الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

"هذا نَبِيُّنا" .. الصحفى فقيهًا!


عرفتُه ناقدا فنيا عاشقا للمسرح وألعابه المختلفة، فقرأت مقالاته النقدية لألمس فيها روح الفنان عندما تصطبغ بقلم الناقد وبه يكتب ويحلل ويوجه العمل الإبداعى نحو البوصلة السليمة وفقا لأسس علمية وخلفية دراسية وافية. 
ثم اطلعت على موضوعاته الصحفية كباحث فى الشئون الإسرائيلية ويجيد اللغة العبرية، ومنها احترمت قدراته وتنوع مصادره للحصول على معلومات دقيقة عن المجتمع الإسرئيلى و"كواليس" الحياة السياسية ومؤامرات الأعداء فى الغرف المغلقة. 

ويوما ما التقيت به وجلسنا سويا نحتسى الشاى والعصائر كصديقين حميمين تجمعهما زمالة صاحبة الجلالة وطموح الفن الهادف النافر من المناخ الهابط. 

وفى هذا اليوم كانت مفاجأة الصحفى المثقف متعدد المواهب إسلام الشافعى .. تربية صحافة الوفد المشاغبة .. حينما أهدانى كتابه الجديد. 

توقعته عن الفن وعالم المسرح، أو أسرار مثيرة حول مغامرات ومخططات إسرائيل التى لاتنتهى ولاتهدأ نيرانها .. ولكنه عنوان الغلاف .. "هذا نبينا". 

فوجدت أمامى وجها آخر لكاتب يحمل تحت جلده طالبا من طلاب الفقه فى الدين ويقرر فى شجاعة السباحة فى هذا البحر العميق بتفاصيله ومواقفه ومراحل الكفاح التى خاضها الرسول سيد الخلق منذ فجر الإسلام لخدمة الدعوة ونشرها وإرساء دعائمها فى كل ربوع الأرض. 

نبى وحامل رسالة يكتب كلماتها ويسطر قوانينها ويُدوِّن دستورها لكل الأزمنة بحروف التسامح والرحمة والعدل .. ويزرع لخلفائه الأبرار بذور الأمل والعمل من أجل إقامة دولة الإسلام العتية القائمة على الشرف والأمانة والقرار الحكيم والقدرة على هزيمة أعداء الدين مهما كثروا أو تحالفوا!.

وبدأت قراءة صفحات "هذا نبينا" بعيون حفيده إسلام الشافعى، لأكتشف معه عند كل محطة يروى فيها قصص الرسول موثقة بالأحاديث الصحيحة واللحظات الناصعة فى ثوبه النقى، أنه يكفينا شرفا الانتساب إلى دين الإسلام والفوز بشفاعة وعباءة راعى الغنم "محمد بن عبد الله" إلى يوم القيامة. 

وما ورد فى فصول الكتاب الرائع يوفر الفرصة الكاملة والعظيمة لمن يرغب فى العلم ومعرفة أصول الدين وتاريخ الدعوة الإسلامية بكل معجزاتها .. والأروع فى خطوة "الشافعى" تفوقه فى تطعيم مصادره من القرآن الكريم والسُنة النبوية بلغة أدبية وصحفية تتسم بالسلاسة في الأسلوب وانسيابية التعبير فضلا عن براعته فى المقارنة الذكية بالدليل والبرهان التاريخى بين عالم الرسول ورجاله ونسائه وما أسفر عنه من انتصارات وفتوحات، وبين ما نواجهه الآن من ضعف فى العقيدة وسيادة القلوب الضريرة ونفوس المرتزقة المشبعة بالإجرام والإرهاب والتطرف المجانى، فلم نجنِ من كل هذا سوى الهزائم والتراجع الحضارى وانكسار الراية!.

- هذه الخلطة السحرية بين غزارة المعرفة والحرفية الصحفية لابد وأن تفرز كتابا ثريا ليس فقط لقيمته الدينية والثقافية لاكتمال نظرة القارئ - أيا كانت جنسيته أو ديانته - لشخص الرسول الكريم، وإنما أيضا للبُعد الإنسانى فى الموضوع، لكى يعتز كل مسلم بانتمائه لهذا الدين، ويواصل كل باحث أو داعٍ أو فقيه التنقيب عن كنوز الإسلام ويُعيد لها البريق أمام العالم. 

والمفترض أن تتحول مثل هذه الكتب إلى مراجع لتعديل مفاهيمنا عن الدين وتقويم سلوكياتنا وأفكارنا .. ولماذا لايعد هذا المرجع بكل اجتهادات صاحبه ومحاولاته المخلصة "نقطة ضوء" فى طريق الراعى الرشيد ليستلهم النماذج والعبر والدروس ممن سبقوه؟! .. و"هذا نبينا" منتج دينى بنكهة أدبية ممتعة تبحر فى سيرة "خير سلف" أملا فى ظهور وإنجاب "خير خلف" .. وخير أمة!.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط