.. ووقف خيري لنتمكن من الصرف على التعليم خلال الـ50 سنة القادمة

صدى البلد

طارق شوقي: 
- تطوير التعليم يحتاج لتضحيات المصريين 
- تطوير التعليم بالأفعال وليس بالخطط والمؤتمرات والاستراتيجيات النظرية
- جروبات أولياء الأمور جعلت الأهالي مش فاضيين لتربية أولادهم


شارك اليوم الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم ، في الحلقة النقاشية التي تنظمها الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى -تحت عنوان– (التعليم كأحد ركائز الاستثمار في رأس المال البشري) ، برئاسة الدكتور إسماعيل عبد الغفار رئيس الأكاديمية.

جاءت هذه الحلقة النقاشية ضمن "فعاليات الأسبوع العربي للتنمية ‏المستدامة"، والذى يقام تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية، والذي تنظمه جامعة ‏الدول العربية بالشراكة مع وزارة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإدارى بجمهورية مصر العربية، بالتعاون ‏مع المنظمات الدولية والإقليمية وذلك خلال الفترة من ‏‎)‎‏19-22 نوفمبر‎(‎‏ الجارى بهدف دعم خطط تحقيق ‏أهداف التنمية المستدامة في المنطقة العربية.‏

وقد حضر الحلقة النقاشية كل من: السفيرة الدكتورة هيفاء أبو غزالة، الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشئون الاجتماعية بجامعة ‏الدول العربية، والدكتورة جهاد عامر، عضو مجلس النواب ورئيس لجنة الشباب بالمجلس الأعلى للثقافة، والدكتور خالد زكريا أمين الأستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة ومدير مركز ‏السياسات الاقتصادية الكلية التابع لمعهد التخطيط القومي، والدكتورة حنين إسماعيل السيد - خبير أول في شئون الحماية الاجتماعية والعمل والنوع لمنطقة الشرق ‏الأوسط بالبنك الدولي.‏

وركزت الحلقة النقاشية على أهمية وضع التعليم والتدريب والتعليم المهني على قائمة أولويات ‏الاستثمار في رأس المال البشري لما لهم من دور في دفع زيادة جودة وكفاءة رأس المال البشري، وذلك من ‏خلال مناقشة أثر جودة التعليم والتعليم المهني على رأس المال البشري وتعزيز التنافسية كما ترتكز الحلقة ‏النقاشية على تحليل المعوقات التي تواجه تنفيذ سياسات تعليم تعمل على الاستثمار في رأس المال البشري في ‏المنطقة العربية على أن تكون تلك السياسات قادرة على إخراج طاقات الإبداع والابتكار في العنصر البشري ‏وعلي ربط مخرجات التعليم بسوق العمل لتعزيز الانتاجية ودعم الاقتصاد من المزمع أن تقدم الجلسة ‏مجموعة من التوصيات لدول المنطقة للعمل على تعزيز والاستفادة من رأس المال البشري.‏

وخلال كلمته ، أكد الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، أن الاهتمام واضح في كل العالم بمؤشر رأس المال البشري .

وأوضح الوزير ، أن مصر قررت أن تطور التعليم بالأفعال وليس بالخطط والمؤتمرات والاستراتيجيات النظرية .

وقال الوزير : إن حال التعليم لن يتغير بدون تضحيات لان الامر يحتاج لتغيير ثقافات ، ولابد أن تكون هناك رغبة حقيقية لدى المصريين لتطوير التعليم حتى تنجح عملية التطوير.

وأضاف الوزير أننا نعاني حاليا من وجود حالة الاستخفاف بأهمية العلم والتعليم ، مؤكدا ان الشائعات والنقد الهدام أصبح سيد الموقف وهو الأمر الذي لا يمكن أن نصبح معه مجتمعا للمعرفة.

ولفت الوزير إلى أن القيادة السياسية حاليا مهتمة جدا بفكرة بناء الإنسان وتطبيقها في تسريع وقت ممكن، مؤكدا أن هناك قرارات صعبة لابد من اتخاذها لإنقاذ ما يمكن إنقاذه لإصلاح حال التعليم في مصر. 

وأكد الوزير أنه على المجتمع أن يدفع ثمن التطوير ويتحمل ألم العلاج حتى لا يتفاقم المرض الذي أصاب تعليمنا. 

وأوضح الوزير أنه آن الآوان لأن نغير ثقافة (أنا ابني في مدرسة لغات) دون الاهتمام بتعليم الأبناء اللغة العربية، مشيرا إلى أنه لابد من إعادة الاهتمام بلغتنا العربية وهويتنا المصرية من جديد حتى ننجح في النهوض بوطننا. 

وقال الوزير: "نحن تعودنا طوال السنوات الماضية على أن نصرف على الحجر وبناء المباني أكثر مما نصرفه على بناء البشر، مؤكدا أنه لابد من تغيير هذه المشاكل الموروثة ليتحسن الحال

ولفت الوزير إلى أنه اكتشف أن هناك في الوزارة ١٦ جهة تقدم تدريبات وهذا كان يتكلف إنفاقات كثيرة فجمعناها في جهة واحدة. 

وقال إن الدولة تدفع في التعليم ٩٠ مليار جنيه ولكن الناس تدفع ١٤٠ مليار على الدروس والكتب الخارجية وغيرها، ومع كل هذا الإنفاق لا نحصل على النتائج المطلوبة.

وأوضح الوزير: "هناك في مصر مدارس فارغة كثيرة جدا لأن كل مواطن يسعى لأن يدخل أبناءه تحت البيت، كما يسعى كل معلم لأن يعمل في أقرب مدرسة لبيته ، ولهذا هناك مجاملات تتم في النقل بين المدارس وهو ما ادى الى ارتفاع كثافات المدارس و وجود عجز معلمين في بعض المدارس 

وأشار الوزير إلى أن التعليم حاليا ليس مجانيا في واقع الأمر، لأن الناس تصرف ملايين على الدروس والكتب الخارجية، وبناء عليه فإن المجانية حاليا غير موجودة أصلا.

وقال الوزير ان الشخص الذي كان يظهر وقت امتحانات الثانوية العامة على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك باسم شاومينج كان نصابا يخدع الناس ومع ذلك الناس كانوا مصدقينه.

وقال الوزير: مرة دخلت عملت نفسي طالب و طلبت من أدمن صفحة شاومينج ان يسرب الامتحان لي واكتشفت انه يبيع الامتحان الوهمي الذي يملكه للطلاب مقابل ٥ آلاف جنيه.

واضاف الوزير : ان شاومينج لم يكن وقتها يملك الامتحان الحقيقي لكنه وجد الناس متفاعلة معه فقرر النصب عليهم وجمع الاموال مستغلا بذلك قلق و رعب الطلاب من امتحان الثانوية العامة.

وأشار الوزير إلى ان اولياء الامور اصبحوا غير مهتمين بفكرة تربية الابناء و تعليمهم تعليما حقيقيا ولكنهم فقط مهتمين بفكرة الوجاهة الاجتماعية المتمثلة في جملة (انا ابني في مدرسة لغات).

وقال الوزير : ان جروبات أولياء الأمور الكثيرة الموجودة على الفيس بوك ، جعلت الأهالي معندهمش وقت لتربية الأبناء، فالأمهات أصبحن على الفيس بوك ٢٤ ساعة وهذه أزمة كبيرة. 

وأشار الوزير إلى أنه آن الأوان لأن يتحد المجتمع من أجل تطوير نظام التعليم تطويرا حقيقيا يدعم لغتنا العربية وهويتنا المصرية عند الاطفال.

وأوضح الوزير أن الوزارة "تشحت" لتوفير التخت والمقاعد لوضعها في الفصول ليجلس عليها طلاب المدارس، في حين أن المصريين ينفقون أموالهم بكرم على رفاهيات بعيدة عن التعليم الحقيقي.

وقال الوزير: "حاولنا زيادة مصروفات المدارس الحكومية 10 جنيه فقط لتوفير اموال لصالح التعليم ، لكن "اتبهدلنا والناس ما دفعوش"، لكن صرفوا آلاف الجنيهات على الكتب الخارجية والدروس الخصوصية".

وقال : إن الوزارة قررت عمل وقف خيري لجمع أموال لصالح التعليم، حتى يتم ادخار أموال تصلح للصرف على التعليم خلال الخمسين سنة القادمة لاستكمال مسيرة التطوير.

وأوضح الوزير أنه يجب على الأسر تحديد الأولويات فيما يتعلق بمسألة الصرف على التعليم.

وأضاف الوزير ، أن الوزارة تحاول إتاحة تعليم يسمح لهم ينطلقوا فى كافة المجالات وأقول للشباب : اعملوا الحاجة اللى أنتم بتحبوها ومتسمعوش كلام الكبار، موضحا الأمر ليس بالمجموع.

ولفت الوزير، إلى أن هناك تغييرا فى قانون التعليم حاليا لتطبيق فكرة الإسراع فى التعليم متابعا : لو الطالب فى التعليم قبل الجامعى خلص اللى محتاجينه منه قبل 12 عاما مثلا فى 9 سنوات هيدخل الجامعة مباشرة، كما سيتم استثناء الطلاب الموهوبين فى شيء معين من مجموع الثانوية العامة ويدخل الكلية اللى هو عايزها. 

وقال الوزير، إن فكرة الضغط فى الامتحانات أو الدروس فى النظام الجديد غير موجودة كما أنه لا داعى لأن يذهب الطالب إلى الدرس علشان ميحفظش؛ مؤكدا أن التغيير فى الثانوية الجديدة لا يعتمد على الدروس، قائلا : أنا شايف ان المدرسة مش بتؤدى دورها ولا بد من عودة المدرسة وهذا يتطلب عودة المعلم أيضا وهذا يحتاج إلى مرتب أعلى وعايزين نعرف أولوياتنا فين تحديدا.