الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حكاية إيليا ريبين وتجسيده حادثة اغتيال القيصر الروسي الكسندر في لوحة.. نوستالجيا

لوحة ايفان الرهيب
لوحة "ايفان الرهيب يقتل ابنه"

أبدع الفنان الروسي إيليا ريبين، لوحة "ايفان الرهيب يقتل ابنه"، عام 1881، بعد حادثة اغتيال القيصر الروسي الكسندر رومانوف الثاني الدموية في العام 1881، للتعبير عن رفضه لجميع أشكال العنف وسفك الدماء في بلاده.

واستوحى "ريبين"، موضوع عمله من الحفل الموسيقي الذي حضره في ذات اليوم للفنان ريمسكي كورساكوف الذي عزف سيمفونيته الشهيرة آنذاك"عنتر"، فاستخدم واحدة من أبرز الأحداث والشخصيات الدموية في التاريخ الروسي.

وتعد اللوحة هنا لإيفان الرابع أو الرهيب قيصر روسيا فمنذ 1547-1584، حيث كان ايفان بالرغم من ذكائه وحساسيته ذو شخصية معقدة لما عاناه من ازدراء ومؤامرات النبلاء والبويار حوله، فلقد توفي والديه وهو صغير، وأصبح حاكم روسيا وهو في 17 من عمره، وكان أول من أطلق على نفسه لقب قيصر في تاريخ روسيا، واعتمد مركزية السلطة واتسم حكمه بالدموية، حيث نكل بالنبلاء رجالًا ونساءً، فقام بتصفية عائلات بأكملها، كما أنه عامل معارضيه بقسوة، واعتمد في ذلك أساليب تعذيب وقتل ضد كل من يشتبه بهم فارتكب العديد من المجازر.

كما انه أمر ببناء كاتدرائية باسيل ثم فقأ عيني مهندسها لكي لا يقوم بتصميم بناءِ أجمل منها، وبالرغم من حكمه المستبد، فلا ينكر المؤرخون انجازاته العظيمة، حيث توسعت روسيا في عهده أكثر من أي وقت مضى اثر حروبه الخارجية وضم واستيطان سيبيريا، و جعل من موسكو عاصمةً لعموم روسيا، هدف إلى بناء أمة قوية، فأنشأ مجلس مستشارين للاصلاح، ونظم القوانين التشريعية والضرائب ومنح الأرياف حكمًا ذاتيًا..

ويصور ريبين من خلال لوحته إيفان الرهيب ممسكًا بابنه المضجر بدمائه بعد أن ضربه بالصولجان حين انفجر غضبًا عليه اثر مشادة كلامية بينهما، حيث كان قد ضرب القيصر زوجة ابنه الحامل بقوة ما أدى الى إجهاضها، والأب كان ممسكًا بابنه وخليفته حزينًا متألمًا، نادمًا ومفجوعًا من هول ما فعل، حيث حاول القيصر انقاذ ابنه، ولكن من دون جدوى.

كان لهذه الحادثة بالغ الأثر على إيفان فاعتكف في الكنيسة حينًا وزادت وحشيته وقمعه أحيانًا كثيرة، وبعد هذه الحادثة بعامين أصيب بمرض غريب جعل جسمه يتورم، وتنبعث منه رائحة نتنة، فمات سنة 1584 بعد أن حكم لأكثر من ثلاثة عقود.