الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قطع عيش 36 ألف معلم


سأبرح قليلا "بدفتر مقالاتي السياسية" لألحق بالجدل الدائر حول موقف المعلمين بمسابقة العقود المؤقتة.

فتول عضلاتي الصحفية تنمو على كبسولات الثمين من الموضوعات التي تهم المجتمع والقراء، خاصة عندما تمس القضية 36 ألف أسرة ،فرضت عليهم الظروف ابتلاع بعض المرارة من قرار الاستغناء عنهم .

فجوهر الموضوع بتفاصيله وحواشيه : أن وزارة التربية والتعليم ستعلن عن مسابقة جديدة للتعاقد الدائم مع المعلمين خلال يونيو المقبل، بعد موافقة أجهزة الدولة المختصة ، وفي حدود -ما أعلم- فإنها ستفتح الباب للتعاقد مع ما يتجاوز الـ65 الف معلم.

[إلا] أن الـ36 الف معلم الذين تمت الاستعانة بهم في نهاية الفصل الدراسي الثاني وكانوا بنظام العقود المؤقتة، يرغبون في التجديد لهم [دون] إعادة اللف في "ساقية" الأوراق المطلوبة –وقد استجابت الوزارة لهذا المطلب - ودون [أيضا] دخول الاختبارات المؤهلة للتعيين الدائم في المسابقة القادمة.

وفي المسافة بين فسخ تعاقداتهم في مايو الماضي، وحتي منتصف الشهر الجاري  اشتدت رياح الغضب داخل أروقة البرلمان بعدد من طلبات الإحاطة العاجلة للوزير "طارق شوقي" حول مصير هؤلاء المعلمين [وأيضا] اشتعلت نيران الـ36 ألف معلم سواء بدعواتهم لله علي وزارتهم من خلال السوشيال ميديا، أو بوقفاتهم الاحتجاجية الأخيرة اعتراضا علي إنهاء تعاقداتهم.

وطوال ذات الفترة جلس المعلمون المنهي تعاقداتهم "القرفصاء" وبيد كل واحد منهم ورقة مطوية، وباليد الأخري إبرة، تخترق الورقة ذهابا وإيابا، وهم يرددون " يارب التثبيت .. يارب التعيين".

لكن القرار النهائي للوزير لم يكن بردا وسلاما ، وذهب بوعود نواب الشعب سُدًى!

ليقضي بيان الوزارة الأمر الذي فيه يستفتون، بعدم جواز التثبيت أو التجديد وذلك طبقا لشروط المسابقة الماضية في فبراير 2019، والتي هدفها علاج العجز بالهيئة التدريسية وتأهيل المديريات لتنظيم مسابقات محلية ، وقد انتهي التعاقد بحلول منتصف ليل 31 مايو 2019.

ما أحدث انفصال في جدار الرحم بين المعلمين والوزارة ، لكن حقيقة الأمر أن الوزارة لم تخدع أحدا، فقد كانت شروط المسابقة تحمل نصا " تعلن وزارة التربية والتعليم عن حاجاتها لشغل وظائف عن طريق (التعاقد المؤقت) حتي نهاية الفصل الدراسي الثاني للعام الحالي 2018/2019".

وبالتالي فإن "التربية والتعليم" بريئة من "قطع عيش" الـ36 ألف شاب وتشريد أسرهم [لكن] في نفس الوقت فإن الاستعانة بعاطلين -حلم الوظيفة الحكومية داعب أحلامهم لسنوات- لمدة شهرين ثم إعطاءهم "صابونة" أمر يخاصم المنطق، لذلك فإن ذبذبات التواصل الإنساني والاجتماعي للوزير ووزارته، تفرض النظر بعين الاعتبار إلى أوضاع هؤلاء المعلمين وأسرهم، بعد أن تركوا أشغالهم، وباتوا ليل نهار يسعون في مناكب الوزارات والهيئات لاستخراج الأوراق المطلوب،وتحملوا أعباء رسومها ،وتفرغوا للعمل داخل مدارسهم مما أفقدهم وظائفهم السابقة .

فجميل ان يُعْلَن عن مسابقة جديدة [لكن] ما هو اكثر جمالا ان تكون هذه المسابقة وسيلة لإسعاد من يستحق من الـ36 الف معلم.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط