الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

من فقير أرضه محتلة لأشهر فضائي في التاريخ.. قصة يوري جارجين أول طيار يصل الفضاء

يوري جارجين أول رائد
يوري جارجين أول رائد فضاء في التاريخ

في إحدى القرى الصغيرة غرب روسيا، والتي كانت كانت تعرف باسم قرية كلوشينو، عاش «أليكسي إيفانوفيتش جارجين»، يعمل نجارا وأب لأسرة فقيرة مكونة من 4 أبناء، ولم يكن يتوقع أنه سيصبح من بينهم أحد أشهر رواد الفضاء و أولهم في التاريخ إنه ابنه «يوري جارجين».

الابن الذي ولد في التاسع من مارس عام 1934، والذي عانى في صغره من ويلات الحرب العالمية الثانية عام 1939- 1945م، والتي احتلت فيها القوات الألمانية بلدته، والتي عانى سكانها معاناة كبيرة نتيجة هذا الاحتلال، حتى أثر فيها أخاه وأخته الكبيرين ولم يعودا حتى نهاية الحرب، لم يتوقع أحد حنها أن من عاش تلك الظروف سيصبح أول رائد فضاء بشري في التاريخ.

«يوري جارجين» أشهر اسم في عالم الفضاء، ولا عجب في ذلك، فهو أول رائد فضاء في التاريخ يخترق الغلاف الجوي الأرضي ويحلق نحو الفضاء الخارجي وينجح في الدوران حول الأرض وذلك في 12 أبريل عام 1961 على متن مركبة الفضاء السوفيتية "فوستوك 1"، ليكتب التاريخ ويفتح الباب على مصراعيه لاستكشاف الفضاء من بعده.

الشاب السوفيتي الذي تميز على مدار تعليمه بالاجتهاد، وحب القراءة والذي شجعته عليها والدته التي كانت تعمل بمزرعة ومولعة بقراءة الكتب، لم يستسلم للظروف الحياتية التي اضطرت والدة للغياب عن المنزل لفترات طويلة لكسب العيش، استطاع أن يصبح أحد أشهر رواد الفضاء في التاريخ وأشهرهم رغم تلك الظروف، بعدما التحق بسلاح الجو في الجيش الاحمر، جيش الاتحاد السوفيتي.

تميزت فترة بداية الستينيات في أن الفضاء كان محط أنظار جميع القوى العظمى في العالم، وكانت أبحاث الفضاء تجري على قدم وثاق بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية باعتبارهما أكبر قوتين عظمتين في ذلك الوقت، وكل منها تسعى أن يكون لها سبق الوصول إلى الفضاء بتكثيف الاختبارات لأفراد سلاح الطيران.

في تلك الفترة عمل برنامج الفضاء السوفيتي على إجراء بحوث دقيقة للعثور على الأشخاص المناسبين لهذا المشروع، وتجهيزهم حتى شملت القائمة شبه النهائية أفضل 20 شخصا في سلاح الجو في الجيش الأحمر، قبل أن يقتصر الاختيار منهما على اثنين فقط هما يوري جارجين، وجيرمان تيتوف، قبل أن يقع الاختيار على يوري لتميزه في التدريبات للقيام بتلك المهمة.

تلقى يوري تدريبات مكثفة وغير مسبوقة للطيران في الفضاء، وهو ما مكنه من النجاح في مهمته في 12 أبريل 1961 عندما غادر يوري غاغارين الغلاف الجوي الأرضي على متن المركبة "فوستوك 1ي"، ليصبح أول رائد فضاء في التاريخ يطير للفضاء الخارجي ويدور حول الأرض، والذي رقته القيادة قبل الإقلاع بالرحلة من مساعد أول إلى رائد في سلاح الطيران.

توقع الكثيرون أن يوري لن يعود للأرض مرة أخرى وأن مصير تلك الرحلة سيتحول للفشل، إلا أنه نجح في الدوران حول الأرض في الفضاء الخارجي، والذي تحول بعد عودته إلى بطل قومي نتيجة نجاحه المبهر وغير المسبوق في برنامج الفضاء السوفيتي، فاشتهر كثيرًا وزادت ميزانية تطوير ترسانة الصواريخ السوفيتية.

بعد 7 سنوات من رحلته للفضاء الخارجي، توفي يوري جارجين هو ومدربه، خلال قيامهما بطلعة تدريبية عادية على متن طائرة "ميج 15" والتي تعرضت لخلل غير معلوم مما أدى لتحطمها، ودفن جثمانيهما في جدار الكرملين في الساحة الحمراء في موسكو تكريما له ولما قدمه من بطولات وتضحيات من أجل الاتحاد السوفيتي.