الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قلبي بيتعصر..


في عام1973 قدم الفنان "فريد الأطرش" أغنية (فوق غصنك يا لمونة) من ألحانه وكلمات "ميشال طعمه"،وربما كان من الغريب أنذاك أن يغني فريد الأطرش لليمون، ولكن جاءت هذه الأغنية لتخدم الدراما حيث كانت ضمن أغنيات فيلم "زمان يا حُب" بطولة)زبيدة ثروت ويوسف وهبي ومديحة كامل وليلى طاهر(ومن إخراج عاطف سالم ويشتمل الفيلم على مجموعة من أشهر أغاني فريد الأطرش وهي (فوق غصنك يالمونه وعش أنت ولاكتب ع اوراق الشّجر وزمان يا حبّ).
وقد غنى فريد الأطرش هذه الأغنية للفنانة ليلى طاهر حيث اصطحبها في رحلة إلى ريف لبنان وكان تصوير الأغنية في وسط أشجار الليمون.
دعوني أذكركم بكلمات الأغنية:
فوق غصنك يا لمونة لاكتب بدمع العيونا
روحي هيمانة بحبيبي ويلومونا اللي يلومونا
يا لمونة يا حياتي يا رفيقة ذكرياتي
لا تزيدي في أهاتي، هاتي ماضي الحب هاتي
ورجعي الماضي الحنون والحباب اللي نسونا
يا لمونة يا حلالي ودي غصنك للعلالي
في الأماسي و الليالي لأسهر واغني الليالي
والحبايب يسمعونا والعوازل يحسدونا
يا لمونة لوني لونك الله في عوني وعونك
واللي كانوا يعشقوني فارقوني وفارقونك
راحوا لبعيد وسلونا ونسيوا حتى يودعونا
روحي هيمانة بحبيبي ويلومونا اللي يلومونا
وفي الواقع وبعد مرور أكثر من خمسة وأربعين عاما على هذه الأغنية أرى أنفريد الأطرش لم يكن مخطئا حين غنى لليمون، وربما لو كان فريد الأطرش بيننا اليوم وعرف أن سعر كيلو الليمون وصل إلى مائة جنية لكان أنشد مجموعة قصائد في عشق الليمون.
وقد اخترت إحدى عبارات الأغنية التي لمست شيئا ما بداخلي وهي (يا لمونة يا حياتي يا رفيقة ذكرياتي) لأحدثكم عن بعض ذكرياتي مع الليمون والتي أتذكرها وأنا (قلبي بيتعصر).
قلبي بيتعصر وأنا أتذكر حين كنت في العاشرة من عمريوكنت أذهب لشراء الخضار من السوقوحين يكون لي عند البائع"قرش صاغ"باقي الحساب يقول لي البائع خذ بيه ليمون!
قلبي بيتعصر وأنا أتذكر المثل الشعبي (العدد في اللمون)والذي يقال ليعبر عن الكثرة العددية ورخص السعر، وأعتقد أن هذا المثل فقد معناه الآن بعد ما وصل إليه سعر الليمون.
قلبي بيتعصر وأنا أتذكر الليمون المخلل الذي كانت تخلله أمي في هذا البرطمان الزجاجي سعة العشرين لترا ليظل هو فاتح الشهية الوحيد في المنزل طوال العام، وأتذكر حين كانت تشتريه أمي من البائع وهو يعد الليمون ويضعه لها في (السَّبَتْ الخُوص) بالمائة ليمونة ليصل العدد ربما إلى خمسمائة ليمونة أو يزيد، ثم تدفع له أمي 2 جنيه.
قلبي بيتعصر وأنا أتذكر (كباية الليمون السُخن)التي كانت تقدمها لي أمي أثناء إصابتي بالأنفلوانزا لتكون بمثابة المضاد الحيوي الطبيعي الشافي بإذن الله.
قلبي بيتعصر وأنا أتذكر الليمون وشم النسيم،والليمون وطبق الفول اليومي، وعصير الليمون المنزلي الدائم كمشروب الضيافة الأول في بيتنا وكل البيوت المصرية.
أما عن سبب الأزمة الحالية وارتفاع سعر الليمون فقد قال التجار أن الزرع القديم كانت كميته قليلة وذهبت كلها للتصدير، وأن الزرع الجديد سيتم حصاده قريبا ويملئ الأسواق وبالتالي سينخفض سعر الليمون ليعود لسابق عهده، وقد برر أحد المسؤولين ارتفاع سعر الليمون بأن ماحدث ظاهرة مؤقتة وسببها أن العمال المخصصون لجمع الليمون أخذوا أجازة العيد وبالتالي الليمون موجود بكثرة على الأشجار ولا نجد من يجمعه، وحسب نظرية العرض والطلب كلما قل المعروض زاد الطلب وبالتالي ارتفع السعر.
وأنا أرى أن جشع بعض التجار مع تراجع الدور الرقابي للحكومة هو السبب الرئيس لارتفاع سعر الليمون، ولا أستبعد أيضا أن يكونذلك (مُؤامرة مُدبرة) تمهيدا لموجة غلاء قادمة في أول يوليو، مثل مُؤامرة اختفاء السكر والتي حدثت منذ سنة تقريبا، ومن ثم انتهت الأزمة بارتفاع سعر السكر إلى الضعف ونحن سعداء بذلك!
على أية حال أنصح الجميع أن نحارب الغلاء بالاستغناء، ولا يبقى لي إلا أن أغني(يا لمونة يا حياتي يا رفيقة ذكرياتي)،،،، دُمتم بحب وفن.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط