الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في ذكرى مولده.. مهاتير محمد.. حكاية طبيب قاد ماليزيا أكثر من 22 عامًا

مهاتير محمد
مهاتير محمد

يعد مهاتير محمد الذي تولى مقاليد الحكم في ماليزيا في 2018 بعد تقاعده لسنوات، واحدا من الشخصيات السياسية المؤثرة في تاريخ ماليزيا.

وتميزت فترة حكمه الأولى التي بلغت 22 عامًا ما بين عامي 1981 / 2003، بنهضة اقتصادية كبيرة، ويحظى بشعبية كبيرة وهائلة لدى الماليزيين.

تأثير والده ووضعه الاجتماعي


مهاتير محمد الذي تحل ذكرى مولده في في 10 يوليو، ولد عام 1925، ونَشَأ في ضاحيةٍ فقيرة في مدينة ألور سِتَار، عاصمة ولاية قِدَح بماليزيا. والده محمد بن اسكندر، كان ناظرًا لمدرسة وكان مستواه الاجتماعي والمادي متواضعًا، لم يولد في طبقة أرستقراطية أو عائلة دينية أو سياسية بارزة.

وكان للانضباط الذي فرضه والده عليه دافعًا له في تفوقه الدراسي واجتهاده العلمي الذي قاده للدخول إلى كلية الطب في جامعة الملك إدوارد السابع الطبية في سنغافورة.

وتزوج مهاتير من سيتي حسمه محمد علي زميلته في كلية الطب.

وبعد تخرجه عمل مهاتير كطبيب في الخدمة الحكومية، وذاع صيته بصفته الطبيب الماليزي الوحيد في في مدينة ألور سيتار.
مناصبه السياسية

وكان من أشد مؤيدي منظمة الملايو الوطنية المتحدة United Malays National طوال فترة مكوثه في ألور سِتَار، ولاحقًا صار عضوًأ بارزًا بالمنظمة.

في عام 1964، ترشَّح لأوَّل منصب سياسي وفاز به، وتم انتخابه عضوًا في البرلمان عن دائرة كوتا سِتَار سيلاتان.

دافع عن حقوق الملايو الاقتصادية أمام الصينين، وانتقد سياسة الحكومة في تزكية الصراع بين الصينين والملايو، والتحيز للصينين على حساب الملايو، وكتب كتاب " معضلة الملايو" الذي يضع فيه رؤيته للمجتمع الماليزي متعدد الأعراق، لكن سرعان ما تم حظر الكتاب، وكانت لكتاباته أثرًا كبيرًا في استقالة الحكومة الماليزية آنذاك عام 1970.

في الحكومة الجديدة تم تعيينه وزيرًا للتعليم عام عام 1974، وتدرج في المناصب حتى أصبح في عام 1981، للوزراء.

في فترة حكمه شهدت ماليزيا نموًا اقتصاديًا كبيرًا، إذ بدأ بخصخصة المؤسسات التابعة للدولة، ومن ضمنها: شركات الطيران والخدمات والاتصالات، مما زاد من دخل الدولة وساهم في تحسين ظروف العمل للكثير من الموظفين.

كما أنشأ طريقًا سريعًا يربط ما بين حدود تايلاند في الشمال إلى سنغافورة في جنوب البلاد، والذي يُعَدُّ أحد أهم مشاريعه للبنية التحتية.
كما شهدت ماليزيا في عهده نموًا اقتصاديًا بمقدار 8%، وأصدر مهاتير خطة اقتصادية بعنوان: "المضي قدمًا" أو رؤية ماليزيا 2020 والتي بموجبها تستهدف ماليزيا أن تصبح دولة متقدمة تمامًا خلال 30 عامًا.

واستطاع حزب مهاتير محمد تحقيق أحد أهدافه هو الحد من الفقر. فبحلول عام 1995 كان أقل من 9 في المائة من الماليزيين يعيشون في فقر وتضاءل عدم المساواة في الدخل.

وخفضت حكومة مهاتير الضرائب على الشركات وتحرير اللوائح المالية لجذب الاستثمارات الأجنبية.

التقاعد


تقاعد مهاتير محمد من منصبه في عام 2003، بعد 22 عامًا حكم فيها ماليزيا ليصبح أطول رئيس وزراء حكم ماليزيا عبر تاريخها، ليفسح المجال لخليفته عبدالله بدوي، وذلك بعد موجة خلاف من نائبه أنور إبراهيم قادته إلى عزل إبراهيم من منصبه، وتوجيه تهم إليه تتعلق جنسية وأخرى متعلقة بالفساد، لُيحكم على أنور بالسجن 6 سنوات بعد أن أيد مهاتير هذه التهم عليه.

العودة من جديد


بعد خلافه مع رئيس الوزراء نجيب رزاق والحزب الحاكم، قرر مهاتير تشكيل حزبًا معارضًا، قاد من خلاله معركته الانتخابية، ليطيح بالحزب الحاكم الذي كان قد تزعمه بنفسه خلال فترة 22 عاما.

وتعهد مهاتير بالقضاء على الفساد واعتباره أولوية في فترة حكمه للبلاد.

وقبل الانتخابات التي فاز بها في عام 2018، قال مهاتير إنه يعتزم تولي السلطة لعامين قبل تسليمها لائتلاف المعارضة بزعامة أنور إبراهيم المسجون حاليا، والذي كان مهاتير قد كال له الاتهامات قبل ذلك.

واعترف مهاتير بخطئه حين زج بنائبه أنور إبراهيم في السجن، وقدم له الاعتذار. وقبل إبراهيم الاعتذار، وشكل جبهة واحدة معارضة للحزب الحكم، ويفوز مهاتير محمد برئاسة الوزراء مجدًدا بعد أكثر من 15 عامًا من التقاعد.