الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

"المقدسية".. والتصدي لمخططات التهويد


سيف بتَّار جديد أُستُل من غمده، وسهم صائب لا يخطئ راميه، عربى، فلسطيني، مقدسى الأصل والكينونة، يخرج مؤخرا الى النور، منضما لجحافل المرابطين والذادّين عن حياض عربية فلسطين عامة، والقدس خاصة، يفند، ويمحص محاولات الكيان الصهيوني، ومن يعاونه من القوى الدولية الكبيرة، صبغ القدس بصبغة التهويد، زورا وبهتانا، عبر سلاح القلم، والكلمات، والحقائق الموثقة، والبراهين الدامغة.

عن مجلة "المقدسية"، أتحدث، هذه المجلة الفصلية التي تصدر عن مركز دراسات القدس في جامعة القدس، والمشرف العام رئيس التحرير لها الأستاذ الدكتور سعيد أبو على أستاذ القانون العام والعلوم السياسية بجامعة القدس، وتضم في هيئتها الاستشارية عددا من أعلام الفكر والسياسة والدين الفلسطيني والعربى، كما تضم هيئتها التحريرية عددا من الأكاديميين المتخصصين بجامعة القدس وغيرها، وقد صدر العدد الأول لها من يناير - مارس/ كانون الثانى الى آذار 2019.

وتغطى المجلة الموضوعات والقضايا الخاصة بمدينة القدس في كافة المجالات، الروحية، والفكرية، والحضارية، والعمرانية، والسياسية، والثقافية، الى جانب المخططات، والسياسات الإسرائيلية التي تستهدف القدس استيطانا وتهويدا.

يقول الدكتور سعيد أبو على المشرف العام رئيس تحرير مجلة المقدسية تحت عنوان "من هي المقدسية ولماذا؟": فى واحد من مسارات المسؤولية العديدة التي تنهض بها الجامعة تجاه مدينتها ومواطنيها ومؤسساتها الوطنية، وفي واحد من مستويات النضال في هذا المسار، دفاعا عن هوية المدينة ، وتعريفا بأعماق هذه الهوية الراسخة وروابطها مع عمقها العربي والإسلامي الإنساني، وما تتعرض له من استهداف مباشر بالقوة الاحتلالية القسرية الممنهجة المكثفة، خصوصا في الآونة الأخيرة، فقد ارتأت رئاسة الجامعة إطلاق هذا الصوت الجديد والإضافي بتأسيس مجلة المقدسية.

مجلة فصلية مختصة بالشؤون المقدسية، حيث تفتقد مدينة القدس لمثلها، وهى التي تستحق أكثر من مجلة تتجاوز التوثيق الى التبليغ، صوتا نوعيا، قويا، وعاليا بالتعبير عن معاناة القدس، وما تتعرض له من مخططات تستهدف هويتها تاريخها حضارتها حاضرها ومستقبلها، وعن صمود أهلها ومواطنيها ونضالهم وتضحياتهم رغم شراسة الحرب الإسرائيلية المستمرة ضد أبسط حقوقهم الى مجرد وجودهم بمدينتهم، في التعبير عن تطلعات القدس وأهلها وإصرارها على مواصلة الصمود والدفاع عن هويتها، وعن قضيتها التي تجسد اليوم أكثر من أي وقت مضى، هوية وقضية ومستقبل فلسطين، فما معنى فلسطين من غير أو دون القدس، وذلك بالتذكير بتاريخها وحضارتها ودورها ورسالتها بمكانتها الدينية والدنيوية، ومركزيتها لأجيال الأمة، عبر تاريخها الطويل، وقوة الروابط التي جمعت بينها وتلك الأجيال واعدة تغذيتها بكل ما من شأنه ترميمها وتعزيزها، لتستعيد عافيتها وفعلها، على مستوى الشعوب والدول الى الذين في وجدان كل منهم مساحة للقدس والمواطنين.

وذلك ما ستسعى له "المقدسية" لأن تكون مرجعا معرفيا موضوعيا متخصصا بالشأن المقدسى يتصدى لمخططات التهويد، بفرض الأساطير والتزوير، يفند الأكاذيب والادعاءات، ويكشف الأهداف والمخططات، بتسليط الضوء على الحقيقة التي تنطق بها حجارة القدس ومعالمها، في كل سطر من سطور حكايتها الأبدية، بالأبجدية العربية، لغة الرواية الفلسطينية الموصولة، منذ اكثر من أربعين قرنا، وملكى صادق الى ان يرث الله الأرض ومن عليها.
وكم هي ضرورة وجوبية أن تاتى "المقدسية" رافدا مأمولا للمشاركة في حماية وتعزيز الوعى والإرادة القوية الراسخة للمقدسيين وشعب فلسطين مشتقا من دور جامعة القدس والتزامها تجاه قضية مدينتها، قضية الشعب والوطن، بل قضية الأمة جمعاء، رغم كل مؤشرات الضعف والتفكك، ما بقى المرابطون في رباطهم، يؤكدون كل يوم إصرارهم على المضي قدما في مواجهة المشاريع والمخططات الاحتلالية الإسرائيلية.

وبدعوة كريمة من عالمنا الجليل أخى الأستاذ الدكتور أحمد على سليمان عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، كان لى شرف المساهمة بكتابة مقال بالعدد الأول منها، مشاركة منى في الذود عن قدسنا الشريف المبارك، جاء تحت عنوان "الدراما.. ودورها المأمول في دعم القدس الشريف"، أكدت فيه أن من أجلِّ قضايانا المصيرية التي تحتاج المساندة المختلفة من جميع فئاتنا المهنية العربية وغيرها، وعلى رأسها صناع الدراما والاعلاميون، القضية الفلسطينية، وقدسنا الشريف، وأقصانا المبارك، وأراضينا الطيبة المغتصبة، وأهلنا المشردون، والمعتقلون في سجون الاحتلال الإسرائيلي، مخرجا ما يلح على فكرى وعقلىالجمعىمن تساؤلات عدة، أولها: هل تستطيع الدراما العربية ذلك؟،وثانيها: كيف تحقق النجاح فيها؟ وثالثها: هل سبق للدراما العربية وغيرها تناول تلك القضية الرئيسة الجوهرية لأمتنا؟

وعندما تناولت الإجابة عن سؤالى الأول، شدُّدتبنعم تستطيع الدراما العربية وغيرها أن تعرض لقضايانا الإسلامية والتاريخية عامة، ولقضية فلسطين وقدسنا الشريف، وأقصانا المبارك خاصة، موضحا كم أجدنى مستمتعا – رغم شجنى العميق من نهايته المعروفة مقدما- بمشاهدة المسلسل الدرامىالتاريخى "السلطان عبد الحميد الثانى"، الذى يعرضه من حقائق لدسائس الغرب واليهود، ومؤامراتهم وفرضهم عليه بيع الأراضي الفلسطينية لليهود، ومحاولات الزعيم الصهيوني "تيودور هرتزل" ومن عاونه في ذلك.

من هنا كانتأكيدى أن للدراما العربية دور حثيث في دفاعها عن قدسنا الشريف والقضية الفلسطينية، وإبراز وعرض معاناة إخوتنا بأراضيهم من الاحتلال الإسرائيلي، وتأريخا لهذاالدور المثمن والمقدر، سجلت -موثقا- أنه كان هناك العديد من المسلسلات والأفلام الدرامية والوثائقية التي تذود عن قضايانا تلك، مستعرضا الكثير منها.

كما أشير ناصفا أن العدد الأول من مجلة "المقدسية" حوى العديد من المقالات والدراسات المهمة للشأن المقدسى، أذكر منها ملف العدد "القدس في قلب حراك الدبلوماسية الفلسطينية لمواجهة مشروع ترامب.. تقرير سياسى خاص من مضمون الوثائق والتصريحات الرسمية"، وبحث ودراسة عظيمة الأهمية والمحتوى للأستاذ الدكتور سعيد أبو على، المشرف العام رئيس التحرير تحت عنوان "القرار الأمريكي بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل والتفاعل الدولى"، ودراسة للدكتور موسى دويك نائب رئيس جامعة القدس "القدس والقانون الدولى"، ودراسة للدكتورة هدى درويش "القدس في الفكر الصهيوني والأمريكي"، وغيرها من جليل كتابات الوثائق وأعلام ومعالم، والاسرائيليات.

وهكذا.. سيظل قلب عروبتنا ينبض، ويضخ دما، حرا، أبيا، لا يقبل الخنوع لمعتد غاصب، مهما طال سواد وظلمة زمن اغتصابه لمقدساتنا الدينية والعربية، ومهما تجبر واستعان بأعتى قوى الأرض، عدة، وسلاحا، ومالا،بل سيظل يضخ أسلحة فكرية، حضارية، توثيقية، فتاكة يصدرها للعالم أجمع، تفضح ممارسات الكيان الصهيوني، ومنها هذا المولود المبارك "مجلة المقدسية".. فتحية إعزاز وإكبار وتقدير أهديها لصفوة علمائنا ومفكرينا القائمين عليها، وأهنئهم جميعا بها عليها.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط