الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الأبطال.. أفعال!


فى يوم واحد.. تفوز مصر بتنظيم بطولة كأس الأمم الأفريقية فى يونيو 2019، ويتوّج الفرعون الصغير محمد صلاح فارسا للقارة السمراء بعد حصوله للمرة الثانية على التوالى على لقب أفضل لاعب أفريقى.. وتلك هى الرسالة الإلهية لنا حتى نتفرغ فى العام الجديد للعمل والإنجاز ونكف عن الإسراف فى المهاترات وإهدار الوقت والطاقة فيما لا ينفع!.

ولا يجب أن نفرط فى فرصة تنظيم هذا العُرس الأفريقي لتسترد مصر مكانتها الرياضية وتستثمر هذه المناسبة الكروية على عدة مستويات: أولا، عودة الجماهير إلى الملاعب للتشجيع ومؤازرة الفرق المشاركة فى البطولة وسط أجواء ترفيهية صحية ومثيرة، وهو ما ينعكس بدوره على فتح أبواب الاستادات خلال مباريات الدورى المحلى مستقبلا لتنتعش اللعبة الشعبية الأولى مجددًا، وتستقيم أكبر مسابقة تضم أهم الأندية التى تفرز عناصر المنتخب الوطنى، وعندئذ تتخلص الرياضة المصرية من كبواتها طوال 7 سنوات من الإرهاق، وتستعيد عافيتها وشبابها وتدخل دائرة المنافسة.

ثانيًا، مثل هذه البطولات الكبرى تعد رافدًا تجاريًا حيويًا لكسب عشرات ملايين الدولارات من استضافة الوفود والبعثات فى الفنادق المُجهَزة في أكثر من محافظة، وبما يساهم فى تنشيط حركة السياحة الداخلية والاستفادة من زيارات المنتخبات فى زيادة الدخل القومى، فضلاً عن أن حُسن التنظيم وكفاءة إدارة الحدث هما طريق مصر ليرتفع سعرها فى سوق الدول المتقدمة القادرة على رعاية واحتضان بطولات أكبر وأكثر شهرة وعالمية، وانطلاقًا من أن الرياضة ركن من أركان سُمعة الدولة السياسية.

ثالثًا، جاء التكليف فى توقيت بالغ الأهمية لإثبات قدرتنا على توفير الغطاء الأمنى الكامل للبطولة، وما هى إلا تجربة عملية لتجديد الحياة فى المدرجات التى ظلت كثيرا فى العناية المركزة وبلا أوكسجين.. ولاسبيل للرد على أى مخطط إرهابى إلا بحدث ضخم ومبهر يُجبر جهات الأمن وأجهزته المختلفة على اليقظة والتحدى، وتقف الدولة بأكملها على قدمين ثابتتين لحماية أبناء الوطن وضيوفهم، وتقطع خطوات أوسع نحو القضاء على "شبح" الانفلات الأمنى.

رابعًا، ينتظر الملايين من عشاق الساحرة المستديرة اعتذار لاعبى المنتخب الوطنى عما حدث فى مونديال روسيا من هزائم مُخجِلة وفضائح أساءت لمصر قبل أبنائها .. ولابديل عن الفوز بالكأس والوقوف على منصة التتويج لاسترجاع "العرش الغائب"، ولا مجال لغفران "خطايا" هذا الجيل الفنية والإدارية ومحوها من الذاكرة إلا بمظهر مشرف وأداء رجولى وأرقام قياسية مثلما عشنا مع أجيال "الجنرال" محمود الجوهرى، و"المعلم" حسن شحاتة .. وبات من السخف الرهان على وجود محمد صلاح، وملاعبنا زاخرة بالمواهب وذوى المهارات الخاصة وفنون التهديف!.

- أمم أفريقيا 2019 ليست مجرد حدث رياضى ولاتُختزَل فى بطولة كروية.. وإنما هى أهم وأخطر امتحان والأسئلة كلها إجبارية .. وإما أن ننجح بامتياز ونحصل على أعلى شهادات الجودة والإتقان فيحترمنا العالم ونربح كل شئ .. أو نخسر كل شئ .. فلنتْرك "نَخْب" الاحتفال، ونرفع راية الأبطال .. بـ "الأفعال"!.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط