الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الهري الفاضي


يدهشني الصراع الدائم والذي يتكرر بين الحين والآخر بين بعض الأشخاص المعروفين، ويستمر لفترة ثم يختفي ليظهر من جديد صراع آخر، وهذا النوع من الصراعات ينتشر بين جميع المهن والطبقات علي حد سواء.. والموضوع لا يقتصر علي الوسط الفني فقط كما حدث مؤخرًا من رد الفنانة بشري علي كليب محمد رمضان، مع تحفظي على هذا الرد ، الذي أراه ليس له محل من الإعراب، وذلك لأن من يصنع النجوم هو الشعب المصري نفسه، ولا يستطيع الإنسان مهما فعل أن يصل لمرحلة النجومية دون أن يتوفر لديه مقومات النجومية.

لست من جمهور محمد رمضان، ولكن أستطيع القول إنه يتمتع بدرجة عالية من الذكاء في الوصول لهدفه، وفريق عمل قوي استطاع في وقت زمني قليل أن ينشر وجوده بين فئة معينة من المجتمع التي استجابت له وتعلقت به وجعلته يصل إلي ما وصل إليه اليوم من مال وشهرة.

النجاح يعتمد علي عدة مقومات ، أساسها اختيار القاعدة الجماهيرية السليمة لاختصار الوقت والجهد والمال، وهذا ما نجح فيه فريق عمل محمد رمضان، أما تصنيفه الشخصي لنفسه بأنه نمبر وان علي حد قوله، فأعتقد أن له كامل الحرية فيما يقول طالما يتحدث عن نفسه لا عن الآخرين، والحكم في النهاية للجمهور الذي استطاع أن يصل إليه وهو الوحيد القادر علي إعادته لما كان عليه من قبل .

يجب أن نتذكر جميعًا ، أننا تخطينا المئة مليون نسمة، نسبة كبيرة منهم من الفئة المهمشة الأمية، ونسبة أخري تحيا حياة البلطجة، ولدينا العديد من أفراد الشعب المصري كانت وما زالت حياتهم وسط أجواء عشوائية، تربوا عليها، وحُفِرت في قلوبهم، وأثرت تأثيرا واضحا علي صفاتهم وتصرفاتهم، فلا عجب أنه استطاع النجاح والتألق أمام تلك الفئات من الشعب.

أما عن بشرى فهي تمثل الجانب الآخر من المجتمع الفن، لا تستهدف في الأصل الوصول إلي تلك القاعدة الجماهيرية، لذلك فلا مجال للتنافس بينهما، بالإضافة إلي أنها أنثي وهو رجل، ولا تقارن النساء بالرجال في عالم الفن، فلكل بصمته وجمهوره، مهما زاد أو قل.

الهري والنكت الحقيقي هو ما يحدث، إذا كانت بشرى ترد علي تعليق محمد رمضان علي مهرجان الجونة، فهو رد في غير محله، لأن تعليقه إذا ثبت عدم صحته يمكن أن يحاسب قانونًا علي ذلك ، ولكن لا داعي لهبش القطط، ولدغ الكوبرات، ولا داعي لإثارة الضجة إلا إذا كانت من باب طلب الشهرة فقط. وكان من الممكن عمل الكليب بصفة العموم وليس كليب موجها، وخصوصًا أن محمد رمضان بالفعل يتمتع بجماهيرية كبيرة في الأوساط الشعبية والعشوائية.

لكل فنان مشجعوه ومعجبوه، وإلا ما انتشرت أغاني المهرجانات والأغاني الشعبية وأفلام البلطجة، حتي الأفلام الإباحية لها جمهورها الذي رغما عن محاولات العديد من البشر إخفاء مشاهدتهم لها إلا أنهم يشجعون هذا النوع من الأداء ، رغم ما يتمتع به من حرمانية وخروج عن العرف والتقاليد، لن نستطيع تغيير الواقع الأليم مهما فعلنا إلا بصبغة المجتمع من جديد ، صبغة دينية وأخلاقية، وتدريب الشعب علي تذوق الفن الأصيل المحترم والهادف، حينئذ لن يجرؤ أحد علي وصف نفسه بأنه الأول لأن لا أول سوي الملك العدل هو الأول والآخر والظاهر والباطن، وكلنا عباد له لا حيلة لنا في رزق ، وحده من يستطيع أن يؤتي الملك ووحده من ينزعه، "قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ ۖ بِيَدِكَ الْخَيْرُ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" .

وفِي النهاية أعتقد أنه لا داعي مطلقًا من إثارة البلبلة، وفتح باب العدوانية، بالإضافة إلي شغل المجتمع بقضية هزلية، ليست أغنية محمد رمضان هي الأولي من نوعها ولن تكون الأخيرة بل أعتقد أنه من الممكن أن يظهر الأسوأ اذا استمر تردي الذوق العام وأصبح الجهل والعشوائية هما السمات الأساسية للعديد من الناس في هذا الزمان.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط