الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هل يستحق السيسي جائزة نوبل؟


تم تقسيم الحروب إلى أجيال
الجيل الأول : حرب السيوف
الجيل الثانى : حرب البارود والديناميت والقواذف
الجيل الثالث : أسلحة الدمار الشامل
الجيل الرابع : أسلحة الفوضى والثورات الملونة 
 
وكنا فى مصر وفى غيرها من البلاد ضحايا لكل هذه الحروب بكافة أشكالها والمتفق عليه ان أهداف كل الحروب واحدة بغض النظر عن الجيل الذى تنتمي له ولا تخرج عن الرغبة فى الاستحواذ الاقتصادى أو الثقافي أو كليهما معًا.

وما حدث فى مصر بداية من العام 2013 يمكن قراءته على أنه تلخيص لرؤية عالمية جديدة تقودها مصر وتسعى لتصديرها فى التعامل مع كل سيناريوهات الحروب بروح مختلفة تتسم بالواقعية الشديدة على خلفية الاقتناع بأن صناع الحروب فى العالم لن يتوفقوا عن صناعة الحروب ولن يتوقفوا عن تطوير أدواتهم فكان لزاما على ضحايا الحروب البحث عن افق جديد ومن هنا بدأت تتبلور الرؤية المصرية ؛ ماذا تريدون وماذا نريد ؟ ألا يوجد طريق آخر يمكن أن تحققوا به أهدافكم دون أن تتجاهلوا حلمنا فى مستقبل افضل ؟

لم تنتظر مصر إجابة من أحد ولم تستأذن أحدا بل سابقت الزمن و اتخذت سلسلة من الإجراءات المهمة والمدروسة بعناية راعت فيها مصالح الغرب الاقتصادية من خلال خدمة ملاحية عالمية مميزة في قناة السويس كما اهتمت أيضا بتأمين الطاقة لأوروبا و مهدت لهم الطريق نحو السوق الإفريقي بعد توحيد افريقيا اقتصاديا ودمجها فى خطة واضحة طويلة الاجل تسمى خطة افريقيا 2060، كما حملت على عاتقها حماية أوروبا من الهجرة غير الشرعية التى تهدد الغرب وثقافته. 

كما بدأت فى مشروع طموح لتغيير الخطاب الديني على مستوى مصر و العرب لوقف الصراع الثقافي بين الشرق المتدين والغرب المتمدين، كل هذه الممارسات كانت تهدف لتعزيز التعاون وربط الشرق بالغرب فى منظومة مصالح بديلة لفكرة الحرب ومصالح إعادة الإعمار المعروفة بغنائم ما بعد الحرب ، سواء كانت بالسيوف أو البنادق أو بغيرها. وأعتقد ان العالم تنبه لتلك الرؤية واستقبل السيسي فى أروقة صناعة القرار لا تمجيدا ولا تكريما بل مستمعا ومتعلما ومستفيدا من طرح مختلف عن كل الأطروحات السابقة وإسهام جديد فى عالم لا يملك إلا خبرة الصراع الدامي فى تاريخ العلاقة بين الشرق والغرب. 

ومن الجدير بالملاحظة والتقدير قدرة مصر فى نفس الوقت على إحداث توازن فى العلاقات المصرية بالعالم فلا نحن أغفلنا تعميق العلاقة بالصين ولا نحن تركنا الولايات المتحدة كما أننا لم نخسر روسيا إرضاء لأوروبا أو العكس وهذا الاتزان طرد من الأذهان كل افكار وأطروحات الاستقطاب والتبعية ومهد لعالم جديد وجعل المصالح متاحة للجميع يمكن الحصول عليها بأقل تكلفة بدلا من كل الحروب فما تريده من الشرق تستطيع الحصول عليه بالتعاون والتفاعل والبناء وما يريده الشرق من الغرب ممكن بدون الدخول فى مواءمات أو تبعية أو تقديم تنازلات..

إن ما يحدث اليوم وما سيحدث غدا إذا نجح المشروع المصري لن يكون إلا تغيرا تاريخيا عالميا غير مسبوق وبقيادة مصر، تغيرا ربما لا تكفي لتقديره الف نوبل .. وكما توقعت من أصحاب البنادق وصناع الحروب ؛ بدأ برنامج نتنياهو الانتخابي بوعد جديد لضم غور نهر الأردن بلا هدف إلا لإشعال المنطقة وضرب المشروع المصري.. والسؤال الآن ماذا سيختار العالم .. هل يختار المشروع المصرى الداعي للتعاون والسلام أم المشروع الإسرائيلي الداعي إلى الحرب والخراب ؟.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط