الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الفيل الأزرق.. احترس الجرعة زائدة!


لا نختلف على كون الجزء الأول من فيلم "الفيل الأزرق" كان عملا سينمائيا متميزا وجديدا على السينما المصرية ولذلك حظي الجزء الثاني بترقب واهتمام جماهيري كبير، فهذه النوعية من أفلام الرعب والإثارة نادرة الإنتاج محليا ويبحث عنها جمهور الشباب في السينما العالمية.

ولكن المفاجأة الثانية ليست في قوة الأولى! استمر الجزء الجديد على نفس الفكرة " الدرامية" فقط تم استبدال بطل ببطلة "المريض بمريضة" تتحدث أيضا عن الغيبيات وعالم "الجن" وترتكب نفس الجريمة! وبما ان الأحلام كانت ورقة رابحة في الجزء الأول فتمت زيادة جرعتها ولكن بشكل مبالغ لدرجة أثرت على استقبالها لدى المشاهدين بسبب طول المدة الزمنية لها وصخبها الكبير "خاصة حلم القطار" فهي في النهاية حلم او هلوسة للمريض يجب أن تستغرق وقتا أقل مما شاهدناه مثلا في حلم أو هلوسة "الاميرة والسلطان" كاد الجمهور ان ينسى "الفيل الأزرق" وانه ذهب فيلما آخر!

الأحلام كأنها كانت الحل الوحيد في السيناريو لأنه لا توجد "حكاية" جديدة مترابطة دراميا ولا استغلال جيد للشخصيات مثل شخصية الزوجة "لبنى".

التركيز على الدكتور يحيى راشد ومريضة هي بديلة "شريف الكردي" في الجزء الأول، وأخذ الحوار بينهما أحيانا وقتا أكثر مما يجب! الرموز كثيرة وتخلط ما بين المرض النفسي والاعتقادات الشعبية والخرافات ولو ان الفيلم "يفضل" التفسيرات "الخرافية" الشعبية عن التفسيرات العلمية الطبية تجاه المرض النفسي! وهي مثل بعض أفلام الرعب الأجنبية التي تستند لما يعرف بالأساطير الحضارية وشخصياتها "مصاص الدماء" وغيرها.

بالطبع المريض النفسي مادة درامية "مغرية" جدا لأي عمل فني ولكن نقع غالبا في التكرار انه "لازم الشخصية تطلع تخوف"! مثلما حدث في الفيل الأزرق 1,2 وربما المرة الوحيدة التي كانت مختلفة السينما في تناولها للمرضى النفسيين في فيلم عادل امام وشريهان "خلي بالك من عقلك" فكانت هناك قصة حب أثرت إيجابيا في علاج المريضة، لا أعرف لماذا لم يغير المؤلف الأعراض المرضية وطرق علاجها في الجزء الثاني مثلا ؟! أو أن يخرج الدكتور يحيى لمدينة أخرى خارج القاهرة ومستشفى آخر والتراث الشعبي مليء بحكايات وأساطير عن تلك العوالم الخفية! كنت أتمنى حدوتة درامية بها شيء جديد، ولكن التركيز كان على صناعة الفيلم كصورة سينمائية جذابة أكثر ونجح في ذلك.

تستمتع أيضا بكادرات "جيدة جدا" وهي من أولويات المخرج مروان حامد في معظم أفلامه وسيجد المتفرج أكثر من مشهد في الفيل الأزرق2 مثل مشاهد "البانيو" سواء للبطل كريم عبدالعزيز أو الطفل.

يوجد مشاهد عنف لأجزاء بشرية تقطع كانت مفاجأة صادمة للجمهور ! ولكن صناع الفيل الازرق2 يريدون أن يصلوا لسقف سينما الرعب!

عنصر السيناريو والحوار لأحمد مراد أقل عناصر الفيلم ، المخرج مروان حامد، هو من أكثر المخرجين الحاليين في مصر متابعة لتطور صناعة السينما ودؤوب جدا ولا يخشى أن يجرب ويخاطر بفكرة جديدة مع الجمهور، من العناصر المتميزة جدا في الفيلم التصوير "أحمد المرسي" والمونتاج "أحمد حافظ" والموسيقى "هشام نزيه" والجرافيك، وكذلك الإنتاج الذي تحمس لذلك المشروع، هو "تطور" في إنتاج تلك النوعية من الأفلام بالسينما المصرية ولصالح توزيعها خارجيا للمشاهد العربي.

عنصر التمثيل "رائع" كريم عبدالعزيز متمكن منذ الجزء الأول من شخصية الدكتور يحيى راشد هو أكثر أبناء جيله موهبة، والدور علامة في مشواره السينمائي واتمنى أن يستمر في تقديم أفلام خلال الفترة القادمة وألا يكرر فترة الغياب السابقة.

هند صبري هذا الدور يعيدها للقمة مرة أخرى .. أداء متميز تثبت من خلاله موهبتها الكبيرة، تشعر انها كانت تبحث عن شخصية مثل "فريدة عبيد" لتعيد اكتشاف نفسها ونجحت بالطبع.

نيللي كريم أداء جيد ولكن شخصية "لبنى" في السيناريو لم تتح لها المساحة الكافية للابداع فكانت أقل من شخصية فريدة، رغم انه كان ممكن استغلالها أكثر، تشعر أن خط الزوج والزوجة "ناقص".

إياد نصار أيضا أداء جيد وأرى أن الشخصية التي قدمها في "كازبلانكا" كانت أفضل على مستوى الأداء، وجديدة هو من الممثلين أصحاب الموهبة الكبيرة ولذلك تنتظر أن يفاجئك كل مرة، ظهور خالد الصاوي لا يمكن ان تنساه رغم انه مشهد واحد، وكذلك تارا عماد وكأنها من شخصيات matrix. 

النهاية أشارت لوجود جزء ثالث! لا أعرف هل سيكون أيضا في "عنبر 8 غرب" !!

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط