الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بانحسي.. حكاية مقبرة المشرف على ماشية آتون وكيف حمت الأقباط من اضطهاد الرومان.. صور

صدى البلد


تمتلئ محافظة المنيا بعشرات المواقع والمقابر الأثرية،والتي تحمل بين جدرانها فصولا مهمة من تاريخ مصر.

قام "صدي البلد" بجولة في واحدة من هذه المقابر، وهي المقبرة رقم 6 في تل العمارنة،وتحمل إسم "بانحسي".

وكان بانحسي كبير خدم أتون في معبد أتون في أخت أتون، لكن في القرن السادس وحتي القرن السابع الميلادي تم توسيع القاعة الخارجية للمقبرة،ومن ثم تحويلها إلي كنيسة بمشاهد ملونة علي الجدران.

وخلال الجولة في المقبرة،كشف د.ايمن عشماوي رئيس قطاع الآثار المصرية بعضا من تاريخ المقبرة،حيث قال أنه هناك 25 مقبرة لكبار الموظفين في العمارنة،وبانحسي من أجمل المقابر ومعناها النوبي أو الأسود،وهي أحد مقابر الجبانة الشمالية التي تضم 6 مقابر.

وقال أن مقبرة بانحسي استخدمت في العصر المسيحي ككنيسة هربا من اضطهاد الرومان،وبها علامات وكلمات وبقايا دالة علي ذلك،خاصة الحنية وهي مكان تعبد للكنيسة،كما توجد أسفل الأعمدة علامات دالة علي استخدامها في متطلبات الحياة اليومية وإعداد الطعام وذبح القرابين.


أوضح أنه من أجمل المناظر في المقبرة رسم اخناتون والعائلة المالكة واخناتون في العجلة الحربية مع زوجته نفرتيتي والقابه الكاملة علي الخراطيش والتي تضم أيضا مناظر للتعبد،كذلك من اهم المناظر اخناتون علي عجلته الحربية والجنود والفرقة العسكرية يجرون أمامه.

وكشف عشماوي أن الصالة الأولي في المقبرة تتمتع بجمال الرسوم خاصة في السقف،وتحمل الصالة 4 أعمدة نباتية الشكل من أعلي،والصالة الثانية عليها مناظر بانحسي أثناء التعبد ،وبئر الدفن تقريبًا 9 متر علي الجانب ويؤدي الي حجرة الدفن في الأسفل.

واضاف:تخطيط مقبرة بانحسي هو نفس تخطيط مقابر بني حسن،لأنه كان أشبه بتصميم عام للمقابر اتبعه المصري القديم،حيث يوجد بها مزار يحوي العائلة المالكة أثناء زيارة صاحب المقبرة،وتنتهي المقبرة بما يسمي نيشة وتحوي تمثال للمتوفي وأحيانا تمثال لزوجته.

وقال أن التمثال في النيشة تآكل وهناك بقايا فقط منه، وعلي جانبي التمثال منظر تقديم القرابين له هو وزوجته، وبانحسي تعني النوبي ولونه الأسمر،وكانت وظيفاهغ الكاهن الأكبر لمعبد أتون،وهناك بعض الكتابات والرموز المسيحية باقية داخل المقبرة حتي الآن وكلها منذ استخدامها ككنيسة في العصر المسيحي،كما أنه علي المقبرة أيضًا مناظر ورسوم لمراحل الدفن.

مزيد من تاريخ المقبرة كشفه حمادة قلاوي كبير مفتشي آثار ملوي،وقال أن بانحسى الكاهن الثانى ورئيس خدم آتون وخادم سيد الأرضين نفر خبرو رع،والمشرف على مخازن والغلال والمشرف على ماشية آتون.

وقال إن المقبرة تتكون من مدخل يؤدي إلي الصالة الأولي،وهي مربعة ومحمولة علي أربعة أعمدة لم يتبق سوي عمودين علي شكل زهرة البردي،ثم تؤدي هذه الصالة إلي مدخل الصالة الثانية مربعة.

وكشف أنه من أهم المناظر داخل المقبرة منظر للعائلة المالكة تقدم القرابين لآتون داخل الفناء الأول لمعبد آتون، حيث يظهر المعبد بتفاصيله الدقيقة من الصرح الأول حتى قدس الأقداس.

وأوضح أن المقبرة تكاد تكون فى مظهرها صورة طبق الأصل من مقبرة مرى رع الأول فى طرازها المعمارى، وقد أصاب الصالة الأولى تغيير كبير بسب أستخدام الأقباط لها ككنيسة،حيث أزالوا إثنين من أعمدتها وحولوا الجدار الشمالى إلى هيكل وقاموا بتوسعة فى الجدار الغربى بعمق 2 متر.