الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

علي جمعة: الصدق فضيلة يحبها الله وتؤدي إلى الطمأنينة

 الدكتور علي جمعة،
الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إن الصدق يحبه الله؛ لأنه من صفات أهل الجنة؛ ولأنه يعود على الإنسان بالخير في الدنيا والآخرة قال تعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ﴾ لأنه ضحّى بكل شيء لله ورسوله.

وأضاف جمعة، في تصريح له، أن الإمام الغزالي بنى باب الصدق على قوله تعالى -وهي آية غريبة عجيبة جميلة-: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ﴾ هذه الآية ﴿وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ﴾ (مع) تدخل على العظيم، تقول جاء الوزير مع السلطان، ما يصح أن تقول جاء السلطان مع الوزير ؛ فأنا عندما أتقي الله أكون من المتقين، فيجب أن أكون مع الصادقين، إذًا الصادق فوق التقيّ، ولذلك سُميت أحد مراتب القرب من الله الصدّيقية ﴿وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ﴾ السيدة مريم صدّيقة، وسُمي أبو بكر وهو الذي تحمّل عبء الإسلام من الأول، وأول من أسلم بـ"الصدّيق".

وتابع: سيدنا النبي ﷺ يقول: «إن الصدق يهدي إلى البر، والبر يهدي إلى الجنة، وإن الرجل ليصدق حتى يُكتب عند الله صدّيقا» -في المقابل- «إن الكذب ليهدي إلى الفجور، والفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب حتى يُكتب عند الله كذابا» والعياذ بالله تعالى.

وأوضح، أن الصدق حقيقته هو حكاية الواقع فلابد أن أدركه إدراكًا جيدًا؛ فيقول سيدنا ﷺ: «دع ما يُريبك إلى ما لا يُريبك فإن الصدق طمأنينة، وإن الكذب ريبة» إذًا لا تتحدّث بكل ما سمعته «كفى بالمرء كذبًا أن يُحدّث بكل ما سمع» ويرشدنا إلى جزئية مهمة جدا وهي الإشاعات والأكاذيب والافتراءات، وهذا للأسف قد امتلأت به الآذان، وشاعت شيوع عجيب قال ﷺ: «ثم يفشو الكذب» ينتشر، وهذا شيء قبيح، وشيء مريع؛ لأنه يكر علينا بإبطال كل شيء، بإبطال الدين كله ؛ لأنه يتعامل معها على أنها حقيقة واقعة «فإن الصدق طمأنينة، وإن الكذب ريبة» فالكذب لا يؤدي إلى الطمأنينة، إنما الذي يؤدي إلى الطمأنينة الصدق.

وتابع: بعض أهل الله كان يقول: «لا يشم رائحة الصدق عبدٌ داهن نفسه أو غيره» لا يشمها يعني هو ليس صادق فهو يداهن نفسه ويضحك عليها يخادعها، أو يداهن غيره، كان سيدنا ذو النون المصري كما أورد صاحب الإحياء الإمام الغزالي قال: «الصدق سيف الله ما وضِع على شيءٍ إلا قطعه»، ولذلك: «الصدق منجاة ولو اعتقدت فيه هلاكك، والكذب مهلكة ولو اعتقدت أن فيه نجاتك».