الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أوهام لباس العفة القطري


إعتبرت قطر مقتل خاشقجي صيدا ثمينا للنيل من السعودية والتحريض عليها،ولم تَرْحم شاشة [قناة الجزيرة] المملكة الشقيقة حتي بعد إستنكارها وإعلانها تورط عدد من المسئولين وإعطائهم إستمارة ستة من مناصبهم،بل ومحاكماتهم والتلويح بعقوبة الإعدام أو السجن حال الإدانة.

وعلى [الرغم] من أن السعودية أغلقت القضية جنائيا بفتح باب التحقيق والوعد بإعلانه للرأي العام [إلا] أن الكونجرس الأمريكي يسير علي خط التجريح والتحريض ويلوح بالقضية سياسيا [بينما] ترامب التاجر قناص الصفقات يحافظ علي العلاقات الإستراتيجية مع السعودية خاصة وأن هناك صفقات سلاح تصل إلى 110 مليارات دولار.

لا شك أن كتيبة قتل خاشقجي تستحق العقاب، لكن! قطر وجزيرتها والكونجرس الأمريكي ليسوا أية العدل في الميزان السياسي كما يتوهم البعض،بل يكيلون بمكاييل المصالح،فقطر وقناتها مثلا تَدَثّرُوا بلباس العفة السياسية وقماش تفصيل حرية الرأي علي جسد قضية خاشقجي –هكذا يحاولون إيهامنا- والغرض ضعف السعودية وتوقيع عقوبات عليها لتنهار أمام تركيا وإيران.

أنا هنا لا أحاول تسويد وجه وضرب سمعه قطر وحلفائها بروايات لا أملك دليلا على إثباتها،فمثلا بدت قطر في مقتل علي عبد الله صالح مثل العاهرة التي تلبس ثياب راهبة لا يتوقف حديثها عن الشرف،بينما سِجِلْ عِفّتها مخدوش بتسهيل تسليمه لميليشيا الحوثى لإغتياله، وفي الوقت الذي تقرأ فيه "الجزيزة" الفاتحة علي روح خاشقجي،تدفن القناة قضية مقتل الرئيس اليمني ولا تتناوله نهائيا لإبعاد شبهة ضلوع قطر في المؤامرة علي اليمن.

وبالعودة الي الوراء وقبل إغتيال عبد الله صالح بساعات أثار مقطع فيديو الكثير من التساؤلات بعد ظهور أحد المرافقين له يعانقه ويقبله بينما ضغط على رأسه بطريقة غريبة،وبالتدقيق فى الفيديو ظهر أنه لصق مادة على رأسه[يُرَجّحْ] أنها المادة التى سهلت على ميليشيا الحوثى تتبعه وتحديد مكانه،وكان صاحب هذا المشهد المثير هو "فارس مناع" تاجر السلاح اليمنى،والذى تخصص فى توريد السلاح للحوثيين،والمعروف بالوسيط القطرى بين"صالح" والحوثيين، وهو ما أشار إلي تورط نظام الحمدين في قتل صالح.

اليوم ثمة أدلة ووثائق جديدة تدين تورط قطر مع إيران وجماعة الحوثيين فى جريمة إغتيال الرئيس اليمنى السابق يمتلكها محمد علاو المحامي السابق للرئيس اليمني الراحل، والذي أكد أن مكتب المدعى العام فى المحكمة الجنائية الدولية فى لاهاى قد قبل الشكوى المرفوعة من منظمات حقوقية دولية للتحقيق فى جريمة إغتيال عبد الله صالح.

وبصرف النظر عن الأدلة والتحقيقات التي ستوليها المحكمة الجنائية – رغم أهميتها- لماذا لم تأخذ الأدلة الجديدة لتورط قطر حيزا علي شاشة الجزيرة أوعلي مقاعد الكونجرس؟ أم أن مقتل صحفي –وهو أمر مرفوض- أهم من قتل رئيس دولة ودخول شعب بأكمله في غياهب الحرب الأهلية والفقر والمجاعة والأمراض.

إنها لعبة مثلث المصالح! ضلعه الأول [إيران] لتتسلل إلي مواقع حيوية،وضلعه الثاني [تركيا] لتصل إلي إحياء دولة الخلافة،بينما قاعدته [ قطر] المستخدمة كمعجون الأسنان الذي لا يصح يوم دون إستعماله لتحقيق صفقة القرن والشرق الأوسط الجديد.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط