قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الإمام أبو حامد الغزالي ذهب إلى أن أمهات الذنوب تنحصر في 4 صفات.
وأوضح «جمعة» عبر صفحته على فيس بوك، في إجابته عن سؤال: «ما هي الأسباب التي تجعل الإنسان يرتكب الذنوب؟ وهل الإمام أبو حامد الغزالي قسّمها إلى أسباب؟»، أن أولها صفات ربوبية، وثانيها صفات شيطانية، وثالثًا صفات بهيمية، ورابعًا صفات سبعية -سَبْعية من السبع؛ والسبع في لغة العرب يطلق على الأسد، وعلى غيره، كالكلب مثلًا، فـ"سبع" من أسماء الكلب؛ فالسبع معناه السبع الضاري يعني الحيوان المفترس : الأسد، والنمر، والضبع، وكذا، وقد يكون أيضًا الذئب.
ونوه بأن الصفات الربوبية ضرب لها مثل بالكِبر والفخر، وحب المدح والثناء من الغير، حب الدوام دوام البقاء، وسماها ربوبية نسبةً إلى الله يعني أنت تنازع الله في صفاته، أنت تريد أن تبقى على طول –حب دوام البقاء-؛ ولكن الله هو الباقي، وأنت من شأنك التواضع.
وواصل: أنت تريد أن تتكبر ؛ ولكن الله هو الكبير المتعال ، وأنت من شأنك الفناء، أطلق عليها ربوبية يعني ما لك وما لها، يعني أنت ليست هذه من الصفات التي أُمر بها البشر أن يتكبر بالعكس، وقد قلنا في حلقة سابقة «الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري، ومن نازعني واحدًا منهما أخذته ولا أبالي» فلماذا تنازع الرب- سبحانه وتعالى- في صفاته؟!.
واستطرد: والقضية الثانية من أمهات الذنوب، الصفات الشيطانية : وهي صفات الشيطان أنت ما لك وما لها. منها الحسد، البغي، الخداع، الأمر بالفساد، وسميت بالصفات الشيطانية لأنها صفات خسيسة، أما القضية الثالثة الصفات البهيمية: شهوة البطن، شهوة الفرج ،السرقة، أكل المال من غير حق، وسميت بالصفات البهيمية مثل البهائم الحيوانات يعني.
وعن القضية الرابعة (الصفات السبعية) فهي نسبةً إلى السبع، مستطردا مثل : الغضب ، الإيذاء ، القتل، استهلاك الأموال، الاعتداء على الآخرين، وهكذا تجد هذه صفات سبعية؛ لأن فيها نوع من أنواع القوة والقسوة والشراسة واستعمال الجسد في شيء هو من صفاته، فهذه الأربع الصفات هى مصادر الذنوب وأمهات مداخل الذنوب أن تتصف بصفات ليست صفاتك لأنها ربوبية، أو ليست صفاتك لأنها شيطانية، أو ليست صفاتك يا صاحب الروح لأنها بهيمية، أو ليست صفاتك لأنها سبعية.