الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أفريقيا في خطر.. بعد تفشي الإيبولا في الكونغو.. منظمة الصحة العالمية ترفض اعتباره وباء دوليا.. والسودان تتأهب بـ 12 مليون دولار

صدى البلد

  • تزايد حالات المصابين في الكونغو لأكثر من 2000 مواطن
  • منظمة الصحة العالمية رفضت اعتباره خطرا دوليا
  • السودان تتأهب لحماية مواطنيها بـ 12 مليون دولار

تزايد انتشار مرض الإيبولا في جمهورية الكونغو الديموقراطية على مدار العشرة أشهر الماضية وأودى بحياة 1200 شخص، فيما يعد ثلث المصابين بالمرض من الأطفال، هذا ما دفع منظمة الصحة العالمية لإعلان حالة الطوارئ للصحة العامة للمرض باعتباره متفشيا في البلد بأكلمها ويشكل تهديدا للدول المجاورة.

خطر دولي
قررت منظمة الصحة العالمية، الجمعة الماضي، عدم إعلان حالة طوارئ صحية دولية رغم انتقال الفيروس من الكونغو لأكثر من بلد مجاور، فوفقا لما حدده الخبراء الاستشاريين بالمنظمة فإن المرض لم يصل إلى حد التفشي، أو أنه يشكل خطر بانتشاره دوليا، وفقا لصحيفة "جارديان" البريطانية.

ورغم أن منظمة الصحة العالمية لم تعلن عن تفشي المرض الحالي باعتباره حالة طوارئ دولية لكن البلدان المجاورة التي تعتبر في خطر زادت من تدابيرها الوقائية بعد انتشار الفيروس إلى أوغندا في وقت سابق من هذا الأسبوع، ومع ذلك، أكدت لجنة من 13 خبيرا طبيا مستقلا في لجنة الطوارئ التابعة لمنظمة الصحة العالمية أن المرض يعد حدثا عاديا، واكتفت المنظمة بنصح البلدان المجاورة المعرضة للخطر بزيادة تدابيرها الوقائية.

الإيبولا
يعد وباء الإيبولا الحالي ثاني أسوأ انتشار في التاريخ بعد اندلاعه في غرب أفريقيا في عام 2014، وتم الإبلاغ عن الحالات الأولى المريضة به في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية في أغسطس 2018، حيث بلغ عدد الحالات المؤكد إصابتها حاليًا 2108 أشخاص، و1114 حالة وفاة.

انتشاره في أوغندا

أصبحت السيطرة على المرض أكثر صعوبة، خاصة بعدما انتقل إلى أوغندا، حيث تزايدت المخاوف من أن السيطرة على انتشار المرض أصبحت أكثر صعوبة على الرغم من وجود العاملين الصحيين واستراتيجية التطعيم الدورية بالبلد.

التأثير الاقتصادي والسياسي
توقع عدد من المراقبين الطبيين في وقت سابق أن تعلن منظمة الصحة العالمية عن حالة طوارئ رسمية، لأنها تؤدي عادة إلى زيادة التمويل والموارد والاهتمام السياسي، حيث أعلنت منظمة الصحة العالمية إن هناك حاجة إلى 54 مليون دولار على الأقل (48 مليون يورو) لوقف انتشار المرض، فيما عبر البروفيسور البارز في قانون الصحة العامة لورانس جوستين عن قلقه بشأن قرار منظمة الصحة العالمية عبر موقع "تويتر"، وفقا لموقع "دويتش فيله" الألماني.

إعلان حالة طوارئ صحية عالمية كان من الممكن أن يؤدي إلى فرض قيود صارمة على السفر والتجارة في الكونغو، مما يضر اقتصاد الجمهورية بشكل كبير، خاصة أن البلد تعاني من هذا الأمر بالفعل.

أوغندا تستعد
شهدت أوغندا خمسة تفشيات للإيبولا منذ عام 2000، ويعتبر تفشي المرض حاليا على نطاق واسع سببا في زيادة تدابير الوقاية والعلاج في البلد، خاصة أنها نجحت من قبل عدة مرات في وقف انتشار الفيروس على أراضيها، وطلبت وزيرة الصحة الأوغندية، الدكتورة روث جين آسينج من السكان أن يظلوا في حالة تأهب مع الالتزام بسياسة عدم المصافحة أو التواجد في المناطق المزدحمة.

وأعلنت أوغندا بدء تطعيم العاملين في مجال الصحة، وباقي العاملين بالدولة، ففي حين انتشار الكثير من الشائعات والمخاوف عن المرض في الكونغو، فإن تجربة أوغندا السابقة في التعامل مع الفيروس قد تكون ملهمة لهم.

وحددت السلطات الأوغندية 98 فردًا قد يكونوا قد تعرضوا للفيروس، 10 منهم يعتبرون خطرين للغاية، وسيحصلون على لقاح تجريبي على مدار هذه الأيام.

فشل الكونغو
أما فشل الكونغو في مكافحة انتشار الفيروس، فأرجع العاملون في مجال الصحة السبب إلى عدم كفاية الدعم والإنفاق الصحيح، مدعين أن ملايين الدولارات التي أنفقت على الاستعداد لمواجهة الفيروس لم يتم إنفاقها بشكل صحيح.

جنوب السودان تتأهب
دفع انتشار فيروس الإيبولا إلى أوغندا، السلطات في جنوب السودان إلى تشديد المراقبة على طول الحدود مع جمهورية الكونغو الديمقراطية، ووفقا لموقع "دويتش فيله" الألماني، قال الدكتور ريتشارد لاكو، مدير الحوادث في جنوب السودان بوزارة الصحة، إنه سيتم وضع خطة جديدة بقيمة 12 مليون دولار لاستعداد البلد في حالة عبور إيبولا الحدود ووصل إلى السودان.

وقال ريتشارد للصحفيين خلال مؤتمر صحفي في جوبا يوم الجمعة الماضي، إن الحالات المؤكدة في أوغندا هي تذكير قوي بأن فيروس الإيبولا سيعبر الحدود، وأضاف: "علينا أن نتخذ خطوات عاجلة لزيادة حماية الناس والمقيمين في جنوب السودان والتأكد من الاستجابة السريعة".

كما زادت رواندا وبوروندي من تدابير التأهب في الأيام الأخيرة، حيث كثف كلا البلدين من المراقبة الحدودية وتشجع الجمهور على التنبه لظهور أي من الأعراض المحتملة للمرض.