الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سن السكاكين.. مهنة تنعشها الأضاحي وينتظرها السنانون من العيد للعيد

محلات بيع وسن السكاكين
محلات بيع وسن السكاكين بمنطقة المدبح بالسيدة زينب

بمجرد أن تطأ قدميك منطقة المدبح بحي السيدة زينب في قلب القاهرة، لا تسمع لا صوت حد السكاكين، واحدة من أشهر المهن التي امتهنها أهالي منطقة المدبح، استعداد لعيد الأضحى، الذي يحظى برواج كبير في بيع السكاكين وجميع مستلزمات ذبح الأضاحي، حتى يعد موسم إعادة الحياة لمهنة «السنان».

داخل ورشة صغيرة بمنطقة المدبح بحي السيدة زينب، يعلو جدرانها السكاكين والتي تعددت أشكالها وألوانها، وقف عم «خليل» يمارس مهنته في حد السكاكين، فرحا بعملية رواج بيعها استعداد لعيد الأضحى المبارك، والإقبال الكبير من الزبائن من المواطنين وأصحاب محلات الجزارة لشراء السكاكين ومستلزمات ذبح الأضاحي.

«الحمد لله الفترة اللي قبل العيد دي الموسم اللي بنستناه من السنة للسنة، ويحضر لها شغل من قبلها بكتير علشان لينا زبونا اللي بيجيلنا كل سنة يأخد منا عدة الذبح» بتلك الكلمات وصف عم «خليل» صاحب الـ 50 عاما، حال محلات حد السكاكين في منطقة المدبح بالسيدة زينب وخاصة حال ورشته المخصصة لصناعة وحد السكاكين، وما تمثله تلك الفترة من أهمية لمن يعملون في مهنة «سنان».

عملية حدادة السكين ليست بالهينة على حد وصف عم «خليل»، والذي اعتبرها بالصعبة التي تحتاج إلى طول بال وفن، قائلا: «عملية حدادة السكين مش سهلة زي ما الناس متخيلاها، دي عملية صعبة وعايز تركيز وأن الواحد يكون باله رايق وهو شغال، لأن بيتعامل مع نار وحديد وصلب وسكاكين أحمى من الموس ولازم اللي شغال فيها يكون عنده فن علشان ينوع في الأشكال اللي بيصنعها علشان كل زبون وليه طلب معين».

حدادة السكين والتي تختلف عن عملية سن السكن لكون الأولى تتمثل في عملية تصنيع السكين أما الثانية فتتمثل في عملية السن لسهولة استخدام السكين خلال الذبح أو السلخ، وهو ما دفع عم «خليل» ليجعل ورشته للاثنين معا «قولت وليه اشتري السكاكين من بعيد وأقعد أنا أسنها بس، الأحسن يكون عندي حدادة سكين وسن السكاكين وأهو كله خير ورزق الولاد وربنا بيسهل وبترزق الحمد لله».

عملية الإقبال على شراء السكاكين وسنها وصفها صاحب أشهر محلات السكاكين بمنطقة المدبح بحي السيدة زينب بالمتغيرة من فترة لأخرى على مدار العام، معتبرا الفترة التي تسبق عيد الأضحى من كل عام بمثابة فترة عودة الحياة لمهنة الـ «سنان» خاصة في تلك المنطقة الشهيرة بيع مستلزمات الذبح، قائلا: «بنقعد من السنة للسنة مستنين اليومين دول علشان ربنا يكرم ويا إما نبيع سكاكين أو نسن وكله رزق وجاي».

تعددت أشكال السكاكين التي تزين واجهة ورشة عم «خليل» ما بين سكين ذبح وآخر للسلخ، وثالث لتشفيه اللحم، وسط إقبال وصف بالمتغير بين الحين والأخر من المواطنين على شراء مستلزمات الذبح، لكن ظلت قرب العيد يحمل معه الكثير من بشائر الخير وأملا في إنعاش مهنة «سن السكاكين».