الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

المجتمع المصري بين الواقع والفلسفات الخيالية


إذا كان الإنسان المصرى يحتاج الى تشريح عميق ودقيق لدراسة أهم المستجدات البيئية التى تطرأ عليه وتؤثر فيه بالسلب أو الإيجاب ، فإن دراسة المجتمع المصرى كله وتشريحه من الأولويات التى يجب أن يتم تسليط الضوء ناحيتها بأهمية شديدة , ذلك من أجل إظهار الجوانب الإيجابية ومحاولة تفادى الظواهر السلبية وإيجاد الحلول السريعة للواقع الذى نعيشه بعيدا عن الخيالات والأمنيات التى لا يمكن أن يكون لها وجود مؤقت أو دائم بسبب طبيعة المجتمع المصرى .

فى البداية أود أن أصل بحضراتكم الى مفهوم الفلسفات الخيالية المستحيلة من وجهة نظرى ، فهى الأفكار التى تنتج من الأبراج العاجية التى ليس لها وجود فى عالمنا الحقيقى والأرضى , وليس لها وجود إلا فى العوالم الافتراضية أو عوالم الخيال الدائم ، وأغلب الذين يعيشون هذه الحالة أشخاص يرون فى أنفسهم الكبر ويطلقون على أنفسهم شعراء أو فلاسفة العصر دون دراية ودراسة لتخصصاتهم التى ينسبون إليها أنفسهم, فيتغنون بالخيال بعيدا عن الواقعية ويتغنون بالافتراضى بعيدا عن الدائم والمحسوس ويتغنون بالأمنيات السائحة والهائمة فى ملكوت الشعر والقصائد والفلسفة المنقوصة.

وقد تجد تلك الحالة من هؤلاء طائرة فى ملكوت النثر دون قافية ودون وزن بارتجال عميق لا تجد فيه شعرا ولا نثرا ولا فلسفة ولا علاقة له بالأدب ، وستجده مجرد كلام عابر إذا أصغى له البعض أوقف سفينة الوطن التى تسير الى الأمام ، ولهذا فأنا ضد الفلسفات الخيالية فى عالم السياسة الأقرب الى الواقعية بدرجة متناهية .

معظم أصحاب الفلسفات الخائبة ستجدهم أقرب الى الأفكار المجنونة ، وأصحاب نزعات شهوانية وحيوانية قد تصل حد الشهوانية الى الدم وإراقته ، أو حتى إيجاد مبرر له أو حتى السرور بالجرائم المرتبطة السائرة فى هذا الاتجاه , هؤلاء لا يجدون فى حياتهم أهمية فطبعوا على رؤوسهم كلمات أوهموا الناس بها أنهم فلاسفة , وهم فى الأصل أصحاب رغبات سادية لقتل المثقفين الحقيقين ولقتل السياسيين أصحاب الرؤى العميقة ، من أجل تعتيم العقول وإظلام الحياة ... هؤلاء محاكمتهم وتقديمهم للعدالة أمر ضرورى يعادل محاربة الإرهاب لأنهم فى الأساس هم أساس الإرهاب , فالأفكار الشيطانية التى تتسم بالغباء دائما ما تكون الخطوة الأولى لأى عمل إجرامى أو إرهابى .

الخلاصة: أن مصر الآن فى مرحلة البناء والتقدم فلا داعى لظهور الألسنة الخرساء التى تطلق على نفسها أنهم فلاسفة العصر ، ودعم سفينة الوطن للعبور الى بر الأمان كما يجب مساندة كل أجهزة الدولة لأن المسئولية مشتركة بين الجميع , لا أن يبقى كل فى مكانه ويكتفى بالشجب والإدانه دون فهم أو دراسة حقيقية ودون دراية بالواقع الذى تعيشه مصر حاليا ، كما يجب الوقوف كحائط صد ضد أى أفكار متطرفة قد تنال من الوطن أو المواطنين ، لأن مرحلة البناء لا يمكن أن تتم بيد واحدة ولكن بكل السواعد الحرة الأبية المخلصة للوطن , كما يجب دعم القيادة السياسية فى حربها ضد الإرهاب ودعمها فى مشروعات البنية التحتية المستمرة التى تليق بدولة فى حجم مصر.. فالتنظير والكلام والفلسفة ليست سمة من سمات المرحلة ولكن العمل والبناء والجد والاجتهاد هي أساس المرحلة الحالية.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط