الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أوقفتها الحكومة بعد النكسة.. قصة أغنية قولوا لعين الشمس التي فرح بها المصريون وأغضبتهم

الفنانة شادية
الفنانة شادية

«قولوا لعين الشمس ما تحماشي .. أحسن حبيب القلب صابح ماشي»، أحد أشهر الأغاني المصرية التي حفظت في ذاكرة ووجدان المصريين، والتي غنتها الفنانة شادية عام 1966 من كلمات الشاعر مجدي نجيب وألحان بليغ حمدي.

الأغنيىة التي حفظتها الأجيال، جيلا بعد جيل، لم يدرك الكثيرون قصتها، وما صاحبها من كلماتها من قصص على مر السنين، بداية من حادثة دنشواي عام 1910، وحتى أن أوقفتها الحكومة المصرية لفترة زمنية معينة عقب نكسة 1967.

بداية كلماتها

عقب حادثة دنشواي عام 1910، قام الشاب المصري، إبراهيم الورداني، والذي كان يلقب بـ"غزال البر" بقتل يوسف باشا غالي، بعد أن صادق على أحكام محكمة دنشواي بإعدام 6 فلاحين مصريين، لقتلهم جنود بريطانيين بعد أن قتل الجنود فلاحة مصرية خلال صيدهم للحمام بالقرية.

جريمة القتل الذي ارتكبها الورداني، حقق فيها عبدالخالق باشا ثروت والذي كان يشغل منصب النائب العام وقتها، حتى حُكم عليه بالإعدام، ورفض المفتي الشيخ بكري الصدفي التصديق على الحكم لوجود مانع شرعي وهو عدم جواز قتل مسلم بدم كافر، في أول مرة في التاريخ يعترض المفتي على التصديق على حكم إعدام، حتى أضطرت الحكومة لتنفيذ حكم الإعدام بدون موافقة المفتي.

أول مرة تقال فيها
بعد صدور حكم الإعدام خرجت الجماهير في مظاهرات حاشدة للتنديد بالحكم الذي جاء مجاملة للإنجليز، مرددة " قولوا لعين الشمس ما تحماشي.. أحسن عزيز البر صابح ماشي" قاصدين الشاب المصري إبراهيم الورداني.


وفي عام 1919 وبعد قرار اعتقال سعد باشا زغلول، خرجت الجماهير المصرية مرة أخرى منددة بقرار الاعتقال، مرددة، "قولوا لعين الشمس ما تحماشي.. أحسن زعيم الوفد صابح ماشي"، لتصبح تلك المقولة تردد مع سفر ووداع كل عزيز.

كتابة الأغنية 
ورغبة في الحنين إلى الماضي، قرر الكاتب والشاعر مجدي نجيب دخوله مجال كتابة الأغاني في عام 1966 بكتابة تلك الأغنية، بعدما طلب منه المحلن الكبير بليغ حمدي، كتابة أغنية للفنانة شادية، خاصة لما عرف عن "نجيب" حنينه الدائم في الكتابة إلى الماضي، حتى كتبها وعرضها على بليغ حمدي لأول مرة، والذي أدخل تعديلات عليها لتتماشي مع اللحن الي وضعه "حمدي".


بعد فترة من كتابة الأغنية وصف الكاتب مجدي نجيب، فترة كتابتها بالصعبة، خاصة وأنها أول مرة مرة يكتب فيها تحت ضغط الإلتزام باللحن، وهى المرة الأولى في تاريخه التي يكتب فيها كلمات بغرض الغناء.

الحكومة توقف إذاعتها
بعد هزيمة نكسة يونيو عام 1967، سرقت إحدى المغنيات الإسرائيليات كلمات الأغنية، وزيفتها بطريقة هزيلة تسخر فيها من هزيمة النكسة، بعد أن غيرت في كلماتها: "قولوا لعين الشمس ما تحماشي.. لأحسن الجيش المصري صابح ماشي"، والتي أثارت غضب المصريين.


بعد سرقة المغنية الإسرائيلية لكلمات الأغنية، أصدرت الحكومة المصرية قرار بوقف إذاعتها، خاصة بعدما غضب الكثير من المصريين من عمليات السرقة والتدليس التي قامت بها اسرائيل، حتى هدت الأوضاع وتم إذاعة الأغنية مرة أخرى لتظل باقية في وجدان المصريين.