الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أحمد حلمي ..ليس خيال مآته !


عشق الجمهور أحمد حلمي كأحد الكوميديانات الجدد منذ الأدوار الصغيرة التي حاول أن يثبت من خلالها موهبته وحتى بدايته مع مشوار البطولة المطلقة ثم استحواذه على قمة شباك التذاكر، خلال تلك السنوات اعتاد الجمهور ان يستمتع في أفلام حلمي بمواقف وإفيهات كوميدية "مبتكرة" حفظها جيل بالكامل عن ظهر قلب، هو ممثل كوميدي بامتياز ويملك موهبة كبيرة ولا شك في ذلك.

مشكلة فيلمه الأخير "خيال مآته" والجدل الكبير المثار حوله هو "خيبة توقعات" جمهور العيد من الكبار والشباب الذين فرحوا بعودة حلمي للسينما بعد غياب وانتظروا كالمعتاد فيلما كوميديا من البداية للنهاية كما عودهم نجمهم المحبوب ولكن وجدوا منذ بداية الأحداث حكاية "قديمة" لم يهضموها سريعا وبدت غريبة عليهم، عن المفترض انها حكاية عصابة لسرقة التحف والانتيكات التاريخية، والاكثر مع مرور وقت الفيلم اكتشفوا أن الكوميديا "شحيحة" جدا، مثل بخل بطل الفيلم "يكن" وتشعر أن الجمهور في صالة العرض كان ينتظر بفارغ الصبر موقف او إفيه من حلمي ! مثل جمهور الكرة الذي ينتظر الفوز في نهاية المبارة. الجمهور كان جالسا على أعصابه يبحث عن "الضحك" فوجد منه ما ندر.

بالطبع جرأة كبيرة من أحمد حلمي اختيار ذلك السيناريو وتقديمه لجمهوره ولكن المتابع لمشواره سيجد انه "يهوى" التجريب كثيرا معتمدا على رصيده الكبير لدى الجمهور، ولكن من سوء الحظ ان الفيلمان السابقان "لف ودوران و صنع في مصر" لم يكونا أيضا على مستوى جيد بعد أن وصل لأفضل حالاته الفنية والجماهيرية قبلهما مع فيلمي عسل أسود واكس لارج لذلك كان الجمهور ينتظر عودة تجمع كل شيء يريده من بطله على رأسها الكوميدية.

الفيلم يحتوي على كادرات "جميلة" هي من أهم مميزاته مع جمل حوارية بليغة تحمل معاني وقيم للتأمل "من مميزات حوار عبدالرحيم كمال" ودائما يستند على التاريخ لينطلق منه في كل حكاياته الدرامية.

التمثيل أداء أحمد حلمي خاصة شخصية الجد "يكن" ممتاز ولا أعرف لماذا لم يعطي مساحة لمزيد من المواقف الكوميديا لتلك الشخصية ! بالتأكيد كانت ستكون لصالح الفيلم.

وعلاقة يكن مع مساعديه "منة شلبي وبيومي فؤاد" لم نعرف تفاصيل كثيرة، الشخصيتين ناقصتين وكانا يمكن الاستفادة منهما أكثر، كذلك شخصيات " الكيان " مشهد إجتماعهم كان من المشاهد الجيدة وكان يجب تكرار الإجتماع كموقف كوميدي "لطيف" وهنا يجب أن نحيي صناع الفيلم لإحضار هؤلاء النجوم الكبار حسن حسني ورشوان توفيق وعبدالرحمن ابوزهرة ولطفي لبيب وأنعام سالوسة، فكرة جيدة أن يتم جمعهم، اعتقد كان ممكن الاستفادة منهم أكثر مما شاهدنا.

شخصيتي بكينام وعزيز كان الجمهور ينتظر أن يعطيا بعلاقتهما "حيوية" للسيناريو لكسر "رتابة" الأحداث، ولكن المواقف بينهما كانت قليلة وهي الأكثر اضحاكا للجمهور في صالة العرض، وهنا منة شلبي أدت في حدود دورها بشكل "جيد" ولكن لا يمكن اعتبارها بطلة هنا ونعود من جديد للسنيدات مع نجوم الكوميديا! وطالما تحدثنا عن تلك الأزمة كثيرا مع نجمات هذا الجيل.

أرى أن الأراء ضد حلمي بها مبالغة بعض الشيء فهي ليست النهاية، كما ان الفيلم ليس بهذا السوء، هو فيلم يحمل وجهة نظر صناعه حلمي مع المؤلف عبدالرحيم كمال والمخرج خالد مرعي، فيلم يتحدث عن كثير من المعاني، الحب وسوء الظن الذي ممكن ان نفقد معه أحبائنا، البخل والطمع مع نموذج الجد، فيلم إنساني ولكنه لا يناسب جمهور العيد الباحث عن الاكشن والإبهار أو الكوميدية.

هناك مشكلة كانت في سرد الحكاية ببطء وملل والحبكة ضعيفة وعدم الاستفادة من وجود نجوم كثيرين ويبدو أنه كان هناك إختلافات كثيرة وأكثر من وجهة نظر "تدخلت" في الكتابة!

حتى فكرة "بروش الست" واغاني أم كلثوم صعب أن تكون هي حكاية سينمائية "مبهرة" لأحداث يستقبلها جمهور السينما، ممكن أن تكون فيلم "تليفزيوني" لطيف للسهرة وانت جالس في المنزل، تستمتع به وتخلد للنوم.

لماذا لم يتم تقديم العصابة مباشرة مع حلمي ومنه وبيومي وباقي الكوميديانات بعيدا عن البداية التاريخية وأم كلثوم ونشاهد أحداثا مع عصابة كوميدية في الوقت الحالي ومغامراتها فيلم بسيط بدون فلسفة.

ولكن تشعر أن الريتم مثل أجواء الستينيات والبطل "الجد" ورفاقه فالجمبع تأثر بهم.
الجمهور منقسم والأراء السلبية والإيجابية كثيرة حول الفيلم ولكن بالتأكيد الجمهور لم يسعد كثيرا بعودة أحد فرسان الكوميديا في السينما المصرية.

لا أعرف أحمد حلمي في أخر سنوات أشعر إنه أصابه "ملل" غير معتاد، هل يعاني من أزمة وجود أفكار وسيناريوهات تناسبه؟!

بالتأكيد حلمي من أهم نجوم الشباك في جيله والسينما المصرية بشكل عام وصنع أعمالا كوميدية كبيرة وراقية وننتظر المزيد وسنظل نتفق ونختلف فيما سيقدمه لأنه ليس "خيال مآته" هو صاحب فكر وشخصية فنية ذكية في هذا الجيل ومن حقه أن يجرب.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط