الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أوروبا في مهمة إنقاذ الاتفاق النووي الإيراني.. طهران وواشنطن تعقدان الموقف.. وجيريمي هانت يحذر من نهاية مرعبة

صدى البلد

موجيريني: مخالفات إيران للاتفاق النووي ليست كبيرة
منظمة الطاقة الذرية الإيرانية: يمكننا العودة للوضع السابق على إبرام الاتفاقية
لودريان: قرارات إيران سيئة وتضر بها

في ظل تصاعد حدة التوتر بين إيران والولايات المتحدة، منذ انسحاب الأخيرة من الاتفاق النووي الإيراني، باتت الاتفاقية على وشك الانهيار، خاصة بعدما أعلنت إيران تقليص التزاماتها ببعض بنودها.

وتسعى دول الاتحاد الأوروبي إلى محاولة إعادة الطرفين لطاولة المفاوضات، والحيلولة دون الرجوع إلى حقبة ما قبل 2015، وفي اجتماعهم الشهري المعتاد، كان وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي يتطلعون إلى الحصول على مزيد من الدعم لآليتهم المالية لمواصلة التبادل التجاري مع إيران بعيدا عن طائلة العقوبات، والمعروفة باسم "INSTEX".

وبحسب قناة "سي بي إس" الأمريكية، قالت إيران إنها بحاجة إلى تحسين العلاقات الاقتصادية مع أوروبا لأن الولايات المتحدة أعادت فرض عقوبات قاسية على صادراتها من النفط، مما أدى إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية التي أدت إلى انخفاض عملتها.

وقال وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف للصحفيين لدى وصوله إلى نيويورك للمشاركة في منتدى الأمم المتحدة للتنمية الاقتصادية في نيويورك: "يدَّعي الأوروبيون أنهم يريدون إنقاذ الصفقة ، لكننا لم نرهم على استعداد للاستثمار للقيام بذلك".

وأخبرت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة شبكة "سي بي إس نيوز" أن ظريف سيتحدث في اجتماع المجلس الاقتصادي والاجتماعي (ECOSOC) هذا الأسبوع، كما من المتوقع أن يتحدث أيضًا مع مسؤولي الأمم المتحدة، لكن إدارة ترامب حصرت تحركاته.

وكان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو قد صرح بأنه منح تأشيرة لنظيره الإيراني لزيارة نيويورك للوفاء بالتزامات الولايات المتحدة تجاه الأمم المتحدة، لكن حركة الوزير الإيراني ستكون محدودة للغاية.

وقال بومبيو إن ظريف والوفد المرافق له سيسمح لهم بالتنقل بين مقر البعثة الذي يبعد 6 مربعات سكنية عن مقر الأمم المتحدة، ومقر السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة. بحسب "واشنطن بوست" الأمريكية.

وبرر بومبيو هذا التصرف قائلا:"إن الدبلوماسيين الإيرانيين لا يتجولون بطهران، لذلك لا نرى أي سبب لندع الدبلوماسيين الإيرانيين يتجولون بحرية في نيويورك".

وأصدر قادة الدول الأوروبية الثلاث الموقعة على الاتفاق النووي مع إيران، فرنسا وألمانيا وبريطانيا، بيانا مشتركا يدعو إلى العودة إلى طاولة المفاوضات بشأن البرنامج النووي الإيراني، وسط تصاعد حدة التوتر بين واشنطن وطهران.

وبحسب هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، أعرب كل من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، عن قلقهم إزاء تعرض الاتفاق النووي إلى المزيد من الانهيار، إلا أنهم شددوا على أن ضمان استمرار الاتفاقية يبقى في يد طهران.

وقال البيان:"نعتقد أن الوقت قد حان للتصرف بمسؤولية والبحث عن طريق لوقف تصاعد التوتر واستئناف الحوار..المخاطر كبيرة لدرجة أنه من الضروري لجميع أصحاب المصلحة أن يتوقفوا وينظروا في العواقب المحتملة لأعمالهم".

وأضاف البيان:"نشعر بالقلق من خطر تفكك خطة العمل الشاملة بشان البرنامج النووي الإيراني، بدرجة أكبر تحت وطأة العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة وبعد قرار ايران بعدم تنفيذ العديد من الأحكام المركزية للاتفاق."

وأضاف :"نحن قلقون للغاية من قرار ايران زيادة تخصيب اليورانيوم بما يتجاوز الحدود المسموح بها" محذرين من تدهور الأمن في منطقة الشرق الأوسط.

وقال وزير الخارجية البريطاني، جيريمي هانت إن الاتفاق النووي لم يمت بعد، وأن الاتحاد الأوروبي يريد أن يعطي إيران إمكانية للعودة عن إجراءاتها الأخيرة التي تتعارض مع التزاماتها بالاتفاقية.

كما طالب وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان أن تعود إيران الى الالتزام بالاتفاق، واصفا قراراتها الأخيرة بأنها سيئة، وتضرب بقوة الميزات الاقتصادية التي كان يمكن لها أن تستفيد منها عبر هذا الاتفاق. وذلك على الرغم من أن العقوبات تحرمها بالفعلمن تلك الميزات في الوقت الراهن.

فيما أبدت إيران تشاؤما بشأن قدرة الاتحاد الأوروبي على الوفاء بوعوده والحفاظ على الاتفاق، وبدا ذلك من تصريحات عباس موسوي المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بأن "أي توقع بأن تعود إيران إلى الظروف التي سادت قبل مايو 2019 دون برهنة الأوروبيين عن إرادة سياسية وقدرة عملية على تخفيف العقوبات، "هو توقع غير واقعي".

وأكد المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي في تصريح نقلته وكالة "إرنا" الإيرانية، إن إيران يمكنها العودة إلى الوضع السابق على إبرام الاتفاقية.

وقالت مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موجيريني إنه لا يوجد أي طرف من الدول الموقعة على الاتفاق النووي يرى الخروقات الإيرانية انتهاكا كبيرا للاتفاق.

وأضافت في مؤتمر صحفي بعد اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد في بروكسل "في الوقت الحالي، لم يشر أي من أطراف الاتفاق إلى أنه ينوي تفعيل هذا البند، وهو ما يعني أنه لا أحد منهم يعتبر في الوقت الحالي وفي ظل البيانات الحالية التي تلقيناها ولاسيما من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أن المخالفات تعتبر انتهاكات كبيرة".

وحذر هانت من أنه "في حال استحوذت ايران على السلاح النووي فان دولا اخرى في المنطقة ستقوم بالمثل وسيصبح الوضع غاية في الخطورة..ايران غير قادرة حاليا على انتاج سلاح نووي ونريد أن يبقى الشرق الأوسط خاليا من السلاح النووي.. نعتبر الولايات المتحدة حليفة لنا، لكن الأصدقاء يمكن أحيانا أن يختلفوا، والخلاف بشأن إيران هو احد خلافاتنا النادرة مع واشنطن".