الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

اقترح حلولا للمواجهة.. مرصد الأزهر يكشف العلاقة بين الفقر والتطرف

مرصد الأزهر يكشف
مرصد الأزهر يكشف العلاقة بين الفقر والتطرف ويستعرض الحلول له

قال مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، إن الفقرَ يُعتبر حالة مثالية تُسهِّلُ على الجماعات المتطرفة استقطاب أفراد جُدُد إلى صفوفها، وهذا الأمر لا ينطبق على جميع الحالات التي اتخذت من العنف منهجًا لها، وانضمت إلى الجماعات الإرهابية؛ حيث تم استقطاب أعداد غير قليلة من الشباب الذين ينتمون للطبقات المتوسطة في المجتمعات المختلفة، شباب مستقرون اجتماعيًّا، ويشغلون وظائف مرموقة، ويحصلون على رواتب جيدة، ومع ذلك انضموا للجماعات المتطرفة.

وأضاف المرصد، في تقرير له، أن أسباب التطرف تمثل مشكلة معقدة ومتعددة الجوانب، تتداخل فيها أبعاد شخصية ودينية واجتماعية واقتصادية وسياسية وإعلامية، وهناك شباب لا يتم تجنيده بسبب الفقر أو البطالة أو العوز، لكن ربما لسببٍ آخر وهؤلاء الشباب من الفئة التي تُسمى «المنجزين المستائين» – وهم شباب متعلم وطموح يفتقر للفرص الحقيقية للتقدم إلى الأمام، ويزداد استياؤه عندما يقارن أوضاعه بأوضاع النُّخَب الثرية التي تعيش بجانبه.

وأشار إلى أن الفقر قد يكون سببًا غير مباشر للتطرف؛ ففي دراسة تحمل عنوان «رحلة إلى التطرف في أفريقيا.. العوامل والحوافز ونقطة التحول للتجنيد».. أعدَّها «برنامج الأمم المتحدة الإنمائي»؛ لقراءة الأسباب الاجتماعية والسيكولوجية والتعليمية التي تدفع الشخص للانضمام إلى تنظيم متطرف، توصل الباحثون من خلال مقابلات مباشرة مع «متطرفين» أفارقة، سبق لهم الانخراط في تنظيمات إرهابية، توصلوا إلى عدة نتائج؛ من أهمها أن الفقر والحياة على هامش المجتمع يدفعان إلى الولوج في دروب التطرف والعنف والتمرد، وأن التهميش والحرمان من الحقوق الاجتماعية، وعدم فهم النصوص الدينية فهمًا صحيحًا، وتدنِّي المستوى التعليمي، وسوء الأحوال الاقتصادية، وفقدان أحد الوالدين أو كليهما، كلها من أهم العوامل التي تلعب عليها التنظيمات الإرهابية لاستقطاب مجندين جُدُد.

وأكدت الدراسة أن «الطفولة التعيسة» قد تكون سببًا يقود الشباب إلى انتهاج العنف والانضمام إلى الجماعات الإرهابية، بجانب الفقر والعوز و تسبب نقمة الطفل على مجتمعه

وشدد المرصد على أنه لا يمكن محاربة التطرف بالقوة الأمنية والعسكرية فقط، بل لابد من تجفيف منابعه، والتي يعتبر الفقر واحدًا منها.

وأضاف، أن الثقافة الدينية مهمَّة للغاية في معالجة الفقر، ووقاية الشباب من استقطاب الجماعات الإرهابية والمتطرفة، ولذلك يقع على عاتق علماء الدين دورًا مهمًّا في إبراز الطرق والوسائل الشرعية، التي حددها الدين لمعالجة الفقر وعدم الاستسلام له، مشيرا إلى أنه يجب تعظيم ثقافة العمل التطوعي والخيري، وتشجيع جميع فئات الشعب على ممارستها، وخصوصًا الأطفال والشباب، ونحن بذلك نقدم مساعدات للمحتاجين، وفي الوقت ذاته نقوي النزعة الإنسانية لدى الشباب، ونغرس فيهم ثقافة «الأخوة الإنسانية» الكفيلة بحمايتهم من الوقوع في براثن الجماعات المتطرفة.

وطالب المرصد، بضرورة محاربة الفساد والواسطة والمحسوبية، ومعاقبة من يُهدرون المال العام من الأمور المهمة التي تعطي الشباب الأملَ في غدٍ أفضل، منوها أنه يمكن للإعلام أن يلعب دورًا في مكافحة الفقر، عن طريق إبراز نماذج ناجحة من مُختلِفِ فئاتِ المجتمع، ممَّن كانوا فقراء ولم يُعِقهُم فقرُهم عن النجاح والتفوق، وما أكثرَهم في مجتمعاتنا العربية.