الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

طعمية عبد الوهاب أطعم وأحلى من الكباب.. مشروع موسيقار الأجيال الذي لم يتم

صورة نادرة لـ محمد
صورة نادرة لـ محمد عبد الوهاب وهو يحضر السحور لأصدقائه

مغنٍ وملحن وممثل، محمد عبد الوهاب الذي دخل قلوب المصريين بأحاسيسه وصوته الذي اقتحم المنازل والقهاوي قديما، موسيقار الأجيال الذي أحب العود فرسم بأنامله أروع اللوحات الموسيقية والأغاني التي خلدت اسمه في الساحة الفنية حتى اليوم.

وبعيدا عن الفن، رغب عبد الوهاب في إقامة مشروع يدر له ربح بصفة دورية، خاصة أنه عرف عنه الحرص الشديد على ماله وقيل عنه بخيل، لم يحب عبد الوهاب الإعلام كثيرا، فكان نادر الظهور على الشاشات أو الأحاديث الصحفية، وفي حوار نادر نشرته المجلات والصحف قديما عن عبد الوهاب في لحظة تجلٍ جلس فيها عبد الوهاب برفقة محمد فوزي ولطفي رضوان الصحفي بمجلة "الكواكب".

فاجأ عبد الوهاب أصدقاءه، الذين جمعهم في شقته الكائنة بعمارة الجندول التي بناها في شارع فؤاد، وأثناء حديثهم في جلسة سمر قاطعهم قائلا: "عندي مشروع بسيط ورخيص بس بيكسب دهب".

أخبر عبد الوهاب أصدقاءه برغبته في استغلال دكاكين العمارة بدلا من عرضها للإيجار للتجار بـ"ملاليم"، على حد وصفه، وأدهشهم بفكرته قائلا: "كلنا نحب الطعمية الساخنة، فما رأيكم لو اشتركنا معًا في دكان كبير لبيع سندوتشات الطعمية؟".

ضمن عبد الوهاب نجاح المشروع، واختار اسما له "طعمية عبد الوهاب"، على أن يتم الإعلان عنها والتسويق لها فى دور السينما، وأكد على فكرته لأصدقائه مازحا: "عبد الوهاب يبيع لك اليوم سندوتش طعمية بيده.. وغدًا محمد فوزي يصافحك ويبيعك سندوتش.. وهكذا".

اندهش الحضور من حديث عبد الوهاب، هل يمازحهم أم يتحدث بجدية، حينها أعرب عن جديته مقسما أنه على استعداد لقضاء ليلتين من كل أسبوع في محل الطعمية، والسلام على 10 آلاف شخص، متخذا شعارا له: "الطعمية السخنة اللى أطعم وأحلى من الكباب".

ورغم جدية عبد الوهاب في حديثه لم يتم المشروع حتى وفاته دون أسباب تذكر، وذكر أن محمد فوزي أبدى موافقته على المشاركة في المشروع بقيمة 500 جنيه، بجانب 1500 جنيه من عبد الوهاب، على أن يساهم صديقهم الثالث لطفي رضوان بنشر الموضوع في مجلة "الكواكب" كدعاية لموسيقار الأجيال الذي افتتح محلا للطعمية.

ونشرت مجلة "المصور" عام 1946 صورة نادرة للموسيقار محمد عبد الوهاب وهو يحضر السحور لأصدقائه متقمصا شخصية بائع الفول والطعمية، خلال افتتاحه عمارته وكانت وقتها أبات النية لإقامة مشروعه.