الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تحقيق على أعلى مستوى!


من الحكمة والأمانة عدم التسرع فى الانحياز لأى طرف فى قضية ما لحين الاستماع إلى أقوال وشهادات كل طرف على حده، واستيفاء المعلومات الكاملة عن الموضوع قبل الحكم لصالح جانب دون الآخر .. وفى حالة إقالة البروفيسور جمال شعبان مدير المعهد القومى للقلب من منصبه بفرمان وزارى مفاجئ، يجب التريث ومنح الطبيب والوزارة معا فرصة توضيح ملابسات وأسباب القرار ومعرفة من المُقصِّر لارتباط المسألة بمبادرة قوائم الانتظار التى رفعت شعارها مؤسسة الرئاسة لتخفيف آلام ومتاعب قلوب الملايين من البسطاء والغلابة من ناحية، وحق الرأي العام فى كشف أوجه الخطأ والخلل فى تطبيق المبادرة ومدى التزام الأطراف المعنية بالتعليمات العليا والحفاظ على صحة الناس ليقف فى النهاية مع صاحب الحق وإنصافه من ناحية أخرى.

ومبدئيا، ما نحاول رصده هو الحقائق من واقع ما نملكه حتى الآن من معطيات، ومنذ أن انطلقات المبادرة وسمعة مدير المعهد فى صعود ومحل إشادة وتقدير على ضوء إنجازات الكيان فى عهده من حيث دقة العمل وخلية النحل النشيطة من طواقم الأطباء والتمريض وموظفى الطوارئ لإسعاف المرضى وتوفير الراحة وسرعة العلاج داخل غرف العمليات إلي حد بلوغ معدل إجراء الجراحات للحالات الحرجة أرقاما قياسية مقارنة بما كان يحدث فى الماضى من مظاهر إهمال وتباطؤ السلحفاة فى إنقاذ الملايين .. وإمعانا فى التفاصيل، نتعرف على علاقة عمل صحية وسوية تربط البروفيسور المدير بمرؤوسيه وفريق العمل على نحو ينعكس على أدائهم المهنى والإنسانى، فضلا عن تضحية شعبان بعيادته الخاصة للتفرغ لأعمال ومهام المعهد النبيلة .. ومايهمنا فى هذا المشهد هو ما يجرى إنتاجه وتنفيذه علي أرض الواقع من أجل صحة أفضل وقلوب عفية، والملفت بعد تقارير لجنة متابعة "قوائم الانتظار"، وبُناءً عليها صدر قرار الإقالة، خرج العاملون بالمعهد فى مظاهرة حب وتأييد للعميد واحتجاجا على استبعاده .. وما كان من الأخير إلا مطالبة زملائه باحترام القرار وتحويل تضامنهم إلى طاقة عمل وتعاون داخل العمليات لاستكمال مشوار علاج المرضى دون تقصير أو تلكؤ، وانتظار ما سوف تسفر عنه التحقيقات.

وفى المقابل، صدرت بيانات من الوزارة تتهم أداء المعهد بالضعف والتساهل فى مهمة قوائم الانتظار، الأمر الذى يستوجب ردا بالأرقام والسجلات من المدير المعزول وموظفيه لقطع ألسنة المتشككين فى مصداقية المعهد وكفاءة وإخلاص كوادره وأطبائه .. خصوصا وأن موقف البروفيسور شعبان برفض تصعيد نغمة التظاهر يُحسب له ويرفع من أسهمه ويعطى انطباعا إيجابيا عن سيرته وسلوكه .. وبقدر إيماننا بأن معهد القلب صورة مشرفة للخدمة الطبية والرعاية المثالية فى الآونة الأخيرة، تحظى وزارة الصحة أيضا تحت قيادة الدكتورة هالة زايد بنفس الثقة والتقدير مع كل جهودها المبذولة للارتقاء بالمستوى الصحى والتغلب على تحديات وكوارث رهيبة أصابت هذا القطاع الحيوى لعقود طويلة ومريرة.

والوصول إلي الحقيقة ومحاسبة المُذنب يستوجبان تحقيقا عاجلا وعلى أعلى مستوى، ولامانع من إشراف الرئاسة على مجرياته وحسم نتائجه لكيلا تتعرض عجلة "قوائم الانتظار" للعطل، ويخسر المريض فراشا مريحا كثيرا ما بحث عنه وعانى من عدم وجوده .. وسرعة إجراء التحقيق كفيلة بتصويب الأخطاء وحماية المشروع من السقوط أو الانهيار، والكل ينتظر شفافية ونزاهة فى تقصى الحقائق وإعلان الحكم لصالح من أتقن عمله وأخلص فى الواجب، وإلزام الطرف الآخر مهما كان وضعه أو حصانته لرد اعتبار من وقع عليه الظلم والتعسف .. والقاعدة الذهبية تقول "الرجوع للحق فضيلة" .. ومن شيم المخلصين لهذا الوطن وفقرائه!.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط