رحل عن عالمنا اليوم الأحد، الأديب والروائي الكبير مصطفى نصر، أحد أبرز الأصوات السردية في الإسكندرية، وذلك بمستشفى الشفاء بالإسكندرية، بعد صراع مع المرض. وكان الراحل قد نُقل إلى المستشفى في ساعة متأخرة من مساء أمس السبت، إثر أزمة صحية مفاجئة، ليسدل الستار على مسيرة إبداعية حافلة بالعطاء والتميز.
وخلال الأشهر الماضية، عانى الروائي الكبير من أزمات صحية متكررة منذ شهر مايو الماضي، نقل على إثرها أكثر من مرة إلى مستشفى العمال بالإسكندرية، قبل أن يفارق الحياة اليوم، تاركًا وراءه إرثًا أدبيًا زاخرًا بالعشرات من الروايات والمجموعات القصصية التي شكلت جزءًا مهمًا من ذاكرة المدينة وثقافتها.
وأعلن محمد مصطفى نصر، نجل الراحل، أن تشييع جنازة والده، مؤرخ الإسكندرية وحارسها السردي، سيتم بعد صلاة العصر اليوم الأحد من مسجد سلطان بمحافظة الإسكندرية، ليوارى جثمانه الثرى في مسقط رأسه، المدينة التي شكلت ملامح إبداعه وعاشت في أعماله.
يُعد مصطفى نصر أحد أهم كتّاب الإسكندرية في النصف الثاني من القرن العشرين، حيث ارتبط اسمه بالمدينة التي أحبها وجعلها بطلة معظم أعماله.
وقد قدّم خلال مسيرته الأدبية عددًا كبيرًا من الروايات التي تناولت المجتمع السكندري وتحولاته الاجتماعية والثقافية، ومن أبرزها: ما لم يقله البحر، يهود الإسكندرية، الصعود فوق جدار أملس، الشركاء، جبل ناعسة، الجهيني، الهماميل، شارع البير، النجعاوية، الستات، ليالي الإسكندرية، ليالي غربال، ظمأ الليالي، سوق عقداية، قهوة على الرصيف، سينما ألدرادو، إسكندرية 67.
كما ترك بصمته في فن القصة القصيرة بمجموعة من الإبداعات المتميزة منها: الاختيار، وجوه، الطيور، حفل زفاف في وهج الشمس، الكابوس، بجوار الرجل المريض، الزمن الصعب، البروفة، بالإضافة إلى كتابه الشهير حكايات زواج العباقرة والمشاهير، وعدد من كتب الأطفال من بينها شدو البلابل، وصية الملكة، الشجرة الصغيرة.
برحيل مصطفى نصر، تفقد الساحة الثقافية المصرية واحدًا من أبرز مبدعيها، وصوتًا ظل وفيًا لمدينته الإسكندرية، التي ستبقى دائمًا مدينةً تُروى على لسانه، وذاكرةً محفوظة في سطوره.