مفتي الجمهورية:
- شراء الحلوى والتهادي بها في المولد النبوي مستحب شرعا
- الاحتفال بالمولد النبوي مُستحب بالكتاب والسُنة واتفاق العلماء
- إنكار الاحتفال بمولد النبي بدعة
- أطالب بجعل 12 ربيع يوم عيد احتفالا بمولد النبي
يحتفل المسلمون، اليوم الثلاثاء، الثاني عشر من ربيع الأول بذكرى مولد الرسول -صلى الله عليه وسلم- الذي أرسله الله تعالى رحمة للعالمين، وتنشر في مثل هذا اليوم من كل عام فتاوى سلفية تحرم الاحتفال بالمولد النبوي وتجعله «بدعة»، أما الأزهر فيحتفي بالرسول -صلى الله عليه وسلم-، ويؤكد أن إظهار لحب النبي -صلى الله عليه وسلم في يوم مولده يعد أفضل الأعمال وأعظم القربات.
ويحرم البعض شراء الحلوى في ذكرى المولد النبوي، مستدلين بأنها بدعة لم يفعلها الرسول -صلى الله عليه وسلم- مع العلم أنها أول من فعلها الفاطميون، واعتبرت دار الإفتاء هذه الفتوى فاسدة كاسدة لا يجوز الأخذ بها، وأباحت شراء الحلوى والتوسعة على الأهل في ذلك اليوم فرحًا بمولد خاتم النبيين -صلى الله عليه وسلم-، ويعرض «صدى البلد» بعض الفتاوى التي تحرم الاحتفال والرد عليها من علماء الأزهر.
واعتبر الدكتور شوقي علام- مفتي الجمهورية- أن الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم شاهد على حبه وتعظيمه، وهو أمر مستحبٌّ مشروع، له أصل في الكتاب والسنة، وقد درج عليه المسلمون عبر العصور، واتفق علماء الأمة على استحسانه، ولم ينكره أحد يعتدُّ به.
ونبه مفتي الجمهورية على أن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف تعظيمٌ واحتفاءٌ وفرح بالحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، وتعظيمُ النبي صلى الله عليه وآله وسلم، والاحتفاءُ والفرح به أمرٌ مقطوع بمشروعيته؛ لأنَّه عنوان محبته صلى الله عليه وآله وسلم التي هي ركن الإيمان.
- الحكمة من الاحتفال:
- أدلة إباحة الاحتفال:
واستشهد بالحديث الشريف على مشروعية الاحتفال، بأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم سُئِل عن صوم يوم الاثنين، فقال: "ذاكَ يَومٌ وُلِدتُ فيه"، وهذا إيذانٌ بمشروعية الاحتفال به صلى الله عليه وآله وسلم بصوم يوم مولده.
- الأمة أجمعت على الاحتفال:
ورأى أن الأمة الإسلامية دَرَجَت منذ القرن الرابع والخامس من غير نكير على الاحتفال بمولد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بإحياء ليلة المولد بشتى أنواع القربات من إطعام الطعام والصيام والقيام وتلاوة القرآن والأذكار وإنشاد الأشعار والمدائح في رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، كما نص على ذلك المؤرخون؛ كالحافظ ابن الجوزي وابن دِحية وابن كثير وابن حجر والسيوطي وغيرهم كثير، رحمهم الله تعالى.
- أكل الحلوى في المولد:
وشدد المفتي على أن الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف والفرح بها من أفضل الأعمال وأعظم القربات، ويندب إحياء هذه الذكرى بكافة مظاهر الفرح والسرور، وبكل طاعة يُتقرب بها إلى الله عز وجل، ويَدخُل في ذلك ما اعتاده الناسُ من شراء الحَلوى والتهادي بها في المولد الشريف؛ فرحًا منهم بمولده صلى الله عليه وآله وسلم، ومحبةً منهم لما كان يحبه.
واستند المفتى إلى ما جاء عَنْ السيدة عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: "كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم يُحِبُّ الحَلْوَاءَ، وَيُحِبُّ العَسَلَ" رواه البخاري وأصحاب السنن وأحمد، فكان هذا الصنيعُ منهم سُنةً حسنة، كما أن التهادي أمر مطلوب في ذاته ، لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «تَهَادوْا تَحَابوْا» رواه الإمام مالك في "الموطأ"، ولم يَقُمْ دليلٌ على المنع من القيام بهذا العمل أو إباحَتِه في وقت دون وقت، فإذا انضمت إلى ذلك المقاصد الصالحة الأخُرى؛ كَإدْخَالِ السُّرورِ على أهلِ البيت وصِلة الأرحامِ فإنه يُصبح مستحبًّا مندوبًا إليه، فإذا كان ذلك تعبيرًا عن الفرح بمولدِ المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم كان أشَدَّ مشروعيةً وندبًا واستحبابًا؛ لأنَّ "للوسائل أحكام المقاصد".
وذكر أنه: «نص العلماء على استحباب إظهار السرور والفرح بشتى مظاهره وأساليبه المشروعة في الذكرى العطرة لمولده الشريف صلى الله عليه وآله وسلم ، ويقول الحافظ السيوطي في "حسن المقصد في عمل المولد" المطبوع ضمن "الحاوي للفتاوي": [فيستحب لنا أيضًا إظهارُ الشكر بمولده بالاجتماع وإطعام الطعام ونحو ذلك من وجوه القربات وإظهار المسرات.
- فتاوى تحريم الاحتفال فاسدة:
وألمح مفتى الجمهورية إلى أن المسلمين عبر القرون يُهدون ويفرحون بالتوسعة على الفقراء والعيال في ذكرى المولد الشريف، من غير نكير، فرحًا بمولد الهادي البشير صلى الله عليه وآله وسلم، والنفوس مجبولة على الفرح بمن تحب، والنبي صلى الله عليه وآله وسلم هو أعظم من يُحَبُّ، وأَوْلَى من يُفرَح به، وهذه الدعوى الفاسدة تستلزم تضليل الأمة وتجهيل علمائها عبر الأمصار والأعصار.
- حب الرسول من أعظم القربات:
وبيّن الدكتور علي جمعة، أنه درج سلفنا الصالح منذ القرن الرابع والخامس على الاحتفال بمولد الرسول الأعظم صلوات الله عليه وسلامه بإحياء ليلة المولد بشتى أنواع القربات من إطعام الطعام، وتلاوة القرآن والأذكار، وإنشاد الأشعار والمدائح في رسول الله صلي الله عليه وسلم، كما نص على ذلك غير واحد من المؤرخين مثل الحافظين : ابن الجوزي، وابن كثير، والحافظ ابن دحية الأندلسي، والحافظ ابن حجر، وخاتمة الحفاظ جلال الدين السيوطي رحمهم الله تعالى.
واستطرد: وألف في استحباب الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف جماعة من العلماء والفقهاء بينوا بالأدلة الصحيحة استحباب هذا العمل؛ بحيث لا يبقى لمن له عقل وفهم وفكر سليم إنكار ما سلكه سلفنا الصالح من الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، وقد أطال ابن الحاج في [المدخل] في ذكر المزايا المتعلقة بهذا الاحتفال، وذكر في ذلك كلامًا مفيدًا يشرح صدور المؤمنين، مع العلم أن ابن الحاج وضع كتابه المدخل في ذم البدع المحدثة التي لا يتناولها دليل شرعي.
- الرسول أول من احتفل بمولده:
- كيف نحتفل:
- جعل الاحتفال عيدًا
ووجه «كريمة» رسالة لمن ينكرون الاحتفال بالمولد النبوي، قائلًا: «من يقولون ذلك هم بدعة، لأنهم لا يفهمون التشريع الإسلامي، فالاحتفال بالمولد النبوي من المصالح المرسلة».
وطالب العالم الأزهري، بجعل يوم مولد الرسول صلى الله عليه وسلم عيدًا، منوهًا بأـن الرسول -صلى الله عليه وسلم- عندما سُأل عن سبب صيامه يوم الاثنين، قال هذا يوم ولدت فيه، مستدلًا بحديث أنه كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- «يصَوْمِ يَوْمِ الِاثْنَيْنِ، فلما سئل عن السبب فَقَالَ: ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ وَيَوْمٌ أُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهِ النُّبُوَّةُ».