الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الثانوية العامة والفرصة الثانية


لدينا الآن فى مصر نظامان للثانوية العامة، وهو وضع سوف يستمر لمدة عامين، نظام جديد يمتحن فيه الطالب المادة أكثر من مرة ويتم احتساب أفضل درجة حصل عليها فى المرات التى امتحن فيها هذه المادة، وهو نظام معمول به فى الشهادات الأجنبية المعادلة للثانوية العامة فى مصر، ونظام ثانوية عامة قديم يمتحن فيه الطالب المادة مرة واحدة، اذا نجح فيها يحصل على الدرجة التى يستحقها، واذا رسب أو اعتذر عن أداء الامتحان ودخل الفرصة الثانية / الدور الثانى، يُحتسب للطالب 50 بالمائة كحد أقصى من درجة المادة، حتى ولو كان يستحق مائة بالمائة من الدرجة فى الدور الثانى، مما يدفع الطلاب الى عدم دخول الدور الثانى وانتظار سنة كاملة كى يحصلون على الدرجات التى يستحقونها.

وهذا التناقض بين النظامين القديم والجديد لا يحقق العدالة والمساواة بين جموع الطلاب فى مصر، ويتنافى مع أبسط قواعد المساواة بين الطلاب، فليس من المنطقى أن يكون لدينا نظامين للامتحانات، فى أحدهما يستطيع الطالب أن يمتحن المادة الواحدة عدة مرات ويتم احتساب أفضل درجة له، وفى نفس الوقت نظام آخر يمتحن فيه الطالب مرة واحدة، إذا نجح يأخذ الدرجات التى حصل عليها، وإذا رسب فى الامتحان يتاح له فرصة دخول الامتحان مرة واحدة، ويتم منحه 50 بالمائة فقط من الدرجة الكلية للمادة مهما كانت إجاباته ومهما كانت الدرجات الفعلية التى حصل عليها.

وهو نظام تم تعديله بالنسبة لطلاب الثانوية العامة الجديدة لأنه لم يكن عادلًا، فمن حق الطالب أن يحصل على كامل الدرجات التى حصل عليها فى امتحان الدور الثانى أو الفرصة الثانية حسب ما أجاب فى الامتحان، ولكن ذلك سيطبق على طلاب الثانوية الجديدة فقط، أما طلاب الثانوية العامة على النظام القديم هذا العام والعام القادم فسوف يطبق عليهم النظام الظالم الذى يحرمهم مما سمح به لزملائهم على النظام الجديد، مما يدفع طلاب الثانوية العامة على النظام القديم إلى تأجيل أداء امتحان المواد التى لم يوفقوا فيها إلى العام القادم، فيما يعرف بالاعتذار أو تأجيل أداء الامتحان.

ولذا أرى أنه من أبسط قواعد العدل والمساواة بين طلاب الثانوية العامة فى مصر، تطبيق نفس قواعد الفرصة الثانية المطبقة على طلاب الثانوية العامة الجديدة على طلاب الثانوية العامة القديمة –إن جاز التعبير- هذا العام والعام القادم، بحيث يتم منح الطلاب اللذين لم يوفقوا فى امتحان أى مادة أو اعتذروا عنها فرصة أداء امتحان الدور الثانى / الفرصة الثانية فيها، ومنحهم كامل الدرجات التى حصلوا عليها دون خصم أى درجات منهم أو تحديد حد أقصى للدرجات التى يتم احتسابها لهم وإضافتها للمجموع الكلى، وبذلك نكون قد ساوينا بين جميع طلاب مصر من ناحية، ورحمنا الأسر المصرية من عناء بقاء أبنائهم لمدة عام كامل من أجل امتحان مادة واحدة أو حتى عدة مواد، وما يشكله ذلك من عبء مادى ومعنوى على كاهل الأسر المصرية فى ظل الظروف الاقتصادية الحالية.

الموضوع هام وحيوى ويهم آلاف الأسر المصرية التى قام أبناؤها بتأجيل أداء امتحان مادة أو أكثر لأسباب مختلفة أو لم يوفق أبناؤها فى الدور الأول فى أى مادة من المواد، وأتمنى أن يصدر قرارا فوريا من معالى وزير التربية والتعليم بتعديل نظام حساب درجات المواد فى الدور الثانى لكل طلاب الثانوية العامة على النظام القديم فورًا، من أجل عدالة الفرص بين جميع طلاب الثانوية العامة على النظامين القديم والجديد فى مصر، ورحمة بالأسر المصرية من عناء انتظار عام كامل من أجل أداء امتحان مادة أو أكثر.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط