الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بهلول في إسطنبول !!!


دأب الأراجوز التركى رجب طيب أردوغان على مهاجمة مصر ورئيسها البطل عبد الفتاح السيسى ، فى أكثر من مناسبة بشكل يشبه نباح الكلاب فى الليالى الساكنة الهادئة ..

بهلول اسطنبول "اردوغان" لا يترك مناسبة إلا وأقحم داخلها جمهورية مصر العربية ورئيسها بالهجوم والتصريحات الاستفزازية بشكل ملفت للنظر ومثيرا للشفقة لأنها تصريحات تنم عن عجز وفشل فى تحقيق مخططاته بالهيمنة والسيطرة على مصر وتحجيم دورها ونفوذها الإقليمى والدولى وهو ما كاد يتحقق خلال عهد أتباعه ومريديه من يتامى اخوان الشيطان أثناء السنة الكبيسة فى حكم مصر المحروسة.

هجوم بهلول اسطنبول الدائم على مصر لا يشغل بال الرئيس السيسى ولا يؤثر على معنويات المصريين ويمكن وصف ما يقوم به هذا المعتوه بالمثل الصينى الشهير القائل " كلما كثر النباح من حولك فاعلم انك قد أوجعت الكلاب ".

هجوم بهلول الدائم على مصر أم الدنيا يعكس حقدا وغلا دفينا ضد مصر وقيادتها وجيشها وحضارتها الضاربة فى جذور التاريخ الإنسانى الذى دونت فيه حضارات وبطولات المصريين على مر العصور ، وفى سياق ذلك سطر التاريخ بطولات الجيش المصري وانتصاراته على الجيش التركي وخاصة فى معركة ( قونية ) التى اهان فيها جيش مصر جيش العثمانلى التركي وكان قاب قوسين او أدنى من احتلال الأستانة.

هذه المعركة التى اندلعت بسبب نقض وعد السلطان العثماني لوالى مصر وسوريا محمد علي مقابل مساعدة الجيش المصري لهم في (حرب المورة ) أو ما يعرف بـ ( حرب استقلال اليونان ) والتي انتفض فيها اليونانيون ضد السلطان العثماني بعدما أمر بشنق البطريرك اليوناني في يوم عيد الفصح الأرثوذكسي فأعلنت المورة استقلالها وقامت معارك شديدة الوطيس بين اليونانيين والأتراك ولكن فشل الجيش التركي الذى كان مكونا من 100 الف جندي في اخضاع شبه جزيرة ( المورة ) في ربيع عام 1824 وانهزم شر هزيمة ، مما اضطر الأتراك للاستنجاد بوالى مصر آنذاك محمد على باشا من اجل اخماد ثورة اليونانيين مقابل وعد منه بمنحه سوريا العظمى. 

وفعليا تحرك الجيش المصري وهزم اليونانيين ومنح للعثمانيين السيطرة ، ولكن لأنه مثل أحفاده ليس له كلمة فقد نقض وعده مع محمد علي وأعطاه فقط جزيرة ( كريت ) كتعويض عما فقدته مصر في حرب ( الموره ) ولكن محمد على باشا أدرك الخيانة فرفض ذلك وأصر على ضم بلاد الشام بالقوة رغم انف العثمانيين ، فحارب الأتراك بشراسة وتغلب على كافة الصعاب الجوية وحقق نصرا ساحقا على الجيش التركى وكان قاب قوسين او ادنى من احتلال الأستانة عاصمة الدولة العثمانية، كما تمكن من أسر قائد الجيش التركي محققا واحدا من اهم الانتصارات العسكرية في تاريخ الجيش المصري بقيادة ابراهيم باشا فى فترة زمنية قاربت السبع ساعات.

هذه المعركة والنصر الكبير لم يخسر فيه الجيش المصرى سوى 262 قتيلًا و 530 جريحًا، فيما تم إنهاك الجيش التركي، وتم أسر قائده ونحو 6 آلاف من رجاله من بينهم عدد كبير من الضباط والقادة، بالإضافة الى قتل ما يقرب من 3 آلاف جندى تركي والاستيلاء على الكثير من الأسلحة والرايات والمدافع التركية.

ولولا تدخل الدول الأوروبية وقلقها من توسع وتمدد الجيش المصرى لتم احتلال تركيا بكاملها وتوسعت الإمبراطورية المصرية لتصل لأوروبا ، ولكن فرنسا تمكنت من عقد اتفاقية «كوتاهيه» للصلح بين محمد على باشا والسلطان العثماني، وتم خلالها ارغام السلطان العثمانى على التنازل لمحمد على باشا عن كل الأقطار التي فتحها وهي سوريا «الشام» وإقليم أدنة والحجاز وجزيرة كريت مع تثبيته على ولاية مصر مقابل أن ينسحب الجيش المصري من باقي مدن الأناضول التي فتحها إبراهيم باشا.

فهذه صفحة واحدة من تاريخ وبطولات المصريين التي يحاول بهلول اسطنبول الحالي"اردوغان" أن يقلل منها ويستهين بها ، وهذا ينم عن جهل وغباء من شخص أرعن لم يقرأ التاريخ ولم يعلم أهمية وعظمة ودور مصر التاريخى والحضارى.

ففى حين قام بهلول اسطنبول بترخيص الدعارة وزراعة المخدرات لإنقاذ اقتصاده والاتجار بالبشر وتمويل الارهاب والهرولة الفاشلة نحو اوروبا لكسب عضوية الاتحاد الاوروبى ، هناك دولة عظيمة تاريخها يعلمه القاصى والدانى فوق الخليقة.

فمصر التى قال عنها إمام الدعاة الشيخ محمد متولى الشعراوى انها " مصر الكنانة التى قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم أهلها فى رباط إلى يوم القيامة ، من يقول عن مصر أنها أمة كافرة إذن فمن المسلمون من المؤمنون ، مصر التى صدرت الإسلام إلى الدنيا كلها ، صدرته حتى إلى البلد الذى نزل فيه الإسلام ، هى التى صدرت لعملمء الدنيا كلها علم الإسلام ، أما دفاعًا عن الإسلام فنعود إلى التاريخ من الذى رد همجية التتار عنه؟ إنها مصر ، من الذى رد هجوم الصليبيين عن الإسلام والمسلمين ؟ إنها مصر ، وستظل مصر دائمًا رغم أنف كل حاقد او حاسد أو مستغِلٍ أو مستغَلِ أو مدفوع من خصوم الإسلام هنا او خارج هنا" ..

وإذا ما عددنا وذكرنا تاريخ مصر لن يسعنا المجال ولن تكفينا الأوراق والأقلام عن تدوين ذلك ، فهى الأرض الوحيدة التي تجلي الله عليها وتكلم فيها مع نبى الله موسى عليه السلام ، وهى الدوله الوحيدة التي ذكرت في القرآن، وهى التي قرن اسمها في القرآن بالأمن والامان بقوله تعالى "ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين" وهى الدولة التي اقترن اسمها بخزائن الأرض في القرآن ، و التي اقترن اسمها و شعبها بمباركة الله في الانجيل ، وهى التى علمت العالم الكتابه ونشأ من اهلها سيدنا ادريس أول من خط بالقلم في التاريخ ، وهى الدولة التي لجأ اليها سيدنا ابراهيم من ظلم اهله ، كما انها الدولة التي لجأ اليها سيدنا يعقوب وإخوة يوسف من المجاعة ، وهى الدولة التي لجأت اليها السيدة العذراء مريم وسيدنا المسيح عليهما السلام ، وهى الدولة التي لجأ اليها آل بيت سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بعد ما تمت مطاردتهم و التنكيل بهم في العراق و الشام ، وهى مصر التى قالت عنها السيدة زينب " يا أهل مصر، نصرتمونا نصركم الله، وآويتمونا آواكم الله، وأعنتمونا أعانكم الله، وجعل لكم من كل مصيبة فرجًا ومن كل ضيق مخرجًا".

وهى البلد التى خرجت منها السيدة هاجر المصرية أم سيدنا اسماعيل ابو العرب جميعا ، وهى الدولة التي أوصي بها و بأهلها خيرا الأنبياء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، ومنها تزوج إبراهيم الخليل عليه من الله أفضل الصلوات والتسليمات ، والتى لم تنجب ثم تزوج هاجر المصرية العظيمة ، فأنجبت له إسماعيل عليه السلام خير أبناء الدنيا طاعة لأبيه ومن ذريته جاء العرب فلما تملكت الغيرة من السيدة سارة أمر الله نبيه إبراهيم بعزل السيده هاجر عنها وإسكانها بواد غير ذي زرع ، ثم أنجبت السيدة سارة بأمر الله على كبر ولدها إسحاق ومن ذريته جاء بنو إسرائيل.

ومن مصر خرجت مارية القبطية رضي الله عنها لتتزوج خير خلق الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، فأنجبت له ولده الوحيد ابراهيم ، ووضعت قدما للمصريين في بيت النبوة ، وانه شرف لو تعلمون عظيم.

ومن مصر جاءت أعظم سيدة حكمت فى التاريخ وهى حتشبسوت لمدة 21 عاما وجعلت مصر خلالها أعظم قوة عسكرية في العالم ، ووصل الاقتصاد المصري الى مستوى غير مسبوق.

هذا جزء يسير من تاريخ حافل بالبطولات والأصالة والعراقة ليكون ردا على الأقزام الذين ستتحطم امالهم على عتبة المصريين وإرادتهم الفولاذية .. فحتما سيزول اردوغان وستبقى مصر شامخة .. وتحيا مصر تحيا مصر تحيا مصر !!!

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط