في إحدى القرى الصغيرة غرب روسيا، والتي كانت كانت تعرف باسم قرية كلوشينو، عاش «أليكسي إيفانوفيتش جارجين»، يعمل نجارا وأب لأسرة فقيرة مكونة من 4 أبناء، ولم يكن يتوقع أنه سيصبح من بينهم أحد أشهر رواد الفضاء و أولهم في التاريخ إنه ابنه «يوري جارجين».
الابن الذي ولد في التاسع من مارس عام 1934، والذي عانى في صغره من ويلات الحرب العالمية الثانية عام 1939- 1945م، والتي احتلت فيها القوات الألمانية بلدته، والتي عانى سكانها معاناة كبيرة نتيجة هذا الاحتلال، حتى أثر فيها أخاه وأخته الكبيرين ولم يعودا حتى نهاية الحرب، لم يتوقع أحد حنها أن من عاش تلك الظروف سيصبح أول رائد فضاء بشري في التاريخ.

الشاب السوفيتي الذي تميز على مدار تعليمه بالاجتهاد، وحب القراءة والذي شجعته عليها والدته التي كانت تعمل بمزرعة ومولعة بقراءة الكتب، لم يستسلم للظروف الحياتية التي اضطرت والدة للغياب عن المنزل لفترات طويلة لكسب العيش، استطاع أن يصبح أحد أشهر رواد الفضاء في التاريخ وأشهرهم رغم تلك الظروف، بعدما التحق بسلاح الجو في الجيش الاحمر، جيش الاتحاد السوفيتي.

في تلك الفترة عمل برنامج الفضاء السوفيتي على إجراءبحوث دقيقة للعثور على الأشخاص المناسبين لهذا المشروع، وتجهيزهم حتى شملت القائمة شبه النهائية أفضل 20 شخصا في سلاح الجو في الجيش الأحمر، قبل أن يقتصر الاختيار منهما على اثنين فقط هما يوري جارجين، وجيرمان تيتوف، قبل أن يقع الاختيار على يوري لتميزه في التدريبات للقيام بتلك المهمة.
تلقى يوري تدريبات مكثفة وغير مسبوقة للطيران في الفضاء، وهو ما مكنه من النجاح في مهمته في 12 أبريل 1961 عندما غادر يوري غاغارين الغلاف الجوي الأرضي على متن المركبة "فوستوك 1ي"، ليصبح أول رائد فضاء في التاريخ يطير للفضاء الخارجي ويدور حول الأرض، والذي رقته القيادة قبل الإقلاع بالرحلة من مساعد أول إلى رائد في سلاح الطيران.

بعد 7 سنوات من رحلته للفضاء الخارجي، توفي يوري جارجين هو ومدربه، خلال قيامهما بطلعة تدريبية عادية على متن طائرة "ميج 15" والتي تعرضت لخلل غير معلوم مما أدى لتحطمها، ودفن جثمانيهما في جدار الكرملين في الساحة الحمراء في موسكو تكريما له ولما قدمه من بطولات وتضحيات من أجل الاتحاد السوفيتي.