الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خالد الشناوي يكتب: المرأة بين المنصفين والمتطرفين

صدى البلد

إن أردت أن تدمر مجتمعا فدمر نساءه فهن نصف المجتمع بل أكثر ... وهن من يربين النصف الآخر.

للمرأة قيمتها في المجتمع - فهي الأم والزوجة والابنة والأخت- حيث ان صلاح المجتمع كله يبدأ من صلاح المرأة لما لها من فضل عظيم في تربية وتنشئة الجيل القادم.

ولا يوجد تشريع أعطى المرأة مكانتها السامية أفضل من ديننا الإسلامي وذلك بما وضعهُ من أسس للتعامل معها وبما لها من حقوق وعليها من واجبات.

تمتلك المرأة مجموعة من المواهب الضخمة الجديرة بأن تبني أو تهدم أمة!

ولذا فضَّلها الإسلامُ فخصَّها بسورة في القرآن_سورة النساء_ ورفَع من شأنها بأن سوَّاها بمخلوقاته في الغالب الأعم بإعطائها حقوقَها وإنصافها، حيث جعل لها أولوية التفضيل والتعليم مساواةً بالرجل.

بل ومنحها حقَّ العمل بشريطة مساعدة زوجها، وتقاسم أعباء بيتها، ومنَحَها حقَّ إبداء رأيها، والتعبير عن ذاتها، بأن جعل لها حقَّ الالتحاق والمشاركة في العمل السياسي؛ ليكون لها صوتٌ فاعل ونَشِط في التعبير عن هموم وطنها وقضايا أمتها.

وبذلك أضحَتِ فاعلةً ومشاركة في مجتمعها، تتحمَّل كافة الأعباء الملقاة على عاتقها، مساواة بالرجل على حدٍّ سواء، ورغم أن الإسلام منَحَها وأعطاها حقوقها إلا أن بعض ذوي التحجر والتطرف كادوا أن يحرموها من أبسط حقوقها؛ كحقها في التعلُّم، وإبداء الرأي، واختيار الزوج المناسب، وترتَّب على ذلك مشكلاتٌ اجتماعية وتربوية كبيرة فكادت أن تضحى كائنًا سلبيًّا كرامتُه تُمتَهَنُ، وذاتيته مسوقة لغيره !

ورأينا مؤخرا كيف كادت الجماعات المتطرفة أن تبيعها في سوق النخاسة من فتاوى جهاد النكاح وما إلى غير ذلك من عفن وحول فكري !فكان رأيها في وسط هذا الكيان المتطرف مهمَّشا لا يُؤخذ به، تعيش في حالة اغتراب لا تستطيع معها أن تقدِّم الأفكار ولا الحلول التي من شأنها أن ترفع من ذاتيتها؛ فأضحت بذلك كاللوحة الصمَّاء محاطةً بكومة من الغبار لا يُمسَحُ عنها إلا في الأوقات التي ترى أنها مناسبة، لم تَستطعِ تلك البيئات المتطرفة أن تخرُجَ من عنق الزجاجة؛ لتُقدِّم إصلاحات اجتماعيَّة بحق المرأة، وأن تبذل قصارى جهدِها في أن تقدِّم لها جُلَّ حقوقها، بل لم تلتفتْ إليها إلا عندما تقع في محظورات أخلاقيَّة يستدعي معها تعنيفها، أو إلقاء اللوم عليها، بل قد يصل بها الحال إلى التخلُّص منها، ووَصْمِها بعبارات لا تليق بها!

أمام هذا الوضع المُزْرِي والحالة المتردية التي كادت أن تعيشها المرأة أقدمت المؤسسات الفكرية المستنيرة الناشطة في حقل المرأة لتُقدِّم ما بوُسْعِها من رؤًى وتصورات نظرية وواقعية تُسعِفُها وتأخذ بيدها نحو التقدم والريادة وتنقذُها مما هي عليه ومنحِها الحريةَ الكاملة في التمتُّع بذاتيتها، فأصبحت بذلك لها الحقُّ في الحياة والتعلم، وإبداء الرأي والمشاركة في كافة الأنشطة التي تقدِّمها المؤسسات العربية في هذه الدولة أو تلك.

ولأنها مساوية للرجل تمامًا، من حيث انها مكلفة كالرجل بالعقائد، والعبادات، والمعاملات، والأخلاق، ومساوية له من حيث استحقاقها الثواب والعقاب، وأنها مساوية له تمامًا في التشريف، والتكريم، لهذا قال عليه الصلاة والسلام في خطبة حجة الوداع: (اتقوا الله بالنساء وَاسْتَوْصُوا بهن خَيْرًا... ألا هل بلغت ؟ اللهم فاشهد ).

ثم يتابع خطبته فيقول:
( أيها الناس، لَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا، يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ ).

.....أفيقي من نومك والبسي حلة الأمل، وتزيني بأجمل ياقات الرياحين، واكسري الأوهام فأنت زهرة الحياة.

فلا صلاح يرتجى بدونك ..فأنت نصف المجتمع.. ولقد جاء منهج الله عز وجل في الحياة ليبني هذه العلاقة الإنسانية الراقية على الطهر؛  فالعلاقة تقرها الفطرة الإنسانية السليمة، لأن منهج الله يرفض حياة الغموض، ويرفض حياة الشذوذ، كما يرفض حياة المثلية التي أهدرت قيمة الإنسان.

فكن رجلا لها لا عليها ... ففرق كبير بين الرجال والذكور كُن رجلًا، لأنّ المرأة ليست بحاجة لمن يشاركها أنوثتها، ولباسها، وحركاتها، ومشاعرها، ورقّتها !

المرأة بحاجة لأب رجل، وأخ رجل، وزوج رجل، وابن رجل.. المرأة تريد الرّجل الحقيقي في مواقفه... في مظهره.... في كل أحواله.....فكن رجلا....تكن انسانا....أو مت وأنت تحاول!