الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هل نحتاج لوزارة ثقافة


هل نحن فى حاجة إلى وزارة ثقافة ؟ علما بأن حقيبة وزير الثقافة ليست موجودة في العديد من البلدان المتقدمة، طبيعي جدا ألا يهدروا أموالهم على وزارة لن تفعل شيئا ولن تقدم أو تؤخر، فتلك الشعوب أصبحت من التطور والثبات الثقافى ما جعلهم على مستوى الأفراد ذاتهم حماة لتلك الثقافة القوية مطورون ومصدرون لها وفى نفس الوقت لا يجابهون أى تهديد ثقافي مباشر أو منافس فهم بالرغم من أنهم منتجون ومصدرون للسلع والخدمات لكل البلاد إلا أنهم لا يخصصون وزارة للصناعة كما نفعل فى بلادنا وبرغم أنهم يقودون العالم إعلاميا إلا أنهم لا يهتمون بوجود وزارة للإعلام وهنا يجب أن ننتبه إلى أن السر فى عدم وجود وزارة هو تكلفة الإدارة الحكومية والعائد منها لذلك.

اعتقد ان التطور ومن ثم الوصول لمستوى متقدم فى أى مجال هو الذى يحدد مدى حاجتنا لمنظم او مسئول وكلما كانت المجتمعات ارقى كلما قل الإحتياج إلى منظم او مسئول جكومى ، إدراك هذه المسألة مهم للغاية بقدر اهمية ادراك تعاظم دور الدولة كلما ضعفت الثقافة العامة أو واجهت تهديد.

فى مقالات سابقة تطلعت لكتابة مقال عن ادارة الثقافة علميا من أجل الوصول الى طريق مختصر فى اتجاه التنمية البشرية فى ضوء التعريف الأحدث للثقافة والذى ينص بإختصار على أن ( الثقافة هى السلوك التلقائي للإنسان عندما لا يكون مراقبا) 

سنندهش لو تصورنا حجم ما ينفقه الإنسان لكى يراقب نفسه وستزيد دهشتنا إذا عرفنا ان %30 أو %40 من دخل المجتمعات ينفق على أعمال المراقبة ! بمعنى أن الثقافة إذا تمت إدارتها وتطويرها قادرة بلا شك على توفير %40 من نفقات المراقبة خاصة إذا كانت تهدف إلى خلق إنسان محل ثقة سره كعلانيته و راشد سلوكيا.

وفى كتاب رحلة بن جبير لمصر وصف لكل ما مر به الرحالة من مدن وما شاهد من غرائب المشاهد وبدائع الصنائع والأحوال الإجتماعية والسياسية وعني عناية خاصة بوصف النواحي الدينية والمساجد والمشاهد والقبور ومجالس الوعظ وكان هذا في سنة 1182م.

ومن ضمن ملاحظاته كتب يقول انه شاهد الرحال والبضائع والأغراض فى الطرقات و الاسواق بلا حارس أو رقيب ومع ذلك لا تمتد إليها يد سارق أو منتهز أو مختلس وهو ما يعكس أننا فى عصور سابقة فى مصر وصلنا بالفعل إلى مستوى من الثقافة الراقية بالمعنى العصرى لكلمة ثقافة والتى تسعى إليها الدول المهتمة بالثقافة وهو ما يؤدى إلى تحقيق التعريف السابق للثقافة و إن كان صعبا إلا أنه ليس مستحيلا إذا أخضعنا الثقافة للإدارة العلمية.

وإذا ما اعتبرنا أن تحقيق التعريف المعاصر للثقافة هدفًا فإننا يجب أن نحدد سبل تحقيق هذا الهدف فى المجتمع وأدوار ومسئوليات كل رافد من الروافد الثقافية المختلفة ونسب مساهمتها فى بناء ثقافة الشخصية المصرية بناء يفى بحاجتنا وتطلعاتنا بناءً محمولًا على سلوك حضارى معاصر و منضبط لمواطن معد بعناية ذلك الإعداد المنتج لسلوكيات حضارية نستطيع أن نغزو بها المستقبل.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط