الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د.أحمد إبراهيم يكتب: في ذكرى يناير.. شهدائنا سلاما عليكم حتى اللقاء

صدى البلد

أمنية أرجو من الله تحقيقها، فالشهادة في سبيل الله اختيار واصطفاء، فقد قال عز وجل: ( وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء).

فشهدائنا الأبرار ماتوا دفاعا عن الدين والنفس والأهل والعرض والمال، والوطن فيه الأهل والعرض والمال، والدفاع عنه من أكرم الطاعات منزلة، وأرفعها مكانة، وأكثرها بذلا وعطاء، وأخلدها ذكرا وثناء.

وقد ضحى شهداء الوطن الأوفياء بحياتهم دفاعا عن دينهم وأهليهم ووطنهم ومقدرات بلادهم، فلقد لبي أبطال الوطن نداء الواجب، وأدركوا أن التقصير في حمايته والذود عنه من العظائم، فبذلوا في سبيله أرواحهم، فلقد سمت غايتهم، وعلا هدفهم، ورغبوا فيما أعده لهم ربهم، فقد قال الله تعالي: وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ (4) سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ (5) وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ (6)).

إن شهداء الوطن ( أحياء عند ربهم يرزقون* فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون* يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين). ويكتب لهم أعمالهم الصالحة التي كانوا عليها في حياتهم، فلا ينقطع الخير عنهم؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :« من مات مرابطا في سبيل الله أجرى عليه أجر عمله الصالح الذي كان يعمل، وأجرى عليه رزقه، وأمن من الفتان، وبعثه الله يوم القيامة آمنا من الفزع». ولا تمسه النار أبدا،فكل من كان حارسا لوطنه، ساهرا على سلامة شعبه؛ فإن النار لا تمسه، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :« عينان لا تمسهما النار: عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله».

لقد أدى شهداء الوطن ما عليهم، وافتدوا وطنهم بأرواحهم الطاهرة، وصانوا ترابه بدمائهم الزكية، وأثبتوا أن حب الدين والوطن أغلى من الدنيا وما فيها، وأصبحوا قدوة حسنة لمن بعدهم، فهم مصابيح تضيء للأجيال طريق البذل والعطاء، وتجسد لهم عظمة التضحية وروعة الفداء، كيف لا وقد قال الشاعر: يجود بالنفس إن ضن الجواد بها ...والجود بالنفس أقصى غاية الجود.

كما تقدر قيادتنا الحكيمة تضحيات شهداء الوطن، من رجال الجيش والشرطة والمدنيين الأبرياء حيث تعمل دائما علي تكريمهم والاهتمام بأسرهم وهو رد للجميل، ليعبر الجميع عن تقديرهم للشهداء، الذين بذلوا دماءهم الزكية، وأرواحهم الطاهرة في سبيله وهم مرابطون ثابتون، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :« رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها».

حيث لم تغفل الدولة عن تقديم الرعاية الكاملة لأسر الشهداء والمصابين في كافة المجالات، كما يحرص الرئيس عبد الفتاح السيسي على تكريمهم بشكل دوري في مختلف الاحتفالات والأعياد القومية.

كما أصدر مجلس النواب قانونا لإنشاء صندوق رعاية أسر شهداء ومصابي العمليات الإرهابية، والذي يعمل على تقديم خدمات عديدة لأبناء الشهداء بينها إعفاء الطلاب من الرسوم الدراسية، وإعفاؤهم من مصاريف الجامعات وكذلك تخصيص وحدات سكنية لأسرهم، ووفقًا لقرار رئيس مجلس الوزراء رقم (2804 ) لعام 2017 يجري تخصيص نسبة 2% من مجموع وظائف كل وحدة لأسر الشهداء ومصابي العمليات الحربية والأمنية.

وكذلك تعمل وزارة الدفاع والانتاج الحربي ووزارة الداخلية على تعزيز أوجه الرعاية المقدمة لأسر الشهداء ومصابي العمليات ، كما تقيم بشكل دوري احتفالات لتكريم الطلبة المتفوقين ومنهم أبناء الشهداء والمصابين في كافة المراحل الدراسية،وتقديم كافة أوجه الدعم والرعاية لأسر الشهداء ، باعتبارها أحد ثوابت لإعلاء قيم الوفاء لتضحيات ذويهم الذين استشهدوا دفاعًا عن أمن الوطن وسلامة أراضيه.

سلاما عليكم حتى اللقاء .