العراق يغلق معبرا حدوديا مع الاردن بسبب تظاهرات للسنة

أغلق العراق معبرا حدوديا مع الاردن يوم الاربعاء بعد ان سد متظاهرون سنة طريقا سريعا الى سوريا والاردن في اطار احتجاجات حاشدة تتحدى حكومة رئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي الائتلافية.
وصرح مسؤولون محليون بأن بغداد أمرت قوات الجيش باغلاق معبر طريبيل في محافظة الانبار السنية التي اندلعت فيها الاحتجاجات في ديسمبر كانون الاول بعد ان اعتقلت السلطات حراس وزير المالية العراقي السني.
وتشكل الاحتجاجات تحديا كبيرا للمالكي الذي يتهمه كثيرون من زعماء السنة بتهميش الاقلية السنية وتعزيز سلطاته وتقريب العراق أكثر من ايران الشيعية بعد عام من انسحاب القوات الأمريكية من العراق.
وتزيد الاحتجاجات السنية مخاوف العراق تجاه ما يجري في سوريا التي أشعل الصراع فيها توترات طائفية اقليمية ويضع على المحك التوازن الطائفي والعرقي الهش في العراق.
ويخيم الاف المحتجين على الطريق السريع قرب الرمادي وهي معقل للسنة على بعد 100 كيلومتر غربي العاصمة بغداد قبل النقطة التي يتفرع عندها الطريق الى مسارين أحدهما يتجه الى سوريا والاخر الى الاردن.
وأغلقت القوات العراقية معبر طريبيل وهو المعبر الحدودي الهام الوحيد مع الاردن في ساعة مبكرة يوم الاربعاء حتى اشعار آخر. وبررت السلطات ذلك بما حدث من تعطيل للنقل والتجارة.
وقال العقيد محمود محمد علي نائب قائد شرطة الحدود في المعبر لرويترز خلال اتصال هاتفي ان العمل توقف تماما ولا تمر من المعبر اي شاحنات او سيارات ركاب وان المسؤولين عند البوابة لا يعملون.
واندلعت الاحتجاجات في ديسمبر بعد ان احتجزت السلطات الحرس الشخصي لوزير المالية السني رافع العيساوي وعاملين في مكتبه بتهمة الارهاب. ويفسر زعماء سنة الاعتقالات في اطار حملة قمع مستمرة على الاقلية السنية من جانب القيادة الشيعية الحاكمة.
ولا تزال التوترات الطائفية حية في العراق الذي عانى من سنوات من اراقة الدماء بين السنة والشيعة بعد الغزو الامريكي للبلاد الذي أطاح بالرئيس الراحل صدام حسين عام 2003 .
ويقول عدد كبير من السنة انهم مهمشون منذ ان جاءت الانتخابات التي جرت بعد الاطاحة بصدام بالاغلبية الشيعية الى السلطة وان كان الزعماء الشيعية يقولون ان تقلد سنيين مناصب هامة مثل رئاسة البرلمان دليل على حقيقة اقتسام السلطة.