الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

علاء الدين .. كوميدي برعاية ويل سميث


لا يمكن .. هكذا كان رد ويل سميث عندما عُرض عليه لعب شخصية "الجني" في فيلم علاء الدين والسبب هو أن روبين ويليامز قدمها في النسخة الكارتونية بأداء صوتي "مذهل" مما جعل سميث يتردد فترة حتى اقتنع ووافق، خاصة أن النسخة الجديدة ستكون حقيقية وليست رسوم متحركة.

مرة أخرى تعود واحدة من الحكايات الأسطورية بقصص ألف ليلة وليلة، "علاء الدين ومصباحه السحري" لشاشة السينما، بنسخة جديدة لكن اللافت كان هذا الاستقبال والترحيب الجماهيري الكبير للفيلم رغم أن قصته معروفة سلفا، هو من الأفلام التي تخلق لدى المشاهد حالة من "البهجة" بعد المشاهدة مثل فيلم "لا لا لاند".

بالطبع مهمة صناع النسخة الجديدة كانت صعبة فيما سيقدمون، ولكن بعد عدة أسابيع من عرضه عالميا نستطيع القول انهم نجحوا بجدارة بعد تجاوز إيراداته ل 900 مليون دولار حتى الآن واقترب من دخول نادي المليار رغم أن تكلفته لم تتجاوز 200 مليون دولار!

النسخة الجديدة بتوقيع المخرج والكاتب الإنجليزي جاي ريتشي، بالتعاون مع جون اوجست.

الفيلم يمزج الخيال مع قصة رومانسية داعبت مشاعر المراهقين، بمساعدة الموسيقى والغناء، ورغم أن قصة الحب متوقعة لنهايتها إلا أن الفيلم نجح في جذب الشباب لمشاهدة الفيلم والتعاطف مع قصة حب الأميرة ياسمين و"اللص" علاء الدين.

الفيلم استعان بنجم هوليوودي كبير هو ويل سميث في شخصية "الجني"، إلى جانب عدد من الفنانين الشباب من بينهم الممثل الكندي _ المصري مينا مسعود في شخصية "علاء الدين" وناعومي سكوت في شخصية "ياسمين" واللذان نجحا في تقمص الشخصيتين وبذلا مجهودا كبيرا وبالفعل أصبح الجمهور مغرم بالشخصيتين.

وبما أن قصة الفيلم معروفة للجميع، فكان تركيز فريق العمل على عنصر الموسيقى والغناء مع الرقص والإبهار ليكون هو الورقة الرابحة لنسختهم الجديدة وبالفعل بدأت ترشيحات اوسكار تظهر لأغنية الفيلم Speechless والتي أدتها ناعومي.

الفيلم لم يبذل صناعه مجهودا في خلق صورة جديدة للمدينة العربية التي تدور بها الأحداث فكانت "كليشيه" تكتشف أنك شاهدته في أفلام مصرية قديمة تحدثت عن فترات شبيهه، السوق والبائعين والملابس وكانت الأحداث معظمها ما بين السوق والقصر والصحراء! كلها تقليدية.

يعتبر التمثيل أبرز عناصر الفيلم بفضل الثلاثي سميث وناعومي ومينا، رغم أن انتقادات كثيرة وجهت لصناع الفيلم لاختيارهما ناعومي ومينا "المبتدئين" وكانا الأجدر أن يكونا نجوما، ولكن الثنائي أثبتا جدارة كبيرة بلعب الشخصيتين، وجاءت شخصية الشرير صاحب المؤامرات الوزير "جعفر" غير قوية وضعيفة ولعبها الممثل من أصول تونسية مروان كنزاري. 

ويل سميث نجح في إضافة روح مرحة لشخصية الجني إلى جانب عنصري الرقص والموسيقى منذ بداية ظهوره فنجح في جعل الشخصية محببه للمشاهدين وكوميدية ايضا، إلى جانب حضور وكاريزما تملأ الشاشة في كل مشهد يظهر به، هو ممثل "عبقري".

ناعومي سكوت في شخصية الاميرة ياسمين تملك وجه وعيون جميلة معبرة وجاذبية كبيرة وصوت جميل وأدت الاغنيات بشكل رائع، كذلك الكيمياء بينهما وبين مينا كانت كبيرة جدا.

أما مفاجأة الفيلم الممثل الشاب الصاعد مينا مسعود هو أكثر المستفيدين من فيلم علاءالدين وحقق خطوات للأمام في هوليوود وعندما تشاهده يمثل ويرقص تتذكر محسن محي الدين في "اليوم السادس" نفس الملامح والتكوين الجسدي، بالطبع ملامحه العربية كانت سببا رئيسيا في إسناد شخصية علاء الدين له، تم اختياره من بين نحو الفي ممثل تقدموا للدور.

ويبدو أننا أمام جيل جديد من المبدعين من أبناء المهاجرين المصريين فوالدا مينا هاجرا لكندا من مصر في منتصف التسعينيات وكان لا يتجاوز عمره أربع سنوات، حاله مثل زميله رامي مالك.

الاثنان نجحا في اختراق هوليوود وإثبات موهبتهما، والاندماج وسط المجتمعات هناك، رغم بعض التمييز الذي قابله مينا في طفولته هناك، كان والده مثل معظم المهاجرين يحثون أبناءهم على التفوق في العلوم والهندسة وبالفعل طلب منه والده أن يصبح "جراحا" لكن مينا اختار الفن بإصرار، ويعتز بأصوله المصرية وكثيرا ما يتحدث في لقاءاته الإعلامية باللغة العربية، ويبدو أن كثيرا من الأجيال الجديدة لأبناء المهاجرين اختاروا الفن وفضلوه عن العلوم والطب لتحقيق الذات والتميز وسط الدول التي هاجروا إليها، ممكن القول إن الفن والإبداع تحررا تماما من التمييز وأصبح الجميع لديهم فرص في السينما العالمية ولذلك يجد أبناء المهاجرين أنفسهم أكثر في الفنون.

النسخة الجديدة من علاء الدين نجحت جدا جماهيريا وتلقى تفاوت في رد الفعل عليها من النقاد حول العالم، ولكن في النهاية نحن أمام فيلم "ترفيهي" ناجح، أعاد صناعه تقديم حكاية أسطورية بشكل جيد.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط