EN 
رخصة اعتذر بها كثير من الفنانين عن صيام شهر رمضان، ولكن القليلين تمسكوا بالصيام ورفضوا الإفطار رغم أشعة الشمس والإنهاك الذي أصابهم من حرارة الجو، وفي وسط مغريات الإفطار تمسكت الفنانة وداد حمدي بصيامها ورفضت الإفطار.
وداد حمدي، تلك الفنانة التي قادت راية دور الخادمة في السينما المصرية قديما، وفي عام 1952، أثناء تصوير فيلم "إيمان" مع المخرج أحمد بدرخان، كانوا قد انتهوا من تصوير المشاهد الداخلية قبل رمضان، وبدأوا تصوير المشاهد الخارجية في الشهر الكريم، واستلزم التصوير أن يكون وقت البدء في الظهيرة وهو وقت تزداد فيه شدة حرارة الشمس ورغم ذلك اطمأن المخرج من خلال البروفة على أن المشهد سيخرج بصورة جيدة، ومنح الفنانين "وداد حمدي ومحمود المليجي" راحة ليبدأ بعد ذلك التصوير.
وبدأت "وداد" في تصوير أولى مشاهدها في التصوير الخارجي أمام النجم الكبير محمود المليجي، وفجأة شردت وداد واتجهت بناظريها بعيدا مبحلقة، استجمعت قواها، ولم تستطع النطق بكلمة واحدة، حيث فوجئ الحضور بأحد العمال يمر على المكان يعرض على المفطرين زجاجة مياه باردة ليشربوا منها.
وشاهدت وداد حمدي هذه الزجاجة أثناء تصويرها المشهد ولكنها لم تستطع أن تنطق بالكلمات بسبب شعورها بالعطش الشديد ، وحاول بدرخان إقناع وداد بأن تفطر حتى ينتهوا من هذا المشهد ولا يضطرون للعودة له مجددا في يوم آخر، لكنها رفضت أن تخسر يوم من أيام الشهر المعظم وتمسكت بصيامها، ما جعل بدرخان يقرر تأجيل تصوير المشهد للغد، مع التشديد على العاملين والمفطرين إبعاد المياه تماما عن الفنانة وداد حمدي.
وفي اليوم التالي تم استئناف التصوير ، ولكن بدرخان طلب من كل المفطرين ان يبتعدوا عن المكان الذي تصور فيه وداد حمدي كي لا تشعر بأي شئ.
