EN 
في عام 1993 قدمت المطربة "أنغام" ألبوم (إلا أنا) والذي تضمن ثمان أغنيات، كان من ضمنها أغنية (بكرة تشوف) كلمات "خيري فؤاد" ولحن "محمد علي سليمان"
دعوني أذكركم ببعض كلمات الأغنية:
وقدرت خلاص تبعد عني .. طب بكره تشوف
انت اللي هتيجي وهتقولي .. اعملي معروف
وساعتها هسامحك ياحبيبي .. أنا لازم اسامحك ياحبيبي
أنا هيخلصني انك تيجي وترجع مكسوف
اكسفك ازاي وانت حبيبي .. وفي حبك سلمتك أمري
دا انا لو بإيديا يا عنيا .. أوهبلك كل سنين عمري
دا انت بتفهمني بنظراتي .. دا انت بتسمع حتى سُكاتي
وهتبعد إبعد هتجيني .. وعيونك بتقول سامحيني
واعملي معروف ..
وساعتها هسامحك ياحبيبي .. أنا لازم اسامحك ياحبيبي
أنا هيخلصني انك تيجي وترجع مكسوف.
وقد لفت نظري تعبير (لازم اسامحك ياحبيبي) وتعالوا نتناقش سويا حول حدود التسامح في الحب، والدعوة مفتوحة لجميع القارئين لذكر وجهات النظر حول سقف التسامح عند المرأة والرجل.
دعوني أطرح لحضراتكم بعض التساؤلات:
إلى أي حد تستطيع المرأة أن تغفر لزوجها أخطاءه؟
وهل يستطيع الرجل أن يغفر للمرأة نفس الأخطاء؟
سأتكلم بصراحة أكثر حيث إنني لم أعتد المراوغة معكم ولكنني سأطرح سؤالي التالي على استحياء: هل يستطيع الرجل أن يغفر لزوجته الخيانة الزوجية؟
أعرف الإجابة ولكن ما يثير دهشتي أن الرجل يطمع أن تغفر زوجته خيانته الزوجية، فيرى أنها يجب أن تدرك أن خيانته لها مجرد (نزوة)، نعم نزوة وعليها أن تسامحه بمجرد أن يبدي لها أسفه بعد أن فشل في الإنكار خاصة وأنها رأته بعينيها، ولكن هل فكر الرجل ماذا كان يفعل هو لو رأى زوجته في نفس وضع الخيانة ؟!
الإجابة محسومة بالطبع، لا يمكن للرجل أن يعتبر ما حدث وشاهده بعينيه مجرد نزوة،بل هي جريمة تخص الشرف والعرض والثوابت الدينية أيضا.
وهنا نجد الرجل يكيل بمكيالين، يقبل لزوجته ما لا يقبله لنفسه، عليها أن تسامح وعليه ألا يغفر، عليها أن تتصرف بحكمة ولا تهدم البيت وعليه أن يثأر لشرفه ويطلقها فورا، عليها أن تقول له كما قالت أنغام (أنا لازم اسامحك ياحبيبي) وإلا تصبح امرأة متهورة ولم تجيد إدارة الأزمة وهدمت البيت بسبب انفعالها غير المبرر، أي منطق ظالم هذا، بل وقد يهاجمها جميع الأقارب والأصدقاء وربما يصرخ في وجهها أحدهم قائلا: ما الذي حدث لكل هذه الثورة أيتها المرأة إنها مجرد نزوة وعدت.
أيها الرجل لا تتجبر ولا تتكبر ولا تظلم، حافظ على بيتك وزوجتك، عف نفسك وانجو بها من الوقوع في الرزائل، غض بصرك وتمتع بما أحله الله لك، إسعد بشريكة حياتك فهي كنز لن تعرف قيمته إلا إذا فقدته، وتذكر أن أنغام قالت (أنا لازم اسامحك ياحبيبي) لحبيبها حين تركها ثم عاد نادما، ولم تقل ذلك لزوجها حين خانها ورأته متلبسًا،،، دُمتم بحب وفن...
