مصر من قبلي .. "جهينة" كلمة السر في التنمية

كانت المقاومة من مراكز سوهاج محتدمة منذ زحف الحملة الفرنسية من أسيوط ففى 3 يناير 1799 كانت معركة سوهاج وفى 8 يناير كانت معركة طهطا وفى مارس كانت معركة الصوامعة وفى 6 إبريل كانت معركة برديس وفى 7 ابريل كانت معركة جرجا وكما ذكر المؤرخ عبدالرحمن الرافعى أن الجنرال الفرنسى "دافو" قائد الحملة فى الصعيد طلب مددًا من أسيوط بعد أنهكتهم مقاومة اهالى سوهاج بعدها جمع قواته وتوجه الى جنوب سوهاج بالقرب من الجبل الغربى .. حيث يسكن أهالى قبيلة جهينة – وهم ينتمون الى القبائل العربية التى أتت مع الفتح الاسلامى بقيادة عمرو بن العاص وقادهم عقبة بن عامر الجهني الى الجنوب حيث استقروا فى هذه البقعة وحضر المدد بقيادة الضابط لاسال وبدأ غزو جهينه يوم 10 ابريل 1799 ودارت معركة طاحنة نتج عنها قتلى من الفرنسيين وشهداء من أهالى جهينة وملأت الجثث الشوارع ولم يتوقف صمود الاهالى حتى اضطر الجنود للهرب والمغادرة من إقليم سوهاج بالكامل.

220 سنة مضت على هذا التاريخ المضيء الذى تتناقله الأجيال ... كنا صغارًا نتحكى دائمًا ونحن سائرون الى مدرسة الشهيد محمد كامل الحويج مارين بين منازل أولاد أبوشحاتة ..عندما نرى حائطًا ضخمًا مبنى بالطوب اللبن كانت آثار رصاص معركة بواسل أهالى جهينة مع الحملة الفرنسية مازالت محفورة عليه رغم مرور قرنين من الزمان .. كلما مررنا بجواره ذكر أحدنا القصة ...كنا كأبناء لهذه البقعة نفتخر أمام كل أبناء سوهاج وفى أى محفل بموقعة أجدادنا مع الفرنسيين.

وكما قدر الله لجهينة وأهلها تاريخ مشرف .. قدر لها أن تكون "كلمة سر" فى التنمية الحقيقية التى تنطلق بها الدولة المصرية فى محافظة سوهاج ..ففى شهر إبريل العام قبل الماضى كانت قيادات الحكومة يضعون حجر الاساس لأول استثمار حقيقى تشهده المحافظة بإقامة مجمع المصريين لمواد البناء بحجم استثمار 6 مليارات جنيه ويضم 6 مصانع على رأسها مصنع الاسمنت - أسمنت المصريين - ..كانت دراسات المواد المحجرية والطفلة مذهلة عندما وقع الاختيار على هذا المكان بعد بحث استمر عدة أسابيع .. الان وقد تجاوزت نسبة الانشاءات بالمشروع 60% وأصبحت الصحراء الجرداء التى لم تخطها قدم من قبل أصحاب المشروع تضم أكثر من 1500 عامل من أبناء محافظة سوهاج تابعين لشركات المقاولات المنفذة للمشروع و عشرات المعدات .. تنمية حقيقية وقيمة اقتصادية قوية جدًا وكفيلة أن تكون قاطرة لجذب استثمارات جديدة ووضع محافظة سوهاج على الخريطة الاقتصادية التى تساهم فى الدخل القومى.