الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

شعب الساحل الشمالي


انتشر فيديو لبعض من مرتادى "هاسيندا" فى الساحل الشمالى، يتشاجرون في جراج، دون إيضاح سبب المشكلة [لكن] يُظهر الفيديو لقطات لعدد من الفتيات، فى غير وعيهن، وعليهن علامات السُكر الشديدة، وسط تعالي صرخات الفتيات وتجمع العشرات، وتواجد الكثير من السيارات الفارهة [فيما] تظهر سيارة فضية، هاجمها عدد كبير من المتواجدين فى الفيديو، دون معرفة السبب، حتى تحرك صاحبها مسرعا، وصدم عددا من المتواجدين أمام السيارة.

ومنذ تلك الواقعة احتل الساحل الشمالي معسكرات السوشيال ميديا، وبات رصاص التويتات والبوستات يضرب "معركة هاسيندا" التي ألقت بأطنان من الغضب الشعبي والاحتقان المجتمعي علي حياة زوار الساحل، ومن قبلها آثار عدوان حفلات المشاهير بدءا ب "جنيفر لوبيز" مرورا ب "محمد رمضان" ثم "هيفاء وهبي" علي القيم الأخلاقية والفنية.

فعلية القوم من سكان القاهرة وأوروبا والدول العربية يتوافدون على هذا الشريط الساحلي والبقعة الهادئة التي يسودها طقس أكثر اعتدالا من ساحل البحر الأحمر أثناء الصيف، حيث تضم المنطقة فيلات ومنتجعات فاخرة من فئة خمس نجوم تحتضن من يرغبون في الابتعاد عن الضوضاء.

وتعد الحياة الليلية عامرة في هذا الجزء من البحر المتوسط، وتلجأ نخبة المصريين إلى هذه المنطقة الخلابة والتي تضم كل ما هو جديد وحصري مثل بورتو مارينا وهاسيندا وسيدي عبد الرحمن ومراسي لقضاء إجازة نهاية الأسبوع وليالي السبت الحارة.

لكن ورغم أنه من المفترض أن يسود الهدوء المنطقة كونها مخصصة للراحة والاسترخاء والاستجمام [إلا] أن ضوضاء حفلاتها التي برز فيها العري والتحرش، و"عركة" هاسيندا التي علت فيها أصوات تجاوز القانون وخروج السكاري إلي الشوارع، جعلت من الساحل الشمالي ضوضاء في رأس الدولة، وكابوسا ينغص حياة القائمين علي تطبيق وفرض القانون.

فلم تعد قري الساحل مجرد مصيف أو ويك إند، بل أصبحت كيانا مستقلا بذاته يفرض بعاداته وملابسه الغريبة نسب مشاهدة علي أحداثه وحفلاته علي اليوتيوب، أو حب استطلاع للطبقة المتوسطة.وما دونها علي ما أضحي يسمي "حياة شعب الساحل" للإطلاع على عوالم لا يراها إلا في الدراما التليفزيونية وعلى صفحات النميمة بالجرائد.

لقد دمرت تجاوزات البعض الصورة الذهنية لرواد الساحل الشمالي، فبات من وجهة نظر الكثير مجتمعا منفلتا، ينهار أمام كأس من الويسكي والشمبانيا، ولا يقو علي مقاومة امرأة عابرة ولو كانت متواضعة الأنوثة على خلاف الحقيقة-

إن الاحتقان المجتمعي من أحداث الساحل الأخيرة يفرض علي الدولة، موقفا حاسما ضد القلة غير الخاضعة للمقاييس المجتمعية، والعصية علي الانصياع للقانون ومنهم أبطال واقعة هاسيندا، مع تأكيدنا أن القوم في الساحل أغلبهم منضبط يحترم القانون ويطبقه، وهؤلاء القلة المتمردة المنفلتة القانون كفيل بعودتهم أسوياء.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط