الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

العنف الأسري


انتشرت ظاهرة العنف الأسري بشكل يدعو للتساؤل، ما هي الأسباب الحقيقية لإنتشار العنف بين الرجل والمرأة، أحيانًا يتصدر الرجل المشهد وأحيانًا أخري تكون البطولة للمرأة، والعنف الأسري مختلف، قد يكون الأب عنيفًا مع أولاده وتظهر معالم العنف في التعامل اليومي وتؤثر سلبًا علي شخصية الطفل فينتج عنه جيل معقد غير متزن نفسيًا ، وقد يأتي العنف من الأم في بعض الحالات وتكون النتيجة واحدة علي الأطفال، طفولة محكوم عليها بالضياع ، لا يمكن أن يستقيم المجتمع بوجود جيل يحتاج إلي التأهيل النفسي وعلاج آثار الطفولة البائسة.

صورة أخري من العنف عندما تكون الضحية الزوجة، فساحات المحاكم ممتلئة بقضايا طلاق وخلع نتيجة العنف الذي تتعرض له الزوجة علي يد زوجها، الذي تخلي عن شرع الله عز وجل وتعامل مع زوجته بكل جبروت وظلم، حتي دمر جسور المودة والرحمة بينهما، ويترك أثرًا سلبيًا ليس فقط علي الزوجة إنما علي الأبناء أيضًا إن وُجِدوا.

وأخيرًا انتشرت حالات أخري من العنف وأصبحت ظاهرة تدعو للتساؤل والدراسة ، وهي الحالات التي تتصدر الزوجة فيها المشهد وتتحول إلي الجاني ويصبح الزوج هو الضحية التي تتعرض للعنف ويذهب هو الآخر إلي ساحات القضاء ، ويحرر محاضر ضد زوجته بالتعدي عليه وسبه ، وبالتالي ينعكس ذلك أيضًا علي الأبناء إن وُجِدوا.

كيف تحولت العلاقة بين بعض الأزواج إلي معركة يحاول كل طرف استخدام كافة الأسلحة للانتصار علي الطرف الآخر فيها؟ ماهي الأسباب الحقيقية لتلك الظواهر الدخيلة علي ثقافة المجتمع المصري ؟ وكيف يمكن التخلص منها لإنقاذ الأجيال القادمة من الانهيار والتفكك الأسري؟

الزواج أساسه المودة والرحمة هكذا علمتنا الشرائع السماوية، فمن الذي صدر لنا فكرة العنف الأسري ليدمر العلاقات بين البشر ويحدث خلل جسيم في المجتمع ؟ معدل حالات الطلاق في إزدياد ، ويحتاج إلي إعادة النظر في أسباب الخلل، ونحتاج إلي تحويل المجلس القومي للمرأة إلي مجلس قومي للأسرة لوضع برامج توعية للمقبلين علي الزواج لتدريبهم علي تقبل الآخر، و عدم التسرع في الزواج قبل التأكد بأن الشخص المقدم علي الزواج هو الشخص المناسب سواء رجل أم إمرأة. فالاختيار الخاطئ يودي إلي نتائج خاطئة وفِي النهاية يكون الانفصال هو الحل.

يجب تدريب المقبلين علي الزواج علي الأسس السليمة للتعامل بين الزوجين ومع الأبناء، كما يجب دراسة أسباب ازدياد ظواهر العنف ونبذه في الدراما المصرية وتوجيه المؤلف المصري لكتابة ما يرسخ مفاهيم السلام المجتمعي والأسري ، والتذكير المستمر بالشرائع الدينية ، والانتهاء من ظاهرة العنف الدرامي الذي تشبعت به الأسرة المصرية.

نحتاج لمجهود كبير للحفاظ علي سلامة المجتمع، فالعلاقات الأسرية المشوهة لا ينتج عنها سوي مجتمع مشوه لا يمكن أن يتقدم ، العنف لا يؤدي إلي التعمير إنما هو أولي خطوات الفشل وينتشر هذا الفشل من الأسرة إلي المجتمع مع الوقت، فهل من الممكن أن يعاد النظر للقوانين المنظمة للعلاقة بين الزوجين بما يضمن حق كل طرف؟ وهل من الممكن إعادة النظر فيما يقدم علي شاشات السينما والتلفزيون؟ وهل من الممكن تدريب المختصين لإحتواء الأزمات التي تظهر في العلاقات بين أطراف الأسرة الواحدة؟
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط