الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

وما أدراك ما الخيانة



تعددت الأسباب والخيانة واحدة تنتشر ومازالت منذ قديم الأزل وتستمر وتتوغل داخل المجتمعات العربية حتي أصبحت ظاهرة تحتاج للدراسة والتدقيق ، والخيانة ليست حكر علي الرجال كما كان البعض يعتقد إنما انتشرت بين النساء أيضًا لأسباب مختلفة ومتعددة، والجديد منها الخيانة الناتجة عن الملل .

وصل الحال بزوجات كثيرات يتمتعن بالمال والجمال والنسب والزوج المعتدل ذو المركز المرموق والحالة المادية المتيسرة ،إلي الخيانة بسبب الملل، يفصل الملل بين الزوجين فيتجه كل منهم للاستمتاع بحياته الخاصة مع آخرين، وتظل العلاقة الزوجية بينهما مستمرة، ربما يعرف كل طرف منهما ما يفعله الآخر وربما في غفلة عما يحدث ، والنتيجة استمرار الخيانة والحياة المزيفة البراقة التي تقف أمامها في حيرة ودهشة .

الغريب في الموضوع القناعة التي يحيا بها هؤلاء ، هل وصل الأمر بِنَا إلي تقبل الخطأ والحرام كنوع من التمدن والتحرر؟ أم أن الخلل الديني الذي ينهش في المجتمعات العربية أدي إلي الانحلال المقنع والحياة المزدوجة التي لا معني لها؟

المصالح تحكم الحياة ، ومن الصعب أن تقنع إمرأة جميلة أو رجل ذو مركز مرموق بترك تلك الحياة التي ظاهرها الاستقرار ، ربما لمصالح مالية مشتركة، وربما لصالح الأولاد والإطار الاجتماعي البراق الذي يحيا فيه الأزواج الذين يعانون من تلك الظاهرة .

والعلاقات العابرة في تلك الحالات لا تعتمد علي الحب ، إنما تحدث كنوع من التجديد والإثارة، نزوات يعتبرها أصحابها مغامرات عاطفية تجدد الإحساس بالملل وترضي النفوس المريضة بهذا الداء ، الغريب في الموضوع أن البعض منهم علي قدر كبير من الثقافة والتفتح ،ولكن تتحول الثقافة والانفتاح إلي تحرر سافر وبغيض ، يُسَهِّل الحرام ويستبيح المحذورات .

المشكلة متفاقمة ومنتشرة في العديد من الأوساط والمهن وأصبحت مفزعة مع ازدياد أعداد السكان وانتشار الخلافات الزوجية وعدم القناعة والرضا بالآخر، وتجمد المشاعر بين الزوجين وعدم قدرة كلا الطرفين علي إحتواء الآخر، ولكن هل من الممكن إعادة التفكير في نشر الوعي الديني والأخلاقي للقضاء علي تلك الظواهر الدخيلة علي المجتمعات التي تعيش في دول تحمل شعار الديانات السماوية التي حرمت الخيانة علي كلا الطرفين ووضعت القواعد المنظمة للتعامل بين الرجل والمرأة في إطار شرعي يحمي الأسرة من الهلاك؟

يقول المولي عز وجل (سُورَةٌ أَنزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَّعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (1) الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ ۖ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ (2) الزَّانِي لَا يَنكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ ۚ وَحُرِّمَ ذَٰلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ ) ،عقوبة مخيفة يتناساها الناس ويتناسون كذلك أن الحياة مهما طالت قصيرة ، ومهما استمتع الخائن بنزواته سوف يأتي اليوم الذي يدفع فيه الثمن.

المجتمع يحتاج إلي إعادة تأهيل نفسي ليعرف كل فرد دوره وحقوقه وواجباته تجاه الآخر ، نحتاج إلي إعادة نشر الوعي بين أفراد المجتمع ،ومعرفة أن الآخرة ابقي من الأولي والميزان يفصل بين العباد .



المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط