الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الـ CBS والـ BBC والـ WC


فضلت عدم الكتابة عن الضجة المُفتعلة حول الحوار الذي أجراه الرئيس السيسي مع شبكة تليفزيون الـ CBS الأمريكية في حينها وتركت الأمر لمن هم أقدر مني على التحليل خاصة أن الأمر واضح جدا وأن معايير المهنية غائبة خاصة في نوعية الأسئلة المفخخة أو في أجواء الحوار وإخراجه وحتى في الإضاءة وعدم مراعاة مسألة ارتفاع درجة الحرارة أثناء التصوير .. 

وما استفزني للكتابة في الموضوع هو الوصف الذي أطلقته شبكة سي بي اس الأمريكية للمقابلة والحوار بأنها "المقابلة التي لا ترغب الحكومة المصرية في إذاعتها" وده طبعا أخطر أنواع الترويج وأرخصها لأنه باختصار لو أرادت الدولة المصرية عدم إذاعة الحوار فكان من الأدعى عدم إجرائه من البداية ورفضه .. والأسئلة طبعا هجومية ومليئة بالترصد ورغم ذلك كانت ردود السيسي هجومية أكثر خاصة عندما سأله المذيع عن تكاليف الحرب على الارهاب .. فباغته الرئيس بسؤال أفحمه وهو حجم ما أنفقته الولايات المتحدة الأمريكية من أموال ضخمة تٌقدر بتريليونات الدولارات في حربها ضد الارهاب في أفغانستان والمحصلة صفر كبير، وها هي أفغانستان بعد أن دمرت أمريكا مقُدراتها كما فعلت في العراق تنعم في ديمقراطية الارهاب والقتل والتدمير والتفجيرات لا تتوقف حتى الآن ..

وهكذا أسئلة هجومية من المذيع قابلها السيسي بأسلوب الهجمات المرتدة في وجه المذيع الذي حاول الاستعراض بهذا النوع من الأسئلة .. طريقة عرض الحوار وبروموهاته تؤكد أن الهدف هو إعطاء فرصة أو قبلة الحياة للجان الإخوان وأعداء مصر ومن يحاربها بالدعاية السوداء خاصة في تركيا وقطر ليقيموا قصورا من الأكاذيب على لقاء لم يشاهدوه اصلا .. أشعلوا النيران وبثوا الأكاذيب وقدموا برامج عبيطة تم إعدادها وبثها من دورات مياه يُنفق عليها مليارات الليرات التركية والريالات القطرية .. واستضافوا محللين للقاء كان لم يُعرض بعد ولا عزاء للمهنية .. 

المهم انه بعد ساعات من إذاعة الحوار كشفت صحيفة أمريكية عن تفاصيل مغادرة ديفيد رودس رئيس قناة CBS الاخبارية منصبه على الرغم من أن عقده ينتهي في أواخر شهر فبراير المقبل .. وكانت هناك تكهنات واسعة خلال الأيام الماضية داخل قسم الأخبار حول مستقبل رئيسه ديفيد رودس حيث تقوم شركة CBS بحملة تطهير بعد الفضائح التي ضربت القسم والشبكة وشركتها الأم على خلفية اتهامات بالتحرش الجنسي داخلها إضافة الى تراجع التغطية وانخفاض نسبة المشاهدة واتضح ذلك الأمر أثناء تغطية الانتخابات النصفية للكونجرس - لو ربطنا ذلك بالاسلوب المتلوي الذي اتبعته القناة مع الحوار وبروموهاته لمحاولة رفع نسب المشاهدة بهذه الطريقة وخاصة أن برنامج 60 دقيقة هو الأبرز والأشهر على القناة.    

النقطة الثانية المٌستفزة هي أن قناة الـ BBV البريطانية لم تستطع إخفاء العداء الانجليزي التقليدي لمصر وغامرت بفقدان ماتبقى لها من مصداقية مقابل الإساءة لمصر .. ولم تشر لا من قريب ولا بعيد للحدث الأبرز والأهم والذي شهدته مصر ليلة عيد الميلاد المجيد والتي تجسدت في الحدث التاريخي الذي لم يحدث في التاريخ من قبل وهو افتتاح أكبر كاتدرائية في الشرق الأوسط ( كاتدرائية ميلاد المسيح) والذي تزامن مع افتتاح مسجد الفتاح العليم..

ومن قام بالخطبة في افتتاح المسجد هو البابا تواضروس الثاني بابا الاسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية .. ومن قام بالخطبة في افتتاح كاتدرائية ميلاد المسيح هو الامام الاكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب .. كل هذا ولم تٌشر الـ BBC للحدث .. وإنما حاولت جذب الأنظار بعيدا عنه بمهزلة محطة CBS الامريكية والحوار المفخخ والذي انفجر في وجه رئيس القناة ودفع رئيس المحطة الامريكية منصبه ثمنا لتآمره على مصر .. وهذا كله لا ينفي أنه على الإعلام المصري دور كبير يجب عليه القيام به للتصدي للمؤامرات الاعلامية من هذا النوع ..

للأسف الشديد أننا مازلنا نتحدث لأنفسنا أكثر ما نتحدث للخارج ولمزيد من الأسف أن أعداء مصر ومن على شاكلتهم لهم منابر في الغرب يتحدثون منها أو من خلالها ويحيكون فيها المؤامرة تلو المؤامرة على مصر وأمنها واستقرارها .. والله المستعان.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط