الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الأراجوز وصندوق الدنيا.. حكاية التراث الشعبي في فيلم الزوجة الثانية

من فيلم الزوجة الثانية
من فيلم الزوجة الثانية

واحد من أهم مائة فيلم في تاريخ السينما المصرية، ملحمة درامية تلائم كل زمان ومكان، حيث الظالم والمظلوم، والمناضل والخائن، والغني والفقير، الصراع الذي لا ينتهي، صبغه الكاتب والمخرج بهوية مصرية أصيلة من خلال عرض كل عناصر السيرة الشعبية، وصندوق الدنيا، وغيرها من العناصر المصرية.

يعد فيلم «الزوجة الثانية» الذي تم إنتاجه في عام 1966 بمثابة أيقونة للتراث المصري حيث اعتمد بشكل أساسي على الأشكال التراثية، كـ الألفاظ ولهجة أهل القرى، والملابس، وطريقة الحديث، فضلا عن وجود الأراجوز، والدمى التقليدية المصرية، وصندوق الدنيا، وبعد تسجيل اليونسكو، للأراجوز والدمى التقليدية المصرية في قائمة الحفاظ على التراث الثقافي غير المادي، يرصد "صدى البلد" تفاصيل هذا الفيلم الذي اعتمد عليهما بشكل أساسي.

- تتر الفيلم

البداية من تتر الفيلم، والذي يعتبر من أفضل ما تم تقديمه في تاريخ السينما المصرية كما وصفه الموسيقار الراحل عمار الشريعي في برنامج "غواص في بحر النغم"، بدأ الفيلم بحامل "البيانولا" البسيط، وهو يتجول في الشوارع حاملا على ظهره الصندوق ويجذب الأطفال بكلمات زجل، فكرته البسيطة عبرت عن أحداث العمل، فـ بكلمات صلاح جاهين وصوت الراوي، حاول صناع العمل جذب الجمهور للفيلم وذلك باستخدام حامل البيانولا البسيط الذي ينادي على الأطفال ليقص عليهم قصص السيرة الشعبية التي تروى في ريف وصعيد مصر "دنيا واللي في الدنيا..هنا كله في صندوق الدنيا.. مد يا شاطر قبل ما يبعد.. قرب واتفرج ع الدنيا".

- الأحداث

وخلال سير الأحداث، وبداية أزمة فاطمة التي أدت دورها سندريلا الشاشة الفنانة سعاد حسني مع العمدة عتمان الذي جسده الفنان صلاح منصور، نجح صناع العمل في تجسيد الأزمة عرض أراجوز للأطفال "الأراجوز"، "الأراجوز..الأراجوز والبنت اللي اسمها كشكليوز، يا حلاوتهم، أدي حكايتهم هما الجوز، يا كتاكيتهم يا شقاوتهم" والذي ظهر خلالها حكمة الفيلم "الحب مش بالعافية"، واستمدت منها الفلاحة البسيطة خطتها الذكية في الزوغ من العمدة، سواء في عرض الأراجوز أو الراوي حامل صندوق الدنيا، كان التفاف الأطفال حولهم وتركيز الكبار وصغار السن مع هذه العروض شيئا أساسيا مشتركا، كما أوضح الكاتب ناجي فوزي في كتابه سينما الشعب.



- القصة
قصة الفيلم واستغلال الموروثات الشعبية فيها كانت واحدة من أهم ترسيخ الفيلم في ذهن الكثير، وكان السر هو اعتماد الكاتب الكبير أحمد رشدي صالح على «فن الحكي» وتحويله إلى أيقونة للتراث المصري، ويرجع ذلك إلى عمله كصحفي ومؤسس مركز الفنون الشعبية في القاهرة، أما السيناريو فاعتمد في كتابته على ترميز الشخصيات، وكتب السيناريو ثلاثة من كبار صناع السينما وهم، سعد الدين وهبة، ومحمد مصطفى سامي، المخرج صلاح أيو سيف، الذي أخرج العمل بنفسه.



- الموسيقى التصويرية

" إحدى روائع التراث الشعبي الحزين" هذا هو وصف أكثر من موسيقار للموسيقى التصويرية لفيلم «الزوجة الثانية»، فلم تبتعد الموسيقى أيضا عن فكرة التراث الشعبي، حيث استلهم الموسيقار فؤاد الظواهري الموسيقى التصويرية للفيلم من القصة الشعبية «أيوب» القصة الشعبية المنتشرة، كما قال الموسيقار الراحل عمار الشريعي، وكان ملاءمتها مع الفكرة الأساسية للفيلم «التراث المصري» هو سر نجاحها ملاءمتها مع الفكرة الأساسية للفيلم وهي تجسيد التراث الشعبي.