الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ماعت وفجر الضمير


⁃ لم يعرف العالم مفهوم حقوق الإنسان إلا بصدور الإعلان العالمي لحقوق الإنسان عام ١٩٤٨ بينما عرفت مصر ذات المفهوم من ٥٠٠٠ عام قبل الميلاد.
 
⁃ الحق - العدل - النظام ... هي قيم أخلاقية واجتماعية أسستها الحضارة المصرية القديمة وأهدتها للبشرية لتنهل منها وتبني عليها المفهوم الحديث للحقوق والحريات هي ماعت . 

⁃ أثبت المفكرون والمؤرخون ان هذه القيم كانت هي المبادئ التي أسست عليها منظومة الأخلاق والقيم في حضارات العالم أجمع . 

⁃ " قل لي من يسيطر على مصر أقل لك من يسيطر على العالم " وكانت تلك المقولة من أبرز أقوال " نابليون بونابرت " في خضم استعداده للسيطرة عليها بعد سيطرته علي الثورة الفرنسية المعين الآخر للإعلان العالمي لحقوق الانسان وظلت هي فلسفة " المتاجرين به والمستغلين له " والتي وعلي الرغم من اعلائها لقيم "كالعدالة والمساواة والإخاء " الا أنها شهدت من الأهوال والدماء ما فاق الحد بل بلغ عدد ضحايا هذه الثورة ما يزيد عن مليون شخص . 

⁃ ولمصر قدر محتوم وفقا لشخصيتها وموقعها السياسي والاستراتيجي فكما كانت هي فجر الضمير وفقا للكاتب الإنجليزي بريستند ؛ في العالم القديم ؛ فكانت ولازالت هي فجر الضمير الإنساني نحو تناول مختلف لمفهوم حقوق الانسان . 

⁃ فقد كانت من أولى الدول التي كانت لديها دساتير مكتوبة ( عقد اجتماعي ) وكانت من أوائل الدول التي حظيت بمجالس للنواب أو لشورى النواب باختلاف المسميات مع الحفاظ على الوظيفة الأساسية وهي التشريع ومراقبة السلطة التنفيذية ؛ ولا غرو في أنها حظيت بنظام قضائي رفيع المستوى لا يقل بل يكاد يعادل أو يزيد في القدم والعراقة عن بعض الدول ومنها فرنسا ذاتها. 

⁃ وما كان من حقوق وردت في الإعلان العالمي الا ثلاث مجموعات الأولى هي ما تسمى الحقوق الأساسية كالحق في الحياة وثانيها هي الحقوق الاجتماعية والاقتصادية والثقافية كالحق في التعليم والصحة والغذاء وغيرها وثالثها هي الحقوق المدنية والسياسية كالحق في المشاركة السياسية وتكوين والانضمام لأحزاب وحق الجنسية وغيرها .

⁃ وكانت مصر من أوائل الدول تصديقا علي الإعلان واعمالا به وفقا لرؤيتها الخاصة وهو ما لا يخالف ما ذهبت إليه دول كثيرة ولا يعيب أحدا.
 
⁃ فإقدام الدول على تعضيد قدرتها لتوفير حقوق الناس في التعليم الجيد والسكن المناسب والرعاية الصحية فضلا عن تبنيها رؤى واستراتيجيات تهدف لتوفير فرص العمل لرعاياها ؛ هي من أهم وظائفها لاحترام حقوق الانسان.
 
⁃ ولا تزال البشرية في أمس الحاجة لإعادة النظر في المفهوم الحديث لحقوق الإنسان، فمع أهمية الحق في حرية التعبير والحق في التجمع السلمي إلا أنها من الحقوق التي لا معنى لها في ظل فاقة البعض وأمية البعض الآخر مما يسهل على الشر وأهله من اقتياد هؤلاء لتنفيذ أهدافه الخبيثة.
 
⁃ وكما هو قدرها دائما أن تتبنى مصر إعادة صياغة لإعلان جديد لحقوق الانسان يعلي من القيم الأخلاقية ويحرص على توفير احتياجات الناس الأساسية ويهدف لإقامة الحق والعدل والنظام "ماعت".
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط