الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

علي جمعة يوضح كيفية استمرار العبد على التوبة

الدكتور علي جمعة
الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق

قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق أن التوبة حتى تستمر لا بد وأن يتهيأ لها بيئة صالحة، ومجتمع متضامن متناصح، ويظهر هذا المعنى في قول العالم لقاتل المائة : « انطلق إلى أرض كذا وكذا فإن بها أناسا يعبدون الله تعالى فاعبد الله معهم ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوء»، فالإنسان يحتاج على الطاعة معين، وعلى الخير ناصح أمين.

وأضاف جمعة في بيان له عبر صفحته الرسيمة: أن الأعمال بالخواتيم، وفي هذا يقول النبي ﷺ : «إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يبعث الله ملكا، فيؤمر بأربع كلمات، ويقال له اكتب عمله، ورزقه، وأجله، وشقي، أو سعيد، ثم ينفخ فيه الروح، فإن الرجل منكم ليعمل حتى ما يكون بينه وبين الجنة إلا ذراع فيسبق عليه كتابه فيعمل بعمل أهل النار، ويعمل حتى ما يكون بينه وبين النار إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة» [رواه البخاري ومسلم]

ويقول النبي ﷺ : «إن العبد ليعمل عمل أهل النار وإنه من أهل الجنة، ويعمل عمل أهل الجنة وإنه من أهل النار، الأعمال بالخواتيم» [رواه البخاري]. كل هذه الدروس نتعلمها من هذا الحديث، ويشتمل الحديث كذلك على كثير من الدروس والتفصيلات، ولعلنا ذكرنا أهمها.

وأوضح جمعة أن المسلم مأمور بالمراجعة الدائمة للتوبة ؛ لأنه لا يزال يخطئ وسن الله سبحانه وتعالى فيه أن يستمر ذلك دائما، ويرشدنا سيد الخلق إلى أنه يفعل ذلك كل يوم، فلا نمل من التوبة إلى الله، ولا نمل من مصارحة النفس بالعيوب والتقصير، ولا نمل من الإقلاع بهمة متجددة لرب العالمين، ولا ننسى الآخرة، ولا ننسى التوبة من هذه المعاصي.

وتابع: إن ترك نقد الذات ومراجعة النفس والتوبة إلى الله سبحانه وتعالى يؤدي إلى عذاب كبير لعلنا نعيش بعضه في أيامنا هذه، فإن صلاح إنسان واحد لا يكفي لصلاح المجتمع أو لنهضة الأمة وصحوتها، فلا بد من أن تكون توبتنا إلى الله جماعية، ومراجعتنا شاملة لقضايا الإنسان في كل مكان وفي كل مجال.

أراد الله توبة نصوحا، ولعل مادة "نصوحا" تذكرنا بمعنى النصح، فالدين النصيحة، والنصح له أركان وشروط، والنصح يكون المجتمع الآمر بالمعروف الناهي عن المنكر الذي لا تشيع فيه الفواحش والمنكرات والفساد.

واختتم جمعة بيانه بقوله أن اختزال معنى التوبة في المعنى الغيبي وحده بتر لمراد الله، وبتر لأوامره وإرشاداته، نسأل الله أن يعيد علينا التوبة بمفهومها الشامل على مستوى الفرد والمجتمع إنه ولي ذلك والقادر عليه، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.