الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

محمد العشري.. رسام مكفوف نسج من الظلام خيوط الأمل

محمد العشري - الرسام
محمد العشري - الرسام المكفوف

لم يمنعه ذهاب البصر عن ملامسة الحياة بأدق تفاصيلها، تحسس بأنامله الخضراء الظلام حتى نسج من خيوطه ضوءا يستشرق به أمل الغد، كافح الرفض ورفض اليأس حتى تحقق له ما يتمنى و انصاعت له المستحيلات ليصبح الشاب رساما ماهرا على الرغم من أنه كفيف.

محمد العشرى حلم أن يصبح رسامًا ويدخل كلية الفنون الجميلة، لكن الكلية لا تقبل المكفوفين، ومع ذلك لم ييأس، درس على يد فنانين آمنوا بموهبته وشارك في معارض كثيرة فاز فيها بالكثير من الجوائز.. يحلم بأن يتقبله المجتمع، وتتعدل التشريعات التى تسمح له بذلك.

"أدرس الآن الألماني والإيطالي فى كلية الألسن جامعة عين شمس، وحصلت على المركز الأول على محافظة الدقهلية للمكفوفين".. يبدأ محمد في تعريف نفسه بينما يعتريه إحساس بعظمة وفخر ما يسرده من تفاصيل في حياته وقصص عن مهاراته في الرسم.

يقول الشاب، "كنت مبصرا ومنذ سنوات قليلة قمت بأربع عمليات اثنتين في العين اليمنى، واثنتين فى العين اليسرى، وفقدت البصر فى عينى اليسرى تماما، والعين اليمنى ضعف بصرها كثيرًا وحاليًا وصل إلى 10 % فقط وبدأت أستغل المخزون البصرى لدى فى الرسم، وأستخدم المحيطين المبصرين فى وصف الشيء، أو معرفة الألوان، أو أعرف الأشياء عن طريق المجسمات.

وعن تعلم الرسم، يقول العشري "قمت بالتعليم على يد الفنان إبراهيم متولى الذى يعمل فى متحف ابن لقمان، عرفنى عليه الفنان طارق مأمون، وعلمنى كيف أستخدم الحواس الأخرى مثل اللمس والسمع وأن أعرف الأخبار عن طريق الإنترنت لأكون مثقفًا.

وردا على استفسار حول كيفية الرسم بدقة مع عدم رؤية الصورة، يقول محمد "اللوحة تكون أمامي أحسب بكف يدى طولها وعرضها لأعرف البداية والنهاية والمنتصف، وأرسم رسما تعبيريا رمزيا عن طريق استخدام ألوان الماء، وقبل ذلك رسمت موضوعا عن حرب أكتوبر ورسمت دبابة وعليها العلم وجندى".

تحدث محمد عن الصورة التى شارك بها فى المعرض على هامش عرض مسرحية الحكاية نور، موضحا أن اللوحة قام برسمها عندما دخلت مصر كأس العالم بعد 27 عاما، حيث رسمت كأس العالم، ويدي تحيط به وترمز الى أن مصر لن تتركه.

تجد رسومات العشري صدى في المعارض، حيث يقول "شاركت في معارض كثيرة الأول فى ٢٠١٧ ونظمه المؤتمر العربى لذوى الإعاقة، والثانى كان عبارة عن مسابقة نظمها أساتذة من فنون جميلة وكانت ضيفة المهرجان الفنانة يسرا وحصلت فيها على المركز الثانى وكان المشاركون فيه من المبصرين وذوى الإعاقة، والثالث أقيم فى متحف سعد زغلول وهو معرض لذوى الإعاقة، والرابع، كان تابعا لوزارة الثقافة وأقيم بالهناجر، والخامس فى المركز العربى للإعاقة نظمه الدكتور عبد الناصر عزب فى القاهرة وحصلت منه على شهادة تقدير".

"أتمنى عدم معاملتى بالشفقة، ولكن بقدراتي" هكذا يطلب محمد العشري، إلى جانب توفير احتياجات المعاقين فى المدارس والجامعات، لأن بعض الجامعات - وفقا له - لا توفر الموارد للطلبة المكفوفين، فنضطر لطباعة الكتاب وورد ثم تحويلها لطريقة برايل لنستطيع المذاكرة وهذا به عناء لنا.