الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هرمز كلمة السر.. حشود عسكرية في الطريق إلى المضيق الاستراتيجي.. ما بعد حرب الناقلات

مضيق هرمز - أرشيفية
مضيق هرمز - أرشيفية

تتصاعد حدة التوتر فى مضيق هرمز الممر المائي الاستراتيجي على خلفية الأزمة بين طهران وواشنطن ودول أوروبية أخري فى ضوء انسحاب إيران من الاتفاق النووي وارتفاع لهجة التصعيد الإيرانية برفع نسبة تخصيب اليورانيوم.


دفعت هذه التوترات بمخاوف تحدق بأمن الممر المائى هرمز؛ ما دفع عدة دول أوروبية قواتها للخليج لتأمين الممر المائى بدأت بإرسال القوات الأمريكية حاملة الطائرات إبراهام لينكولن فى مايو الماضى. 


وتتكون لينكولن البحرية من حاملة طائرات "يو أس أس أبراهام لينكولن"، وسفينة "يو أس أس ليتي غولف"، وسفينة "يو أس أس باينبريدج"، وسفينة "يو أس أس نيتز" ، وتبعتها القوات البريطانية قوات للخليج فى محاولة لردع أي هجوم إيراني محتمل بعد تأكيد الرئيس الإيراني روحاني أن بلاده ستواجه بكل قوة أي محاولة لانتهاك قوانين الملاحة وأمن المضيق هرمز. 


وتواصل الحشد العسكري فى مضيق هرمز  حيث قررت لندن إرسال قوات إضافية إلى قاعدتها فى البحرين مع وصول المدمرة البحرية HMS  DUNCANإلى مياة الخليج، وكوريا الجنوبية تؤكد بدورها عزمها  المشاركة فى حماية المضيق.



واحتجزت إيران السفينة، ستينا إمبيرو البريطانية بعد أسبوعين من مشاركة قوات بريطانية في احتجاز الناقلة الإيرانية، غريس 1، قبالة أراضيها في منطقة جبل طارق بسبب مزاعم بأنها تنتهك عقوبات الاتحاد الأوروبي على سوريا.

 

وكانت طهران أعلنت قبل أيام أن الحرس الثوري احتجز ناقلة نفط بريطانية في مضيق هرمز، واقتادها إلى ميناء بندر عباس، بذريعة أنها ارتبكت حادثا مع زروق صيد إيراني.


وفى ظل تهافت قوات فى منطقة الخليج، قالت فرنسا إنها غير مستعدة لإرسال قوات عسكرية إضافية إلى منطقة الخليج، لكنها ستشارك المعلومات وتنسق تعاون سفنها المنتشرة حاليًا.

 

وقال الجيش الأمريكي إنه يراقب حاليا منطقة المضيق، ويعمل على فكرة إرسال "قوات بحريًة متعددة الجنسيات" لزيادة المراقبة والأمن في الممرات المائية الرئيسية في الشرق الأوسط.


وقررت الهند نشر سفينيتن حربيتين في منطقة الخليج إلى جانب زيادة الرقابة الجوية وذلك لطمأنة السفن التي ترفع علم الهند وتعمل في الخليج".


واشتدت المواجهة بين إيران والولايات المتحدة منذ انسحاب الرئيس ترامب من الاتفاق بشأن برنامج طهران النووي الذي وقع عام 2015.


كل هذه التحركات إلى الخليج تثير التساؤلات حول ماهية الهدف من وراء الحشود العسكرية فى منطقة الخليج ومتى تنتهى أزمة الناقلات،

 


 إزاء ذلك، قال خبير التقديرات الجيوسياسية الدكتور جهاد عودة المحلل الإستراتيجى، إن أزمة النلاقات فى منطقة الخليج بدأت ولم تنتهى ، لافتاً إلى أنها استراتيجية تم التوافق عليها وليس كأزمة عابرة تنتهى فى أيام .

 

وأوضح" عودة"، فى تصريحات لـ"صدى البلد"، أن التهديدات الإيرانية فى مضيق هرمز لا ترقى للمواجهة العسكرية المباشرة وإنما هى تهديد لوجيستي يسبب توترات وإزعاج السفن المارة بالمضيق الإستراتيجى الهام.

 

وأشار إلى أن بريطانيا وأمريكا يقومان بحماية المضيق لتأمين مصالحهما العابرة منه كجزء من التزامهم بماية أمن الخليج الممثل فى الممرات المائية.


البداية كانت

 منذ 19 يوليو الجاري، تحتجز السلطات الإيرانية ناقلة النفط البريطانية "ستينا إمبيرو" في مياه الخليج، بزعم أن الناقلة "لم تراع القوانين البحرية الدولية"


احتجاز الناقلة البريطانية، جاء بعد نحو أسبوعين من إعلان حكومة إقليم جبل طارق التابع للتاج البريطاني، إيقاف ناقلة نفط تحمل الخام الإيراني إلى سوريا.


ناقلات نفط تعرضت لهجمات في المياه قرب الساحل الجنوبي لإيران في مايو ويونيو، وألقت الولايات المتحدة بمسؤولية تلك الهجمات على طهران، التي نفت أي دور لها.


ذلك أدى إلى تدهور العلاقات بشكل أكبر، ما دفع المسؤولين الأمريكيين إلى دعوة الحلفاء إلى الانضمام إلى مهمة مزمعة لحماية الأمن البحري.

الخارجية الأمريكية، كشفت الأسبوع الماضي، طلب واشنطن من كوريا الجنوبية واليابان وفرنسا وألمانيا واستراليا ودول أخرى المشاركة.

تزايدت حدة التوتر بين إيران والولايات المتحدة منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي الإيراني، العام الماضي وإعادة فرضها عقوبات على طهران.


أهمية مضيق هرمز

يعد مضيق هرمز من الممرات المائية المهمة والإستراتيجية بالعالم لتجارة النفط. يقع في الخليج العربي ويفصل بين إيران وسلطنة عمان اللتين تتقاسمان الرقابة عليه، عرضه لا يتجاوز 55 كيلومترا وعمقه لا يزيد عن 60. في عام 2016 نقل عبره أكثر من 18 مليون برميل نفط بشكل يومي، ما يعني 30 بالمئة من النفط المنقول بحريا. هذا الذهب الأسود الذي يخرج من دول الخليج العربية يذهب 80 بالمئة منه للدول الآسيوية كالصين والهند وكوريا واليابان، فيما يتم نقل الباقي إلى دول أوروبية وإلى أمريكا الشمالية. وقد هددت طهران مرارا بإغلاقه في حال القيام بعمل عسكري أمريكي في المنطقة.

 

ويضمّ المضيق عدداً من الجزر الصغيرة غير المأهولة أكبرها جزر قشم الإيرانية ولاراك وهرمز، إضافةً إلى الجزر الثلاث المتنازع عليها بين إيران والإمارات (طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى)، ويبلغ عرضه  50 كم (34 كم عند أضيق نقطة) وعمقه 60 م فقط، ويبلغ عرض ممرّى الدخول والخروج فيه ميلين بحريّين (أي 10,5كم).


وقائع سابقة شهدها مضيق هرمز

 

سعت كل من العراق وإيران خلال حربهما بين عامي 1980 و1988 إلى عرقلة صادرات نفط البلد الآخر فيما عرف في ذلك الوقت بحرب الناقلات.

 

 في يوليو  1988، أسقطت البارجة الحربية الأميركية «فينسينس» طائرة إيرانية؛ مما أسفر عن مقتل 290 شخصاً هم جميع من كانوا على متنها. وقالت طهران إنه هجوم متعمد، في حين قالت واشنطن إنه حادث اعتقد فيه الطاقم أن الطائرة التجارية طائرة مقاتلة. وقالت الولايات المتحدة إن «فينسينس» كانت في المنطقة لحماية السفن المحايدة من هجمات البحرية الإيرانية.

 

في مطلع 2008، قالت الولايات المتحدة إن الزوارق الإيرانية هددت سفنها الحربية بعدما اقتربت من ثلاث سفن تابعة للبحرية الأميركية في المضيق.

 

في يوليو 2010، تعرضت ناقلة النفط اليابانية «إم ستار» لهجوم في المضيق. وأعلنت جماعة متشددة تعرف باسم «كتائب عبد الله عزام»، التي لها صلة بـ«القاعدة»، مسؤوليتها عن الهجوم.

 

* في يناير  2012، هددت إيران بإغلاق مضيق هرمز رداً على عقوبات أميركية وأوروبية استهدفت إيراداتها النفطية في محاولة لوقف برنامج طهران النووي.

 

* في مايو2015، أطلقت سفن إيرانية طلقات صوب ناقلة ترفع علم سنغافورة قالت طهران إنها دمرت منصة نفطية إيرانية؛ مما دفع الناقلة للفرار. كما صادرت سفينة حاويات في المضيق.

 

في يوليو 2018، لمح الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى أن بلاده قد تعطل مرور النفط عبر مضيق هرمز رداً على دعوات أميركية لخفض صادرات إيران من الخام إلى الصفر.

 

 في مايو 2019 هوجمت أربع سفن قبالة ساحل الإمارات قرب الفجيرة خارج مضيق هرمز