الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خالد الشناوي يكتب: ارفعوا أيديكم عن الإمام و كونوا كبارا

صدى البلد


أهل البيت ذلك العنوان المضيء، والمجد الخالد، والاسم المحبّب لكلِّ نفس، أحبّت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وآمنت به وسارت على هداه.

فقد عرف المسلمون هذا العنوان الشامخ في سماء التاريخ والمجد المتألِّق في أفق القرآن العظيم، منذ أن نطق الوحي بهذه التسمية المباركة، ومنح تلك الكوكبة الرائدة هذا اللّقب الفريد في دنيا الإنسان:

(إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) (الأحزاب/ 33).

...ولقد آرقني كما آرق كل محبي آل البيت عليهم السلام،بل كل مسلم منصف غيور على دينه ورموزه الأوفياء ما خطه أحد الكتاب منذ زمن ليس ببعيد تحت عنوان(الحسين ظالما)!

وليت شعري...لست أدري كيف طوع للكاتب جنانه أن ينزل نفسه ميدانا ليس له بأهل؟
وأن يقحم روحه في قضية خاسرة يكون الحكم فيها عليه لا لصالحه؟

مقال حوى الكثير من الإسقاط والتدليس التاريخي الذي لا يصح ولا يليق بحفيد خير النبيين؛ابن بنت رسول الله؛سيد شباب أهل الجنة؛السبط الشهيد الحسين بن علي عليه السلام.

إن صرخة الحسين ورفاقه في كربلاء غيرت مجرى التاريخ وأعادت الحقائق إلى نصابها القويم؛وكانت وستظل مضربا للأمثال؛و خير إلهام للباحثين عن الحقيقة في دنيا الناس.

لم يخرج الحسين بآل بيته باحثا عن دنيا فانية؛أو مكانة يرنو اليها فقد حسمت قضيته منذ الأزل حيث توج بتاج المجد والسؤدد....

دخلت الزهراء فاطمة_سيدة نساء العالمين_على أبيها حضرة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم بابنيها الحسن والحسين في مرض انتقاله إلى الرفيق الأعلى فوضعت الغلامين في حجره وقالت لحضرته الشريفة هذان ابناك فورثهما... فقال: الحسن له سخائي وهيبتي؛وأما الحسين فله مجدي وسؤددي!

فما كان حديثا يفترى أو فتونا يتردد ذلك الحديث الذي روى خير ميراث لسبطي الرسول الكريم عليهما السلام.

إنّ الصرخة التي أطلقها سيدنا الحسين ضد الظلم والظالمين ما كانت إلا ليصحح بها مسار الأمّة وليعود بحالها إلى ما كانت عليه أيام جده المصطفى عليه الصلاة و السلام حيث أعلنها مدوية في سماء العالمين:(إن مثلي لا يبايع مثله)!

وهل يليق بمن مثل السبط الشهيد أن يبايع من هو مثل يزيد ذلك العربيد الذي لم يرعى في مؤمن إلا ولا ذمة!

يزيد الذي حاصر مكة وقتل الصحابة في موقعة الحرة ،
يزيد الذي استباح المدينة رغم حرمتها وقتل أهلها واستحل بيوتهم ،
يزيد الذي رمي الكعبة بالمنجنيق وحرق ستائرها!

يزيد الذي كان لا يقيم الصلاة ولا يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وشغل جل وقته بقرد في يده يلاعبه في حله وترحاله!

يُرجع المؤرخون والباحثون رفض الحسين لبيعة يزيد إلى عدة أسباب، منها:

الحرص على مبدأ الشورى والاعتراض على طريقة بيعة يزيد في حياة والده، وأن هذه الطريقة في أخذ البيعة لا تشابه طريقة بيعة الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم.

وهو نفس السبب الذي رفض لأجله عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنهما بيعة يزيد حيث قال: «أهرقليّة؟!

إن أبا بكر والله ما جعلها في أحد من ولده ولا من أهل بيته»!

ومنها عدم وجود الأفضلية في يزيد، وأن هناك من هو أفضل منه مثل الحسين، كما يرى بعض المُحللين أن السبب هو عدم التزام معاوية بشروط الحسن في الصلح والتي من ضمنها ما ذكره ابن حجر الهيتمي: «بأن يكون الأمر من بعده شورى بين المسلمين»!

بعد ما رفض الإمام الحسين عليه السَّلام البيعة ليزيد بن معاوية رفضًا قاطعًا خرج عليه السَّلام من المدينة المنورة قاصدًا مكة ليلة الأحد لليلتين بقيتا من شهر رجب سنة: 60 هجرية، و وصل مكة المكرمة ليلة الجمعة لثلاث ليالٍ مضين من شهر شعبان.

و أما خروجه عليه السَّلام من مكة قاصدًا العراق فكان في يوم التروية أي اليوم الثامن من شهر ذي الحجة سنة 60 هجرية.
و في اليوم الثاني من شهر المحرم سنة: 61 هجرية وصل رَكبُ الإمام الحسين بن علي إلى أرض كربلاء!

خرج سيد الاحرار والثوار الإمام الحسين ليجسد من خلال التضحية والايثار بالنفس والاهل والاصحاب مباديء الحرية المضمخة بأريج الشهادة في سبيل الله وكلمته العليا .

ودحر الباطل من خلال تعرية رموزه ودعاته الذين إستحوذ على قلوبهم الشيطان ليطوح بهم في سقر وليصبحوا لعنة في صفحات التاريخ ونقطة سوداء في جبين الانسانية جمعاء.

موضحا سبب خروجه في وصيته لأخيه من أبيه محمد بن الحنفية:«إني لم أخرج أشرًا، ولا بطرًا ولا مفسدًا، ولا ظالمًا، وإنما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي، أريد أن آمر بالمعروف وأنهي عن المنكر

فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق، ومن رد علي هذا أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق، وهو خير الحاكمين».
أيها الباز : إلي ماذا تريد أن تصل بمقالك ؟
كيف تقارن موقف سيدنا الحسين بموقف بعض الجماعات المتأسلمة التي تتبنى منهجًا ناقصًا وتوهم الناس بما ليس موجودًا !

ولذلك هم لا يحاربون للإصلاح بقدر ما يحاربون للوصول إلى الحكم وتحقيق أوهام السيطرة ، إنهم يتلونون وينتقون ما يعجبهم من التاريخ والمواقف والشخصيات التي تعزز تخبطاتهم العشوائية ليس إلا ، فلا تحمل الإمام أخطاء غيره!
أيها الباز
لا تقلب في صفحات التاريخ واتركها موصدة فالفتنة نائمة لعن الله من أيقظها.

إن الإمام الحسين لم يكن ذا أطماع سياسية ولم يكن عائقًا لاستقرار المسلمين ورفعة البلاد ، وإنما كان مدافعًا عن حقوق المسلمين ضد تجبر يزيد وحاشيته .

فسعي إلي التغيير السلمي دون تصادم أو قتال ، وأكبر دليل أنه طلب الذهاب إلى يزيد وأدار حوارًا لتدارك الخلاف ، ولو كانت أهدافه غير ذلك لاستعد للقتال من البداية وما ابتغي غيره !

تركت واقعة كربلاء تأثيرا بليغا على أفكار بني الإنسان حتى غير المسلمين منهم. فعظمة الثورة وذروة التضحية، والصفات الأخرى التي يتحلى بها الحسين وأنصاره

ستظل نبراسا ومشعل هداية لكل صاحب حق إلى قيام الساعة
يقول الحسن البصري رضي الله عنه لو كنت من قتلة الحسين وقضي بي إلى الجنة لاستحيت أن أدخلها مخافة أن تقع علي عين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم!

يقول غاندي في كتابه (قصة تجاربي مع الحقيقة): أنا هندوسي بالولادة، ومع ذلك فلست أعرف كثيرًا عن الهندوسية،

وأني اعتزم أن أقوم بدراسة دقيقة لديانتي نفسها وبدراسة سائر الأديان على قدر طاقتي.

وقال: لقد تناقشت مع بعض الأصدقاء المسلمين وشعرت بأنني كنت أطمع في أن أكون صديقًا صدوقًا للمسلمين..

وبعد دراسة عميقة لسائر الأديان عرف الإسلام بشخصية الإمام الحسين وخاطب الشعب الهندي بالقول المأثور: على الهند إذا أرادت أن تنتصر أن تقتدي بالإمام الحسين!

إن المؤامرة اليزيدية على آل البيت لا زالت قائمةً تحشد أجنادها في كل مكان لتنال من آل البيت الأطهار....!

ستظل الاشكالية حول يزيد وجنده قائمة الى قيام الساعة تطاردهم لعنة دماء الحسين ورفاقه أينما ولوا وجوههم شطر نواصبهم جيلا بعد جيل ....

ذهب يزيد وجنده إلى مزبلة التاريخ وسقط الحسين شهيدا ليرتفع في سماء العالمين سيدا للشهداء تطوف حول ذكراه أرواح الثائرين بحق في دنيا الناس ....

إن الحسين روح تنادي كل مظلوم على وجه البسيطة كيف يكون مظلوما فينتصر !