غموض مستقبل البريكسيت يهدد صناعة السيارات البريطانية بالانهيار

ذكرت صحيفة "اندبندنت" البريطانية أن استثمارات صناعة السيارات البريطانية انخفضت إلى النصف خلال 2018، ذلك بسبب مخاوف الخروج من الاتحاد الأوروبي "البريكسيت".

وعلى الرغم من مبادرات الدعم من قبل حكومة المملكة المتحدة والبرلمان البريطاني، ذكر قادة صناعة السيارات أنه لم يتغير شئ حول آفاق الاستثمار في بريطانيا منذ استفتاء الخروج من الاتحاد الأوروبي عام 2016، وأبرز مستثمرو صناعة السيارات عدم إحراز أي تقدم في التوقيع على صفقات التجارة الحرة مع دول عظمى مثل اليابان وكوريا الجنوبية.

وذكرت الصحيفة أن مايك هاويس، الرئيس التنفيذي لجمعية صناع وتجار السيارات، قد تخلى عن صمته وأعلن دعمه لرؤية رئيسة الوزراء تيريزا ماي حول الخروج من الاتحاد الأوروبي، فقط لأنه الخيار الأقل سوءًا.

وفي الوقت الذي كشف فيه أحدث الأرقام الخاصة بالاستثمار والإنتاج في مصانع السيارات وسلاسل التوريد في بريطانيا، قال هاويس إن فشل صفقة البريكسيت سيؤدي إلى أسوأ النتائج، بل إنه يهدد الصناعة البريطانية، وأن جميع المقترحات المطروحة خروج بريطانيا كانت تمرينا للحد من الأضرار.

وأضاف أن عدم التوصل لاتفاقية مع الاتحاد الأوروبي حول خروج بريطانيا يمكن أن يضع أكثر من ثلثي التجارة العالمية للسيارات في المملكة المتحدة تحت التهديد.

وسط مخاوف بشأن مستقبل التجارة في المملكة المتحدة مع الاتحاد الأوروبي والأسواق العالمية الرئيسية الأخرى بعد 29 مارس المقبل، وهو الموعد المحدد لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ذكرت جمعية صناع وتجار السيارات أن الاستثمارات الداخلية الجديدة في القطاع انخفضت إلى ما يقرب من النصف (46.5%) في عام 2017.

وانخفض إنتاج السيارات في المملكة المتحدة بنسبة 9.1 في المائة ليصل إلى 1.52 مليون وحدة في عام 2018، وهو أدنى مستوى له منذ خمس سنوات في هذا القطاع.

ومع تصدير ثماني سيارات من أصل 10 سيارات، أدى ضعف الطلب في العديد من الأسواق، بما في ذلك منطقة اليورو والمملكة المتحدة والصين إلى انخفاض الإنتاج.

وفي عام 2018، انخفض إنتاج السيارات البريطانية المصدرة إلى الصين بنسبة 24.5 %، في حين انخفض الطلب في الاتحاد الأوروبي بنسبة 9.6%، وهو أقل حدة من الانخفاض في الداخل، مع تسجيل السيارات البريطانية الصنع في المملكة المتحدة انخفاضًا بنسبة 20.9 في المائة في العام.

وبشكل عام، لا تزال بلدان الاتحاد الأوروبي السبعة والعشرين تمثل الغالبية العظمى من وجهة صادرات المملكة المتحدة (52.6%) أي ما يعادل 650,628 سيارة.

وارتفعت صادرات السيارات البريطانية إلى اليابان بنسبة 26%، كما أظهرت كوريا الجنوبية نموًا بنسبة 23.5%. لكن التجارة مع الولايات المتحدة لم تتغير على نطاق واسع.

وأضاف السيد هاويس: "إن شركة UK Automotive في حالة تأهب قصوى، حيث تسبب عدم اليقين حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بالفعل في إلحاق أضرار هائلة بالإنتاج والاستثمار والوظائف".

وتابع قائلا "لكن هذا لا يُقارن مطلقا بالضرر الدائم الذي سيلحقه قطع روابطنا التجارية بين عشية وضحاها ليس فقط مع الاتحاد الأوروبي ولكن مع أسواق عالمية أخرى تربطنا معها حاليا اتفاقات تجارة حرة".